ساد الهدوء مناطق ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية اليوم، السبت 15 من تشرين الاول، بعد أنباء عن اتفاق بين حلف “هيئة تحرير الشام” و”الفيلق الثالث” حمل عدة بنود للتهدئة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في اعزاز، أن المعارك العسكرية توقفت في محيط المدينة منذ الجمعة 14 من تشرين الأول، ثم عادت المناوشات المتقطعة في منتصف الليل، بينما يسود الهدوء جبهات القتال منذ فجر اليوم، السبت.
الحسابات الرسمية لـ”الفيلق الثالث” نشرت، الجمعة، نسخة عن الاتفاق موقعة من قائدي “تحرير الشام” و”الفيلق الثالث”، حملت عدة بنود للتهدئة، أبرزها أن ينحصر نشاط “الفيلق” بالجانب العسكري في المنطقة.
ثم عادت الحسابات نفسها لحذف المنشورات بعد بضع دقائق على نشرها، فيما بدا على أنه عرقلة للاتفاق.
وخلال الاقتتال، دخلت “هيئة تحرير الشام” إلى منطقة عفرين، بمساندة فصيلي “فرقة الحمزة” و”فرقة السلطان سليمان شاه” التابعين لـ”الجيش الوطني”.
بينما وقف “الفيلق الثالث” التابع لـ”الجيش الوطني” في وجه هذا التحول في السيطرة، بمساندة من فصائل في ريف حلب، أبرزها “جيش الإسلام”.
خلاف داخلي في “الفيلق الثالث”
الباحث السياسي في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان، قال لعنب بلدي، إن الاتفاق الذي نُشرت نسخة منه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يفشل بالمطلق، إنما حُذف بسبب خلافات داخلية بين مكوّنات “الفيلق الثالث”.
وأضاف أن تأكيده لصحة الاتفاق جاء بناء على تواصله مع قياديي الصف الأول في الفصيلين المتحاربين شمالي حلب.
لكنه لم يعتبر أن سحب بنود الاتفاق من معرفات الفصائل مؤشر على فشل الاتفاق.
علوان أكد أن الاتفاق جرى توقيعه بحضور من قبل الجانب التركي، وهو إشارة إلى أن الأطراف الموقعة “ملزمة بهذا الاتفاق”، لكن احتمالية عدم تطبيق كامل بنود الاتفاق لا تزال واردة حتى الآن.
ومع الحديث عن الاتفاق، استمرت الحشود العسكرية من جانب “جيش الإسلام” (التابع لـ”الفيلق الثالث”) بالتوافد إلى مدينة اعزاز، حيث خط التماس بينه وبين حلف “تحرير الشام” و”فرقة الحمزة” (الحمزات) و”فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) من جهة أخرى، مساء الجمعة.
بينما أكد الباحث السياسي أن وقف إطلاق النار بشكل شبه كامل تخضع له مناطق الاقتتال اليوم، وشرعت الأرتال والحشود العسكرية بالانسحاب من مناطق التوتر، لكن شكل إعادة تموضع النفوذ العسكري لا تزال غير واضحة حتى الآن.
في حين بدأت حالة قطع الطرقات في معظم المناطق بالتراجع منذ صباح اليوم، وبدأت أشكال وآثار النزاع العسكري بالانحسار في محيط اعزاز.
ما الاتفاق؟
حمل الاتفاق بين أطراف القتال في شمالي حلب العديد من البنود، على رأسها وقف العمليات العسكرية، وإيقاف الاقتتال، إضافة إلى بنود أخرى متعلقة بالسيطرة في مناطق نفوذ “الجيش الوطني”.
وجاءت بنود الاتفاق على الشكل التالي:
- وقف إطلاق نار شامل، وإنهاء حالة الخلاف بين الطرفين.
- إطلاق سراح جميع الموقوفين خلال أحداث الأخيرة من جميع الأطراف.
- عودة قوات “الفيلق الثالث” إلى ثكناتها العسكرية.
- فك الاستنفار العسكري الحاصل لدى “تحرير الشام”.
- استعادة “الفيلق الثالث” جميع مقاره العسكرية وثكناته ونقاط رباطه.
- عدم التعرض لمقار وممتلكات وسلاح “الفيلق الثالث” وعناصره.
- يتركز نشاط “الفيلق الثالث” في المجال العسكري فقط.
- عدم ملاحقة أي أحد بناء على خلافات فصائلية.
- التعاون على “البر التقوى في محاربة الفساد ورد المظالم”.
- واتفق الفريقان على استمرار التشاور والمداولات لترتيب وإصلاح المؤسسات المدنية في المرحلة المقبلة.
بينما لم تظهر حتى الآن أي تعديلات على الاتفاق الأخير، بحسب الإعلام الرسمي للأطراف المتقاتلة في المنطقة.
المدنيون عالقون بين فوهات البنادق
أكثر المتضررين من هذه العمليات العسكرية كان سكان مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، ممن علقوا في مناطق القتال، فمنهم من نزح نحو العراء تجنبًا للعمليات العسكرية، ومنهم من علق في هذه المناطق منتظرًا عمليات الإخلاء.
وقال “الدفاع المدني السوري” عبر معرفاته الرسمية، إن فرقه تمكنت من إخماد حريق اندلع في مخيم “كورتك” للنازحين على طريق عفرين- اعزاز شمالي حلب، اندلع إثر اشتباكات في المنطقة، الجمعة.
وأشار “الدفاع” إلى أن الاشتباكات أسفرت عن احتراق ست خيام بشكل كامل مع محتوياتها، وتضرر أكثر من 25 خيمة بشكل جزئي.
ويضم المخيم نفسه نحو 200 عائلة مهجرة، بحسب “الدفاع المدني“، بينما لم يسفر الحريق عن أي إصابات في صفوف قاطنيه.
الحريق سبقه بيوم واحد إصابة شخصين بجروح على أطراف مدينة الباب شرقي حلب جراء اشتباكات شهدتها بين “الحمزات” و”الفيلق الثالث”، بحسب “الدفاع المدني”، إضافة إلى مدني آخر أسعفه “الدفاع” بعد إصابته بجروح في قرية مريمين شمالي حلب جراء الاشتباكات بين فصائل المعارضة.
وصباح الجمعة، أجلت فرق “الدفاع” أكثر من 120 عائلة من مناطق الاشتباك في ريف حلب الشرقي، بينهم مسنون وأطفال ومرضى ومن ذوي الإعاقة، ونقلتهم إلى مناطق أكثر أمنًا، لتجنيبهم اقتتال الفصائل.
–