منصة مارِس التدريبية – عيسى شيخ فتوح
أطلقت كوريا الشمالية صباح اليوم، الخميس 6 من تشرين الأول، صاروخين بالستيين قصيري المدى من طراز (SRBM) باتجاه بحر اليابان، الواقع بين شبه الجزيرة الكورية والأرخبيل الياباني، ردًا على عودة حاملة الطائرات الأمريكية قبالة سواحل كوريا الجنوبية أمس، حسبما ذكرت الوكالة اليابانية “كيودو“.
وهذا الإطلاق هو السادس في غضون 12 يومًا، والأول منذ إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا بالستيًا متوسط المدى ذا قدرات نووية، من طراز “HWASONG-12″، عبر سماء اليابان، الثلاثاء الماضي.
وعادت حاملة الطائرات الأمريكية “رونالد ريغان” (USS)، إلى قبالة الساحل الشرقي لكوريا الجنوبية، بعد أن غادرت الأسبوع الماضي إثر إنهاء التدريبات مع البحرية الكورية الجنوبية، ومع اليابان، حسب ما ذكرت وكالة “يونهاب” الرسمية التابعة لحكومة كوريا الجنوبية.
وتضمنت التدريبات المشتركة إطلاق صواريخ، اعتبرتها كوريا الشمالية “استفزازية”، ما دفعها للرد بإطلاق صواريخها الخاصة، وهو ما دعا الولايات المتحدة لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة التطورات.
وأصدرت وزارة الخارجية لكوريا الشمالية بيانًا اليوم، تدين من خلاله طلب الولايات المتحدة عقد الاجتماع إثر ردها “العادل”، كما وصفته، على التدريبات المشتركة بين جارتها كوريا الجنوبية وأمريكا، الذي بدوره “يصعد التوترات” في المنطقة.
وأضافت، “إننا نراقب عن كثب الولايات المتحدة التي تشكل تهديدًا خطيرًا لاستقرار الوضع في المنطقة الكورية وجيرانها بإرسالها حاملة الطائرات الهجومية إلى قبالة الساحل الكوري مرة أخرى”.
وقال الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، محمد خالد الخياري، تعليقًا على إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ، “قد يؤدي الإطلاق إلى تصعيد كبير للتوترات في المنطقة وخارجها”.
وأشار إلى أن الأمين العام يدعو كوريا الشمالية إلى الوقف الفوري لأي أعمال “مزعزعة للاستقرار”، والالتزام بقرارات مجلس الأمن.
وحملت الصين، وهي حليف وشريك اقتصادي لكوريا الشمالية، الولايات المتحدة “كامل المسؤولية”، وقال مساعد السفير الصيني، غينغ شوانغ، “عمليات الإطلاق الأخيرة لكوريا الشمالية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بسلسلة التدريبات العسكرية في المنطقة”.
وأضاف بأن الصين وروسيا اقترحتا قرارًا في نهاية 2019 لتخفيف العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، موضحًا أنه ما زال هناك “مناخًا مواتيًا” للمفاوضات، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP).
ويعود الخلاف بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إلى جهود أمريكا بوقف البرنامج النووي الكوري، وعقد الطرفان سلسلة من المفاوضات، تباينت خلالها مستويات التقارب والعداء، ومنذ استلام الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لمنصبه قبل عامين، تراجعت العلاقات حتى بدء التصعيد الأخير نهاية شهر أيلول الماضي.