هل سمعت عن كوارث كرة القدم؟

  • 2016/01/17
  • 2:04 ص

ليس المستطيل الأخضر الذي نشاهده على الشاشة هو كل شيء في كرة القدم، كما ليست الهزيمة هي المصيبة الكبرى فيها، إذ ثمة عوامل أخرى تميز الرابح من الخاسر في اللعبة، وهي بالطبع أقوى من أقدام اللاعبين ومهاراتهم، وتوجيهات المدربين وخططهم، وبعيدة عن شغف الجماهير بالمتعة الكروية.

القوة والنفوذ السياسي والاقتصادي، تتحكمان باللعبة الأكثر شعبية في العالم، من يدفع يربح، ومن يملك السلاح والجيش الأقوى يمكن أن يفرض انتصاره من خارج المستطيل الأخضر ويسجل الأهداف من دون أن يلمس الكرة.

هتلر يعدم الخصوم

على مر تاريخ كرة القدم، لم تكن الكوارث فيها شيئًا غريبًا أو أمرًا نادرًا، إذ أجبر هتلر المنتخب النمساوي الذي كان قويًا على الانسحاب من بطولة كأس العالم لصالح ألمانيا في عام 1942، هذا لم يكن من أجل أحقية المنتخب الألماني أو مطلب جماهير الكرة، ولكن كان حكم القوي النازي على الضعيف.

هتلر مرة أخرى، حامي عرين المنتخب الألماني، من قصره وليس في مرمى الخصوم، هدد المنتخب الأوكراني بالإعدام في حال فوزه على المنتخب الألماني، ونزل الأوكرانيون إلى أرضية الملعب خائفين، لكن حماس الكرة مكّن الأوكران من تسجيل الأهداف، وتحقيق الفوز الذي ساق لاعبي المنتخب إلى المشنقة، فأعدموا جميعًا لأنهم انتصروا على “منتخب هتلر”.

حرب الـعشرة آلاف مدني

نحو أمريكا الوسطى، إلى المباراة التي كانت شرارة حرب استمرت لعدة أيام، بين الجيران هندوراس والسلفادور، والتي جرت بينهما في هندوراس عام 1970.

فاز حينها أصحاب الأرض وتأهلوا إلى نهائيات كأس العالم، لكن حربًا طاحنةً نشبت إثر المباراة واستمرت ستة أيام وسط انتشار القوات البرية للجيشين على طول الحدود، وبدأ القصف المدفعي العشوائي بينهما وقتل حينها عشرة آلاف مدني، ولم تنته الحرب إلا بتدخل دول إقليمية لوقف المعارك، وكان سببها فقط مباراة كرة قدم.

إلغاء هدف يتسبب بمقتل 328 شخصًا

في أمريكا الجنوبية، كانت مباراة الأرجنتين والبيرو، ضمن تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو، سببًا بمقتل 328 مشجعًا في العاصمة البيروفية عام 1964، إذ بدأت أعمال الشغب من قبل الجمهور البيروفي قبل نهاية المباراة عندما ألغى الحكم هدف التعادل لمنتخبهم في الدقائق الأخيرة، إلى أن تدخلت عناصر الأمن وألقت القنابل المسيلة للدموع على الجمهور.

مجزرة بيع التذاكر

بيع 45 ألف تذكرة لحضور مباراة كوستاريكا وغواتيمالا في الأستاذ الذي يتسع لـ 37 ألف شخص، كان سببًا في مجزرة قبل بدء المباراة، راح ضحيتها 83 شخصًا وأصيب 140 آخرون.

وسبب المجزرة التدافع عند الدخول إلى الملعب وانهيار جزء من المدرجات نتيجة لذلك. الكارثة الأسوأ هنا هي إفلات جميع المسؤولين والمتورطين من العقاب.

الأهلي والبورسعيدي

إلى الملاعب العربية، والمصرية بشكل خاص، فلم ينس جماهير الكرة العربية حادثة نادي الأهلي والمصري البورسعيدي في 2012، التي راح ضحيتها 74 قتيلًا من جماهير الأهلي إثر اعتداء مشجعي النادي المصري عليهم بعد المباراة.

ورغم فوز صاحب الأرض والجمهور، الفريق المصري البورسعيدي، إلا أن الاضطرابات السياسية في مصر خلال تلك الفترة ألقت بظلالها على كرة القدم، وربما تصب مثل هذه الأعمال في مصلحة أحد أطراف الصراع السياسي.

2004 في سوريا

إلى سوريا، والحادثة الأشهر في تاريخ الكرة السورية عام 2004، عندما تحولت مباراة بين ناديي الجهاد والفتوة في الدوري السوري بمدينة القامشلي الكردية إلى حلبة مصارعة حقيقية راح ضحيتها 40 قتيلًا.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين الأكراد وعشائر عربية من دير الزور استمرت ستة أيام، لم تنته إلا بتدخل قوى الأمن السوري، الحادثة التي لم تخل من خلفيات سياسية وقومية كان للنظام السوري يد فيها.

هذا ما يسمى العشق الممنوع في عالم الكرة التي لا تعدو كونها رياضة، خلقت المتعة للاعب والمشاهد، ولكن ممارسات الجماهير الكروية كثيرًا ما يجعلها نقمة وأبعد ما يكون عن المتعة، بالنسبة للنادي واللاعبين والمشجعين وصولًا إلى المشاهد على الشاشة الصغيرة. تاريخ كرة القدم مليء بالمآسي والكوارث التي بنيت عليها أسطورة اللعبة الحالية، بذهبها وشعبيتها وميزانياتها الكبيرة.

مقالات متعلقة

رياضة دولية

المزيد من رياضة دولية