بعد تكليفها بمهمة تصوير عميد في الجمارك اللبنانية، لأسباب ترتبط بغيرة زوجته، تجد “نورا” نفسها فجأة شاهدة على جريمة قتل العميد نفسه، بعدما رصدت كاميرتها العملية بالكامل.
يسلّط مسلسل “العين بالعين” الضوء بأسلوب خاطف على واقع المجتمع اللبناني المتأرجح على حبال الفساد والمحسوبيات القائمة على مكانة بعض العائلات دون غيرها ومدى نفوذها وتحكّمها.
والقضية أن شابة صحفية عملت لسنوات طويلة في مجال الصحافة الاستقصائية، وبعد محاربتها للفساد على إيقاع منفرد، وخسارتها وظيفتها، اتجهت لأخبار الفنانين والفضائح، وموضوعات الصحافة الصفراء، ما جعلها خيارًا مناسبًا لزوجة العميد التي تشك أصلًا بخيانة زوجها، وتنتظر الدليل.
في غضون ذلك، يغتال مجهولون العميد بالرصاص في سيارته، وتصبح الصحفية ملاحقة من قبل منفذي العملية، فتختار التواري عن الأنظار بدل اللجوء للشرطة وتسليمها دليل الجريمة.
والذريعة أن أشخاصًا قتلوا مسؤولًا أمنيًا سيجدون طريقهم للخروج من القضية، بعد إلباس التهمة للشاهدة، في إشارة واضحة إلى غياب فعالية الجهاز القضائي من جهة، وسطوة بعض الأطراف وهيمنتهم من جهة أخرى، لا في المسلسل فقط، بل وخارجه أيضًا.
وبعد شد وجذب وخسارات أخرى لا اعتبار لها أو احترام، في سبيل التكتم على المجرم الأكبر، تبدأ الأحداث بتقديم انفراجة يحتاج إليها المشاهد بعد إطالة غير مبررة في مكان، وقفز على الأحداث وبعد الممثلين عن روح الشخصية في مكان آخر.
لبناني أمام الكاميرا
“العين بالعين” لا يقدم ما يخالف التوقعات، وإن كانت النهاية ربما منطقية ومقنعة أكثر من تتابع الأحداث نفسها، أو أداء الممثلين، فيعود المسلسل مرة أخرى لانفجار مرفأ بيروت (في 4 من آب 2020)، كعدة أعمال لبنانية صدرت مؤخرًا، أحدها “بيروت 303″، من تأليف سيف رضا حامد وبشار مارديني، وإخراج إيلي السمعان.
يتكون المسلسل من 15 حلقة قصيرة نسيبًا، ويعتبر محاولة للخروج من عباءة الأعمال المشتركة الأكثر جاذبية لمنصات العرض.
المسلسل لبناني أمام الكاميرا، رغم أن القصة والسيناريو والحوار للكاتبة السورية سلام كسيري، والموسيقا التصويرية من توقيع إياد الريماوي، لكن التمثيل لبناني، باستثناء دور لشاب سوري صاحب سوابق جنائية متعطش للحصول على جواز سفر للخروج من لبنان، وشاب آخر متخصص بقضايا التكنولوجيا، بشخصية مصممة على المقاس النمطي للماهرين في التعامل مع الحاسوب.
“العين بالعين” من إنتاج منصة “شاهد”، وإخراج رنده علم، وعُرض لأول مرة في آب الماضي، وتشارك في بطولته كل من سيرين عبد النور، ورامي عياش، وطوني عيسى، ورودريغ سليمان، ومجدي مشموشي.
–