في 29 من أيلول الماضي، أطلق رئيس النظام السوري، بشار الأسد، المرحلة الأولى من تشغيل مشروع للطاقة “الكهروضوئية” في مدينة عدرا الصناعية، باستثمار يعود للقطاع الخاص، لم يذكر اسم مالكه بشكل صريح.
ومن خلال صور إطلاق المشروع التي نشرها حساب “رئاسة الجمهورية”، تصدّر المشهد رجل الأعمال السوري، وعضو مجلس الشعب، بديع برهان الدروبي، في إشارة إلى أنه صاحب مشروع الطاقة “الكهروضوئية”، الذي يهدف عند اكتماله إلى توليد 100 ميغاواط من الكهرباء عبر الألواح الشمسية.
من بديع الدروبي؟
يعتبر بديع برهان الدروبي من أبرز رجال الأعمال الداعمين للنظام السوري، منذ عام 2011، وهو عضو في مجلس الشعب منذ عام 2012.
الدروبي من مواليد مدينة حمص عام 1966، حاصل على إجازة جامعية في طب الأسنان، لكنه متفرغ لأعماله في مجالات الصناعة والبناء والتأمين والتعليم الجامعي الخاص، ولديه شهادة ماجستير في إدارة الأعمال.
دعم ميليشيات في حمص
يعد الدروبي إحدى أبرز الواجهات التجارية لرامي مخلوف، حيث قام بالتغطية على اسم الأخير في عدد من شركاته، بحسب كتاب “شبكة رجال الأعمال لتمويل النظام السوري والتحايل على العقوبات الدولية” الصادر عن منظمة “مع العدالة” الحقوقية، في آب 2020.
وأسهم الدروبي في دعم الميليشيات التابعة للنظام في محافظة حمص، التي ولد فيها، كما يرتبط مع عدد من الشخصيات “الطائفية” التي تدعم النظام، منها رجل الأعمال ناهد مرتضى، المسؤول الفني عن إدارة “مقام السيدة زينب”، وأحد أعضاء غرفة التجارة السورية- الإيرانية.
وعلى الرغم من أن حصته في شركة “العقيلة للتأمين التكافلي” لا تتجاوز 3%، فإنه يشغل منصب رئيس مجلس إدارتها منذ عدة سنوات، وكان قد سبق لإيهاب مخلوف، شقيق رامي مخلوف، أن شغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة في الشركة، قبل أن ينسحب منها بحجة الالتفات إلى أعمال أخرى، ويشاركه في عضوية أمناء الشركة عبد الحميد دشتي رجل الأعمال الكويتي الداعم للنظام السوري.
“مكافأته” بمجلس الشعب
يشارك الدروبي رجل الأعمال سليم ألتون في شركتي “أوغاريت” و”سما سوريا”، وبحسب سيرته الذاتية ضمن كتاب “شبكة رجال الأعمال”، نتج عن تلك الشراكات المتعددة والدعم اللامحدود لبشار وماهر الأسد، تعيينه عضوًا بمجلس الشعب لمدة دورتين متتاليتين، كـ”مكافأة” على خدماته التي قدمها للنظام.
وبحسب دراسة نشرها برنامج “مسارات الشرق الأوسط” التابع لمعهد “روبرت شومان للدراسات العليا” في معهد “الجامعة الأوروبية” في 2020، حول انتخابات مجلس الشعب خلال فترة الحرب، ذكر اسم بديع الدروبي كأحد رجال الأعمال المحسوبين على النظام، ممن حصلوا على مقعد في مجلس الشعب بسبب ثروتهم، “بغض النظر عن الطرق التي سلكها كل واحد منهم لبناء ثروته الضخمة”.
وأوضحت الدراسة أن معظم رجال الأعمال الجدد ضمن مجلس الشعب خلال فترة الحرب، الذين كانوا غير معروفين إلى حد ما قبل العام 2011، استخدموا وسائل لجمع المال اعتمدت بالكامل على علاقاتهم بالدوائر الداخلية للنظام، أو بالأجهزة الأمنية على المستوى المحلي.
نادي “الكرامة”.. دعم مشترك مع أسماء الأسد ثم استقالة
في تموز 2019، انضم بديع الدروبي رسميًا إلى مجلس إدارة نادي “الكرامة” الرياضي الحمصي، كعضو فيه، وذلك بعد أن شغل منصب رئاسة نادي “محافظة حمص” الرياضي قبل ذلك بسنوات، وفق قرار صدر عن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام في سوريا.
وخلال السنوات الماضية، ظهر الدروبي في أكثر من مناسبة بمظهر “الداعم الشرس” للنادي، كان أبرزها توقيع اتفاقية في كانون الأول 2020 بين نادي “الكرامة” وشركة “إيما تيل” للاتصالات، المعاقَبة أمريكيًا والمرتبطة بأسماء الأسد، لتكون الراعي الرسمي للنادي.
وبحسب بيان للنادي حينها، جاء توقيع هذا الاتفاق “بدعم مستمر وسعي دائم لتأمين راعٍ للنادي، من قبل رجل الأعمال الحمصي وعضو مجلس الشعب السوري بديع الدروبي”.
وفي أيلول 2021، استقال الدروبي “بشكل مفاجئ” من مجلس إدارة النادي برفقة رئيسه حينها، غسان القصير، وعضو مجلس الإدارة فراس مأمون صنوفي.
وقال الثلاثي في بيان إعلان الاستقالة حينها، “نحن لبّينا نداء القيادة السياسية والرياضية وجمهور الكرامة والمحبين، رغم ضيق وقتنا بتسلّم الإدارة، واستمررنا أكثر من عامين، لكن الإدارة تحتاج إلى متابعة يومية ومكثفة لكل حاجات النادي الكبير، وبحكم إقامتنا أنا (رئيس النادي، غسان القصير) والدكتور بديع والدكتور فراس في دمشق، وطبيعة عملنا والسفر المتعدد خارج القطر، فإن وقتنا لم يعد يسمح لنا بالاستمرار”.
ورغم استقالته، تكرر حسابات نادي “الكرامة” الحمصي على وسائل التواصل الاجتماعي في فترات متباعدة، “توجيه الشكر” للدروبي لـ”دعمه المستمر” للنادي.
ونشر “مرصد الشبكات السوري” المشهد الشبكي لرجل الأعمال مظهرًا ارتباطاته بأسماء الأسد وفارس الشهابي عبر جامعة “المنارة الخاصة”، وسمير حسن وفارس كلاس عبر شركة “أوغاريت التعليمية”، ورامي مخلوف عبر شركة “العقيلة تكافل”.
أكثر من 12 شركة
وتظهر السيرة الذاتية لبديع برهان الدروبي، المنشورة في موقع “من هم“، المتخصص بالسير الذاتية لرجال الأعمال والمشاهير في مختلف القطاعات، تأسيسه أكثر من شركة في سوريا، وشراكته لعدة شركات أخرى إلى جانب رجال أعمال آخرين.
يشغل منصب مؤسس ورئيس مجلس إدارة “مجموعة شركات الدروبي”، ونائب رئيس مجلس إدارة “الشركة الأهلية لصناعة الزيوت النباتية”، ممثلًا عن شركة “العقيلة للتأمين التكافلي”، و”معامل السويدي للكابلات”، و”معامل السويدي إلكتريك”.
كما يشغل منصب مدير وشريك مؤسس في عدد كبير من الشركات، أبرزها شركة “العقيلة للتأمين التكافلي”، وشركة “البناؤون المتحدون”، وشركة “السويدي التجارية المحدودة المسؤولية”، وشركة “حياة- حلول طبية متكاملة”، وشركة “سما سوريا”، وشركة “أوغاريت التعليمية”، وشركة “دمشق للاستثمارات السياحية”، وشركة “اميتاك”.
ويشغل الدروبي منصب عضو مجلس إدارة كل من “سوق دمشق للأوراق المالية” ممثلًا عن الشركات المساهمة، منذ كانون الأول 2018، و”الشركة الأولى للاستثمارات المالية”، وشركة “أوغاريت التعليمية”، و”الشركة الأهلية للزيوت”، و”شركة دمشق للاستثمارات السياحية”، وعضو مجلس أمناء جامعة “المنارة الخاصة”.
شركات “واجهة” في بيروت
ذكر تقرير نشره موقع “أخبار الآن” في آب 2020، أن رجل الأعمال يملك شركتين مقرهما بيروت، هما “إي بي تك كونستركشن ش.م.ل (اوف شور)”، و”اي بي تك ش.م.ل”، بحسب اطلاع معدّ التقرير على سجلات الشركات اللبنانية.
وبحسب التقرير، أُسست الشركتان في عامي 2013 و2015، دون أن يكون لهما أي حضور عام، إذ سُجلت الأولى كشركة للأنشطة العقارية، بينما سُجلت الثانية كشركة لتجارة معدات توليد الطاقة والمواد البترولية.
–