أكثر من 179 ألف زائر أغلبهم من الشباب
عربي في أرض غير عربية.. قراءة متأنية لمعرض الكتاب في اسطنبول
تحت شعار “عالم بلا حدود”، اختُتمت النسخة السابعة لمعرض “اسطنبول الدولي للكتاب العربي”، الذي استقطب الزوار العرب من مختلف البلدان، عبر الكتّاب والفعاليات والمحاضرات المنظمة.
ونظم المعرض، الذي استمر بين 1 و9 من تشرين الأول الحالي في مركز اسطنبول للمعارض، كل من “اتحاد الناشرين الأتراك”، و”الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي”، و”جمعية الناشرين الأتراك”، حيث يعتبر أكبر معرض دولي للكتاب العربي يُنظم خارج العالم العربي.
وشارك في المعرض أكثر من 250 دار نشر تمثّل 29 دولة، كما احتوى المعرض على أكثر من 15 ألف عنوان، إضافة إلى نحو مئة محاضرة وفعالية على هامش المعرض ألقاها محاضرون من أكثر من 15 دولة.
إقبال لافت
زار خلال أيام معرض الكتاب التسعة 179 ألفًا و163 زائرًا، بحسب إحصائية الجهة المنظمة للمعرض، في حين اقترب عدد الزوار في نسخته السادسة العام الماضي من 110 آلاف زائر، ما يدل على زيادة إقبال الزوار وانتشار أخبار المعرض بين القرّاء العرب.
وقال نائب المنسق العام لمعرض “اسطنبول”، سامر السعدي، لعنب بلدي، هذا العام كانت هناك زيادة في الإقبال مقارنة بالعام الماضي، سواء في عدد دور النشر المشاركة من 29 دولة، أو من ناحية عدد الزوار.
واستهدف المعرض بالدرجة الأولى الجالية العربية في تركيا، والعرب من خارجها، كما يستهدف الأتراك المهتمين باللغة العربية، من طلاب الجامعات، أو من المدارس التركية التي تدرس باللغة العربية، حيث زارت وفود من هذه المدارس المعرض، وفق السعدي.
وأشار السعدي إلى أن المهتمين باللغة العربية ليسوا من العرب فقط، إذ كانت هناك مشاركة من دول البلقان كدور نشر، وأيضًا زوار من تلك المناطق من المسلمين والمهتمين باللغة العربية.
وفي حديث مع المؤلف وصاحب دار نشر “كتاب سراي” إبراهيم كوكي، أشاد بالإقبال في معرض “اسطنبول”، وبالأخص أنه معرض عربي على أرض غير عربية.
واتفق معه صاحب دار النشر “آرام” خالد الدغيم، الذي يشارك في المعرض للمرة الأولى، إذ لاحظ إقبالًا جيدًا من الزوار، وأوضح أن زيارة شخصيات مهمة من دعاة ومفكرين وروائيين أسهمت بزيادة الإقبال على المعرض، لحضور محاضراتهم أو ندواتهم ضمن الفعاليات الجانبية المنظمة.
الشاعر والروائي السوري أنس الدغيم، قال لعنب بلدي، إنه لمس إقبالًا جيدًا عبر زيارته ومشاركته في المعرض، ونوّه إلى أنه مهما تعددت الوسائط المعرفية، يبقى للكتاب الورقي حضوره ورونقه، ولذلك هناك من يأتي للمعرض حتى الآن طلبًا له.
وأضاف أن هذه المعارض تعد محفّزًا للعودة إلى الفكر والثقافة، وما يبشر أن معظم رواد المعرض هم من فئة الشباب.
ميزات وتحديات
أقيمت على هامش المعرض 100 محاضرة وفعالية تشمل مواضيع متنوعة في الأدب والثقافة والسياسة والاقتصاد، كما شاركت الجامعات التركية بالمعرض ممثلة باتحادات الطلبة، بمشاريع تشمل ورشات فنية وخدمات للطلاب الجدد تحت اسم “نادي الجامعات”.
وبحسب موقع المعرض، فقد تضمّن ركنًا خاصًا للأطفال يحمل اسم “نادي الفرح”، وركنًا للأنشطة العلمية للشباب، وآخر للخط العربي، وأقسامًا مختلفة للأنشطة والفعاليات وحقوق الملكية، والمؤسسات التعليمية، والمؤسسات الإعلامية، إضافة إلى قسم المحاضرات والندوات.
كما ضمّ زاوية مخصصة للغتين العربية والتركية لغير الناطقين بهما، وقسم المدارس الدولية، وقسم الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني.
نائب المنسق العام للمعرض، سامر السعدي، أشار إلى وجود بعض التحديات والعقبات عند تنظيم المعرض، ولكن استطاع المنظمون تجاوزها، بالتنسيق مع الشركاء في غرفة تجارة اسطنبول، ووزارة الثقافة التركية.
ومن جانب أصحاب دور النشر، أوضح إبراهيم كوكي أن ارتفاع أسعار الكتب هذا العام كان التحدي الأكبر للمشاركين، بسبب ارتباط أسعار الكتب بسعر صرف الدولار، وهو ما وضع عبئًا ماديًا على القرّاء لشراء الكتب، فمعظمهم من فئة طلاب الجامعات.
ورصدت عنب بلدي تراوح أسعار الكتب (باستثناء المخصصة للأطفال) بين 100 و500 ليرة تركية بحسب عدد صفحات وجودة غلاف وورق الكتاب، وفي مواجهة الغلاء، قدمت معظم دور النشر عروضًا وتخفيضات على الكتب.
وأشار صاحب دار “كتاب سراي” إلى أن ميزة معرض “اسطنبول” عن بقية معارض العالم العربي للكتاب، عدم وجود قائمة سوداء للكتب أو المؤلفين، وخاصة فيما يتعلق بالكتب السياسية.
ومن ناحية التنظيم، أشاد كوكي بتنظيم المعرض من ناحية زيادة عدد دور النشر ومساحة المعرض.
في المقابل، كان هناك تعارض بين موعد معرض “اسطنبول” ومعرض “الرياض” للكتاب العربي، ما أدى إلى خسارة مشاركة عدد من الزوار ودور النشر.
واتفق كوكي مع خالد الدغيم، صاحب دار نشر “آرام”، بأن مساحة قاعة المؤتمرات والمحاضرات كانت صغيرة مقارنة بحجم المعرض وعدد الرواد لمتابعة المحاضرين.
وشهد المعرض محاضرات وندوات من عدة شخصيات بارزة، من أمثال عمر عبد الكافي، وعصام البشير، ومحمد العوضي، وحسن الحسيني، ومن الروائيين والشعراء، أيمن العتوم، وأنس الدغيم، وحذيفة العرجي، وغيرهم.
ما الكتب الطاغية؟
رصدت عنب بلدي تنوعًا في مواضيع الكتب عبر تنوع اختصاصات دور النشر مع أغلبية للكتب الإسلامية والسياسية، وهو ما أفاد به صاحب دار النشر إبراهيم كوكي، بأن الكتب الإسلامية والسياسية وبالأخص المتعلقة بـ”الربيع العربي” شهدت إقبالًا من القرّاء، ما انعكس على أخذها مساحة جيدة عند دور النشر.
من جانبها، ركّزت دار “آرام” للنشر عبر مطبوعاتها على طبقة اليافعين بحسب حديث صاحبها خالد الدغيم، من كتب فكرية، وروائية، وشعرية، وإسلامية، وهي المواضيع التي شهدت أكثر المبيعات.
وأوضح الشاعر أنس الدغيم أن هذه النسخة شهدت تنوعًا في الكتب، بدءًا من كتب الأطفال إلى الكتب الإسلامية والأدبية والمعرفية، وذلك بحسب تخصص دار النشر.
تنظيم المعرض بدأ قبل ثماني سنوات بمساحة 400 متر مربع ضمن معرض الكتاب التركي، بمشاركة 30 ناشرًا، بينما بلغت مساحة النسخة السابعة عشرة آلاف متر مربع، بمشاركة أكثر من 28 دولة.
وفي هذه السنة، فتحت إدارة المعرض قسمًا لخدمات شحن الكتب من اسطنبول لتسهيل عملية البيع عبر الإنترنت، إذ يمكن للزبائن التواصل مع دور النشر عن بعد من خلال صفحات المعرض، وقاعدة البيانات بهدف تسهيل الربط والتواصل بين دور النشر المشاركة والزبائن في مختلف دول العالم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :