هدوء شمالي حلب بانتظار مفاوضات الفصائل
شهد محيط مدينة اعزاز حالة من الهدوء بعد معارك مسلحة بين فصائل “الفيلق الثالث” من جهة، و”هيئة تحرير الشام” و”فرقة الحمزة” (الحمزات) و”فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) من جهة أخرى.
وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة اعزاز اليوم، الجمعة 14 من تشرين الأول، أن حشودًا عسكرية شهدتها المدينة خصوصًا على تخومها الغربية، تزامنًا مع حشود لحلف “تحرير الشام” تحضيرًا لاقتحام منطقة كفر جنة غربي اعزاز.
الحشود والمناوشات في محيط اعزاز جاءت بعد ساعات على انسحاب “الفيلق الثالث” من عفرين وقرى وبلدات أخرى في محيطها، إثر هجمات “تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها.
وتعتبر مدن اعزاز ومارع المعقل الرئيس لـ”الفيلق الثالث” الذي تشكّل “الجبهة الشامية” و”جيش الإسلام” أعمدته العسكرية.
مجموعات “الفيلق” عادت لتتحصن منفردة داخل اعزاز، كون خسائرها السابقة في عفرين جاءت بسبب انسحاب فصائل أخرى مساندة لها من جبهات القتال، بحسب ما قالته حسابات مقربة من الفصيل عبر “تلجرام” (شائع الاستخدام في المنطقة).
ما حقيقة الهدنة؟
تحدثت وسائل إعلام محلية عن مفاوضات جرت بين “الفيلق الثالث” و”هيئة تحرير الشام” في معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا (ضمن مناطق نفوذ “الهيئة” شمالي إدلب)، اقتضت بوقف جبهات القتال مقابل شروط فرضتها الأخيرة لم تلقَ قبول “الفيلق”.
ومن أبرز هذه الشروط، طلب “الهيئة” إدارة مشتركة لجميع المناطق، مع منحها الإشراف على الملف العسكري والأمني والاقتصادي شمالي حلب، وهو ما لم يوافق عليه “الفيلق”.
بينما نفى “الفيلق” من جانبه أي اتفاق بينه وبين حلف “تحرير الشام”، إذ أُقيمت المفاوضات لإيقاف العمليات العسكرية فقط، ولم يوافق “الفيلق” على طلبات “لا تحفظ حقوقه”.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من قائد عسكري في “الجيش الوطني السوري”، تحفظ على اسمه كونه لا يملك تصريحًا بالحديث لوسائل الإعلام، فإن هدنة وقف إطلاق النار تنتهي منتصف اليوم، بغية التوصل لاتفاق.
وأضاف أن المفاوضات لا تحمل أملًا بوقف العمليات العسكرية التي من المرجح أن تعود للتصاعد اليوم في محيط اعزاز.
المدنيون بين النيران
مع اشتداد المعارك العسكرية بين الفصائل المتحاربة، شهدت مناطق متفرقة من شمالي حلب حركة نزوح للمدنيين، لمن تمكّن منهم من مغادرة مناطق المواجهات، بينما بقي قسم آخر بين مصادر إطلاق النار كما أظهرت تسجيلات مصوّرة تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويظهر في التسجيلات المصوّرة تطاير الرصاص المضيء فوق خيام النازحين السوريين على الطريق الواصل بين مدينة عفرين ومنطقة كفر جنة.
بينما نشرت حسابات إخبارية محلية تسجيلًا مصوّرًا آخر، أظهر استهداف الفصائل العسكرية المتحاربة سيارات المدنيين على طريق عفرين- اعزاز من ناحية شران، واتُهمت “تحرير الشام” بالوقوف خلف الاستهداف.
وسبق أن نشر فريق “منسقو استجابة سوريا” أن أكثر من 950 عائلة نزحت من المخيمات المنتشرة شمالي حلب، كما نزحت أكثر من 2500 عائلة “بشكل مؤقت” من المخيمات الواقعة على مقربة من العمليات العسكرية.
واقتحمت، الخميس، مجموعات من “تحرير الشام”، وفصيلي ”الحمزات” و”العمشات” التابعين لـ”الجيش الوطني”، مدينة عفرين بعد عمليات عسكرية أدت إلى انسحاب “الفيلق الثالث” التابع لـ”الوطني السوري” أيضًا باتجاه مدينة اعزاز.
سبق ذلك بيوم واحد سيطرة “تحرير الشام” على مدينة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين، شمالي محافظة حلب، بعد مواجهات عسكرية مع “الفيلق الثالث” و”حركة التحرير والبناء”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :