د. أكرم خولاني
يعد تحليل مستضد البروستات النوعي (PSA) من الفحوصات المهمة التي تُستخدم لتشخيص ورصد المشكلات المرضية في غدة البروستات، ويُستخدم هذا الاختبار للبحث عن علامات محتملة للإصابة بسرطان البروستات لدى الرجال قبل ظهور الأعراض عليهم، لكن لا يمكنه تأكيد الإصابة بالسرطان.
ما “PSA”؟
بداية يجب أن نعرف أن غدة البروستات هي غدة صغيرة بحجم حبة الجوز تقع تحت المثانة البولية تمامًا قبالة المستقيم وتحيط بالجزء العلوي من الإحليل، وهي أحد مكوّنات الجهاز التناسلي الذكري، أي أنها غير موجودة عند الإناث، وبفعل هرمون التستوستيرون تنمو غدة البروستات خلال فترة المراهقة وحتى سن الـ20، ثم يستقر نموها نسبيًا حتى سن الـ40، ثم بعد ذلك السن تبدأ بالنمو مرة أخرى، وقد يحدث لها تضخم، أو تصاب بأورام سرطانية، ولا سيما مع تقدم العمر، وتفرز غدة البروستات العديد من السوائل في الجسم، لكن أهم هذه السوائل هو السائل المنوي الذي تنتقل النطاف من خلاله عند القذف.
وتفرز غدة البروستات مستضد البروستات النوعي (PSA- Prostate Specific Antigen) في السائل المنوي، وهذا المستضد هو بروتين سكري تنتجه خلايا البروستات السليمة والسرطانية، ويعمل على التخفيف من لزوجة السائل المنوي لدى الرجال، وتنتشر كميات صغيرة من مستضد البروستات النوعي بشكل طبيعي في الدم.
وقد تشير المستويات العالية من “PSA” إلى وجود سرطان البروستات، ولكن هناك العديد من الحالات الأخرى التي يمكن أن ترفع مستوياته في الدم، وقد أظهرت الدراسات أن حوالي 75% من الرجال الذين لديهم مستويات مرتفعة من “PSA” لا يعانون من سرطان البروستات.
ما أسباب ارتفاع مستويات “PSA” في الدم؟
قد يحدث الارتفاع بسبب:
- سرطان البروستات.
- تضخم البروستات الحميد.
- التهاب في البروستات.
- التقدم في العمر.
ومع ذلك فإن اختبار المستضد البروستاتي النوعي (PSA) هو الوسيلة الوحيدة المستخدمة في الكشف عن العلامات المبكرة لسرطان البروستات، وإلى جانب هذا التحليل يمكن اللجوء إلى جس البروستات بالإصبع عبر المستقيم لنفي وجود كتل غير طبيعية أو مناطق صلبة فيها، والنتائج غير الطبيعية في هذه الاختبارات قد تقود إلى أخذ خزعة من البروستات، ويعتمد تشخيص السرطان على نتائج الخزعة.
متى يُجرى تحليل “PSA”؟
يُجرى تحليل “PSA” في الحالات الآتية:
- الإحساس بأعراض تشير إلى الإصابة بسرطان البروستات، تشمل صعوبة التبول وكثرته، والإحساس بألم في أثناء التبول.
- حالات بعد العمليات الجراحية أو العلاجات التي تهدف إلى استئصال البروستات.
- من أجل مراقبة تأثير العلاج في أثناء العلاج الهرموني لسرطان البروستات.
يُطلب كفحص روتيني في الحالات الآتية:
- الرجال فوق سن 50 عامًا، حتى إذا لم يكن لديهم أي عوامل خطر.
- وجود تاريخ مرضي عائلي بسرطان البروستات.
- من أصول عرقية سوداء.
- وجود سمنة مفرطة.
كيف يُجرى التحليل وهل من تحضيرات خاصة قبل إجرائه؟
يُجرى الفحص من خلال أخذ عينة من وريد المريض وإرسالها للتحليل.
ولكن يمكن أن يؤثر الجماع على قراءة هذا التحليل، ويمكن أن تتأثر القراءة عند القيام بالتمارين الرياضية الشديدة، وعند إجراء عملية في البروستات أو فحص البروستات، أو تناول أدوية البروستات، لذلك قبل سحب الدم سوف يُطلب من المريض بعض التوصيات:
- تجنب الجماع والقذف خلال 48 ساعة قبل إجراء الفحص.
- تجنب القيام بتمارين شاقة خلال 48 ساعة قبل إجراء الفحص.
الانتظار لمدة ستة أسابيع لإجراء التحليل بعد:
- إجراء جراحة المثانة أو البروستات.
- وضع القسطرة البولية.
- خزعة البروستات.
- التهابات المسالك البولية.
كيف تُفسر نتائج التحليل؟
تظهر نتائج تحليل مستوى “PSA” بالدم مقدرة بالنانوغرام لمستضد البروستات النوعي لكل ملليلتر من الدم (نانوغرام/مل)، ولا يوجد حد فاصل بين المستوى الطبيعي وغير الطبيعي، ولكن تكون النتائج كالآتي:
- النتيجة السليمة: 0-2.5 نانوغرام/ملل.
- النتيجة آمنة نسبيًا: 2.6-4 نانوغرام/ملل.
- النتيجة تُثير الشكوك باتجاه السرطان: 4-10 نانوغرام/ملل.
- النتيجة خطيرة تتجه نحو سرطان البروستات: أكثر من 10 نانوغرام/ملل.
ولا بد أن ننوه إلى أن بعض الأدوية قد تعمل على خفض مستويات مستضد البروستات النوعي، كالأدوية التي تعالج تضخم البروستات الحميد أو الأمراض البولية، والجرعات الكبيرة من بعض أدوية العلاج الكيماوي، كما يمكن للسمنة أن تخفض من مستويات “PSA”.
كذلك فإن هذا الاختبار لا يقدم نتائج دقيقة دائمًا، فكما أن ارتفاع مستوى مستضد البروستات النوعي لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان، كذلك من الممكن أن يوجد سرطان البروستات ومع ذلك يكون “PSA” في مستواه الطبيعي.