تعا تفرج
نحن نحب إيران ولكن..
خطيب بدلة
عفوًا يا شباب، عنوان المقالة غلط، كان قصدي أن أقول: نحن نكره إيران، ولكن.. لعنة الله على الشيطان، من كثرة ما يمر بنا من كوارث، وأهوال، وفظائع، صار واحدنا يحكي عبارة، ثم يسحبها بسرعة مثل “أبو عقل وعقلين”.
كان قصدي أن أقول إن إيران هي التي تحبنا، ومستقتلة في سبيل أن تصل إلينا، لا لشيء إلا لتخلصنا من الاستبداد، وتحكمنا هي، وتجلب لنا الاستقرار والسعادة، مع خرير الأنهار، وزقزقة العصافير. ولتحقيق هذا الهدف الرومانسي، تراها تجيش الجيوش، وتصرف المليارات، وتضطر لأن تقتل رجلًا هنا، وتغتال امرأتين هناك، وحتى المذابح الجماعية لا تتردد بارتكابها، في سبيل “وصالنا”.
وكل يدّعي وصلًا بليلى
وليلى لا تقر له بذاكا
إذا اشتبكتْ دموعٌ في خدود
تبينَ مَنْ بكى ممن تباكى
الشرطة الإيرانية، الحقيرة، قتلت الشابة مهسا أميني، فهبّت نساء إيران، الحرائر، بنات العز والجاه، يحتججن على ظلم نظام الملالي، وبطشه، وإجرامه، وطالبن بإسقاطه، غير مأسوف عليه، وهبّ إخوتنا، رجال إيران الأحرار، الصناديد، يساندون أخواتهن المنتفضات، وما هي، بإذن الله، إلا عضة كوساية، حتى يسقط ذلك النظام المتداعي، العفن، ولكن! يبدو أننا تسرعنا، ونسينا أن مهسا أميني امرأة، ضلع قاصر، بنصف عقل، ونصف دين، ونصف شهادة في المحكمة، ونصف ميراث، يعني “مو حرزانة”، وفوق هذا كله أرادت تلك الناشز المستهترة، أن تتخلى عن حجابها، رمز عفتها وشرفها. أأنت تريد الحق، أم ابن عمه الباطل؟ سألت نفسي. وأجبت: أريد الحق بالطبع.. عظيم. اسمع مني إذن، ولا تسمع من غيري، أنا أقسم بالله، وبما أرتجي من هذه الدنيا الفانية، لولا أنني أكره نظام الملالي، وأتوضأ، كل يوم، وأصلي، وأبوس الأرض وأدعو عليه بالسقوط، لقلت إن الحق مع إخوتنا أفراد الشرطة الإيرانية الكرام، حينما عاقبوها وقتلوها! وبالنسبة لتضامني مع النساء الإيرانيات اللواتي احتججن على مقتل مهسا، أنا آسف، خيو، اعتبرني لم أتضامن معهن، فقد شاهدت اليوم فيديوهات لنساء إيرانيات أشعلن نارًا في ساحة عامة، وصرن يخلعن أحجبتهن ويحرقنها على مرأى الكاميرات، ووكالات الأنباء، الحقيرة، تنقل صورهن بهذه الهيئة إلى كل الوكالات، والمحطات، والمواقع الإخبارية في العالم، يعني سيراهن حتى الرجال الأجانب “بالقرعة”.. ثم، هل تعلم أن مهسا كردية، وهذه الثورة، التي أسميناها ثورة ثم ندمنا، انطلقت من مناطق الكرد في إيران؟ يا حبيبي. والله نقشت معنا، لم يبقَ إلا أن نمتدح الكرد، ونعترف بحقوقهم، وكل هذا الكلام الفارغ.
لم يبقَ عندنا، في سبيل إسقاط النظام الإيراني المجرم، إلا أن نعوّل على أمريكا والدول الغربية، فالأمريكان، الله حيو، قتلوا رأس حربة النظام الإيراني، قاسم سليماني، وهم الآن يحاصرون إيران اقتصاديًا، ويحاولون جرها إلى اتفاق نووي يشبه الاستسلام.
يا حبيبي! ها هي أحلامنا تجرنا إلى مكان أسوأ من سابقه، يعني من أجل أن يسقط نظام إيران، نفزع بآمالنا إلى أمريكا، وسويسرا، والسويد المعادية لديننا الحنيف، وفرنسا، وحتى إسرائيل.. لا عمي لا. الله يطول لنا بعمر إيران، والإخوة الملالي المحترمين. آمين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :