اكتشاف أثري في حمص يهدد أصحاب البيوت المجاورة
أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف عن اكتشاف أثري “نادر” عُثر عليه في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، للوحة فسيفسائية من العصر الروماني.
وبحسب ما نشرته صحيفة “العروبة” الحكومية اليوم، الأربعاء 12 من تشرين الأول، فإن اللوحة تعود للقرن الرابع الميلادي، وتتميز بمساحتها الكبيرة وبالحالة الجيدة التي ما زالت عليها اللوحة رغم تعاقب العصور.
ويبلغ طول اللوحة 20 مترًا، وعرضها ستة أمتار، وبحسب المديرية العامة للآثار والمتاحف، تعتبر هذه اللوحة من اللوحات المهمة من الناحية الفنية والأثرية، إذ تروي أسطورة قصة حرب “الأمازونات” بين طروادة واليونان، الموجودة في الإلياذة عند “هوميروس”.
ويوجد في المشهد المركزي للوحة صورة أخيل مع ملكة الأمازونات، بالمقابل هناك تمثيل لـ”هرقل” وهو يستحوذ على الحزام السحري من ملكة الأمازونات بعد قتلها، وهناك إطار آخر للمحاربات الأمازونيات في أرض المعركة مع اليونانيين وقد دُونت أسماؤهم.
ولم يكن اكتشاف اللوحة اليوم، وإنما منذ عام 2018، من قبل مديرية الآثار والمتاحف بعد خروج القوات المعارضة من المنطقة وسيطرة قوات النظام.
وكان صاحب المنزل الذي تقع اللوحة تحته أول من اكتشفها في منتصف عام 2017، خلال فترة سيطرة قوات المعارضة على منطقة ريف حمص الشمالي، ونشاط أعمال الحفر والبحث عن القطع الأثرية، بحسب مراسل عنب بلدي في حمص.
وعلم المراسل من مصادر مقربة من صاحب المنزل الذي اكتشف اللوحة، أن تجّار الآثار كانوا قد دفعوا له 300 ألف دولار أمريكي إن استطاع استخراجها وإيصالها إلى تركيا، وأن التجار المحليين دفعوا له لقاءها حوالي 25 ألف دولار، إلا أن سيطرة قوات النظام على المنطقة بعد اتفاق المصالحة، في عام 2018، أوقفت العملية.
واشترت مديرية الآثار في حمص المنزل الذي اكتشفت به اللوحة والمنزل المجاور له، ولم تبدأ عمليات التنقيب إلا في بداية العام الحالي، ليعلن عن تفاصيل اللوحة القديمة ولوحات جديدة مجاورة لها.
ونقلت الصحيفة الحكومية عن الفنانة سلاف فواخرجي، بصفتها عضو مجلس أمناء متحف “نابو” اللبناني، أن المتحف قدم الدعم المادي لشراء المنزلين وتعاون مع الأثريين السوريين في عمليات التنقيب، واسترجاع القطع المسروقة.
كما نقلت عن مدير الآثار والمتاحف بحمص، حسام حاميش، أنه في أواخر 2018، وبالتنسيق مع “الجهات المختصة” في الرستن، أعلمت المديرية بوجود هذه اللوحة، التي كان هناك من يخطط لتهريبها للخارج، ووجودها تحت منزل سكني اضطر المديرية لإزالة هذه المنازل بالطرق الفنية لإفساح المجال أمام الفرق الفنية المختصة، التي اكتشفت ثلاث لوحات أخرى مجاورة.
تعويض بخس للبيوت
لم يتطرق تقرير الصحيفة للسعر الذي دفعته مديرية الآثار لشراء البيوت، أو تاريخ الشراء.
وبحسب مصادر مقربة من صاحب المنزل، اشترت المديرية البيت العام الماضي من صاحبه بتسعة ملايين ليرة سورية، بينما يقدّر سعره الحقيقي حينها بنحو 40 مليون ليرة.
أحد سكان الحي الذي عُثر فيه على اللوحة، قال لعنب بلدي، إن سكان الحي يشعرون بالخوف من أن تشتري مديرية الآثار منهم منازلهم بالقوة وبأسعار زهيدة.
وأضاف أن الخوف يبرز عندما تقيّم الحكومة المنازل وفق السعر الرائج الذي تضعه لجنة من مديرية المالية، وهو لا يساوي ربع أو نصف المبلغ الحقيقي لثمن العقار.
محاولات بيع سابقة
كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن ازدهار تجارة الآثار في سوريا بواسطة موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” الذي يعد وسيلة لعرض القطع المنهوبة من مناطق النزاع في سوريا، تمهيدًا لتهريبها خارج البلاد وبيعها.
وأشار التحقيق الذي نشرته “BBC”، في أيار 2019، إلى أن عمليات تجارة الآثار تجري عبر مجموعات على “فيس بوك” يتبادل أعضاؤها معلومات حول كيفية حفر المواقع الأثرية، والمحاذير إثرها.
وبحسب “BBC”، فإن “مئات” من هذه المجموعات تنشط على “فيس بوك”، وفي بعض الأحيان تشهد “طلبات نهب” خاصة للتهريب إلى الأراضي التركية.
ونقلت “BBC” عن الشرطة التركية قولها، إن القطع الأثرية المنهوبة من سوريا والعراق، والتي عبرت الحدود إلى تركيا خلال سنوات النزاع، تقدّر بملايين الجنيهات الإسترلينية.
ويُعرف عن مدينة الرستن بأنها منطقة أثرية بامتياز، وتحوي العديد من المواقع الأثرية، حيث كانت تضم إحدى الممالك الرومانية التي يطلق عليها اسم مملكة “أريثوزا”.
اقرأ أيضًا: آثار سوريا.. من المتاحف الوطنية إلى مكاتب مسؤولين لبنانيين
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :