تحقيق: “تيك توك” تستغل السوريين في مخيمات اللجوء
برنامج “مارِس” التدريبي- مسعود طاطوز
كشف تحقيق لـ”بي بي سي” اليوم، الأربعاء 12 من تشرين الأول، عن استغلال “تيك توك” للسوريين في مخيمات اللجوء، إذ تأخذ الشركة 70% من التبرعات التي يجمعها النازحون من خلال البث المباشر عبر التطبيق.
ويكسب بعض النازحين ما يقارب الألف دولار في الساعة، لكن لا يصلهم سوى جزء قليل منها.
ووجدت “بي بي سي” في مخيمات شمال غربي سوريا، أن البث يتم تسهيله من قبل “وسطاء تيك توك”، الذين يزوّدون العائلات بالهواتف والحسابات والمعدات لبدء طلب المساعدات على التطبيق.
وقالت “تيك توك”، إنها ستتخذ إجراءات فورية ضد “التسول الاستغلالي”، وأكدت الشركة أن “هذا النوع من المحتوى غير مسموح به”، مضيفة أن “عمولتها من الهدايا الرقمية والتبرعات كانت أقل بكثير من 70%”، لكنها رفضت التصريح بنسبة عمولتها.
ولا تسمح قواعد “تيك توك” بالطلب المباشر للتبرعات أو الهدايا، وتمنع إيذاء القاصرين أو تعريضهم للخطر أو استغلالهم على منصاتها.
للتحقق من مزاعم الشركة، اتصل مراسل “بي بي سي” في سوريا بإحدى الوكالات التابعة لـ“تيك توك” قائلًا إنه يعيش في المخيمات. زوّدته الوكالة بحساب وبدأ البث المباشر، وأرسل إليه موظفو “بي بي سي” من لندن هدايا رقمية بقيمة 106 دولارات من حساب آخر.
في نهاية البث، كان رصيد المراسل 33 دولارًا، أقل بنسبة 69% من قيمة الهدايا المرسلة.
وتنقص الـ33 دولارًا المتبقية بنسبة 10% عند سحبها من مكاتب تحويل الأموال المحلية.
بينما يأخذ “وسطاء تيك توك” 35%من المبلغ المتبقي، ويتبقى للنازحين 19 دولارًا فقط من الـ106 دولارات المتبرع بها.
يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، وأكثر من 80% يعانون انعدام الأمن الغذائي، ويواجه السوريون أزمة اقتصادية أصبح فيها الغذاء والدواء والوقود بعيدًا عن متناول العديد من العائلات.
ويحتاج 14.6 مليون سوري إلى مساعدات إنسانية، حسب أحدث تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، ونزح ما يقرب من سبعة ملايين شخص داخليًا، بينما لجأ 5.5 مليون شخص إلى البلدان المجاورة.
ومع عدم قدرة المساعدات الإنسانية على تلبية احتياجات اللاجئين في المخيمات، يلجأ كثيرون إلى طلب المساعدات عبر الإنترنت لكسب المال، وتستمر مئات العائلات في البث المباشر لكسب لقمة عيشها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :