لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات “الفيلق الثالث” ومجموعات من “فرقة الحمزة” (الحمزات)، بريف حلب الشرقي، على خلفية إلقاء “الفيلق” القبض على متهمين باغتيال الناشط الإعلامي محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته.
وتدور الاشتباكات، منذ مساء الاثنين 10 من تشرين الأول، على أطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي وقرب مدينة بزاعة، بعد سيطرة “الفيلق الثالث” على مقار “الحمزات” في المدينة.
ناشطون مقيمون في الباب نشروا تسجيلات مصوّرة تظهر ما قالوا إنه قصف “فرقة الحمزة” للمدينة بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، بعد خسارتها نقاطها العسكرية فيها، ما تسبب بمقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين.
ومساء الاثنين، داهمت قوات “الفيلق الثالث” مقار لـ”فرقة الحمزة” في الباب، عقب اعتقال أشخاص يتبعون للأخيرة، لضلوعهم بعملية اغتيال الناشط الإعلامي وزوجته.
ما الاعترافات؟
في مساء اليوم نفسه، انتشر تسجيل مصوّر عرضه ناشطون وصفحات محلية لـ”الفيلق الثالث”، تضمّن اعترافات عناصر “الخلية” المسؤولة عن عملية اغتيال الناشط “أبو غنوم” وزوجته الحامل قبل أيام.
ومع اتساع دائرة تداول هذه التسجيلات، زادت حدة التوتر الأمني بين الفصيلين التابعين لـ”الجيش الوطني السوري” (الفيلق والحمزات).
وعرض التسجيل اعترافات للعنصر في مجموعة “أبو سلطان الديري” التابعة لـ”الحمزات”، أنور محمد سلمان الملقب بـ”الحوثي”، كأحد المسؤولين عن اغتيال الناشط الإعلامي.
وقال أنور، إنه تلقى تعليمات مباشرة من شخص يدعى “أبو هيثم” بمراقبة الناشط الإعلامي “أبو غنوم”، مشيرًا إلى أن عملية المراقبة كان يفترض أن تكون روتينية بحسب الأوامر التي تلقاها، نافيًا معرفته بخطة اغتيال الناشط.
وأكد “الحوثي” أنه كان يقود السيارة التي نُفذت منها عملية الاغتيال، برفقة المدعو “أبو هيثم” ساعة اغتيال الناشط، في 7 من تشرين الأول الحالي.
وذكر أنور في اعترافاته أنه طلب قبل التنفيذ من المدعو “أبو هيثم” التواصل مع “أبو سلطان” وإبلاغه أن “أبو غنوم” برفقة زوجته، إلا أن “أبو سلطان” طلب منهم تنفيذ الاغتيال.
ولاقى التسجيل المصوّر تفاعلًا واسعًا، ونشر ناشطون وسم “هيك بدو المعلم”، وهي كلمات اعترف بها أنور بأن عملية الاغتيال جرت بأوامر من قياديين في “فرقة الحمزة”.
أربعة أيام على اغتياله
في 7 من تشرين الأول الحالي، اغتال مجهولون الناشط الإعلامي محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل باستهدافهما بالرصاص المباشر وسط طريق مزدحم في وضح النهار.
ولاقت حادثة الاغتيال تفاعلًا واسعًا، إذ انعكست بمظاهرات وإضرابات في الباب، ومطالب في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى غرف ومجموعات “تلجرام” التي تنشط في الشمال السوري.
ويعتبر “أبو غنوم” أحد أبرز الناشطين الإعلاميين في الشمال السوري، ويُعرف عنه كثرة ظهوره في الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات وتنظيمها والدعوة إليها بتعدد أسبابها ومطالبها.
وسبق أن انتقد الناشط حالة الفساد المنتشرة في جميع مفاصل الحياة بالمنطقة سواء خدمية، أو اقتصادية، أو عسكرية، أو أمنية، أو اجتماعية، عبر منشوراته على وسائل التواصل أو حتى بمظاهرات على الأرض.
وتضاف حادثة الاغتيال هذه إلى انتهاكات عديدة سواء بحق مدنيين أو بحق ناشطين وكوادر إعلامية تنتشر في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، والتي تشهد حالة من الفلتان الأمني وغياب المحاسبة رغم وجود مؤسسات أمنية وقضائية وعسكرية ولجان محلية.
–