توقع الرئيس المشارك لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، صالح مسلم، وصول التقارب بين تركيا والنظام السوري إلى نهاية حتمية هي “الطلاق”.
وخلال لقاء لمسلم مع جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية نُشر اليوم، الأحد 2 من تشرين الأول، شبّه اللقاءات الاستخباراتية التي جرت بين النظام السوري وتركيا بـ”الزواج القسري”، وأن مصيره الحتمي “الطلاق”، مع إشارته إلى علم “الأطراف التي تسعى لإتمام هذا الزواج” بذلك، سواء أكانت روسيا أو إيران.
وبرر مسلم توقعاته بأن التناقضات والخلافات “كبيرة” بين دمشق وأنقرة، وأنها “أعمق بكثير” من أن تتصالح لمحاربة “الإدارة الذاتية” و”جزء من الشعب السوري”، لكنه رحّب بالتقارب إذا كان يحقق الحل السياسي.
ومن ناحية أخرى، نفى مسلم عقد أي اجتماعات بين “الإدارة الذاتية” والنظام منذ نحو عامين، باستثناء اللقاءات العسكرية والأمنية المباشرة بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات النظام، موضحًا وجود محاولات سابقة لعقد مباحثات مباشرة بوساطة روسية، لكن النظام السوري رفض تشكيل لجان مشتركة وتطوير تلك المباحثات.
وأوضح مسلم أن خلافات “الإدارة” مع النظام “سياسية أكثر مما هي خدمية أو قانونية”، مشيرًا إلى أن “الشعب السوري لن يرضى بأي حل، إذا لم يحقق مبدأ مشاركة المواطن في صناعة القرار السياسي الصادر من المركز، وغياب المشاركة السياسية هو الذي أدى إلى استفحال الأزمة السورية”.
حزب “الاتحاد الديمقراطي” هو نواة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، وتعتبره أنقرة امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” المحظور والمصنف إرهابيًا.
“الإدارة” و”الكردستاني” “فلسفة مشتركة”
جدد مسلم نفي ارتباط حزبه “عضويًا أو تنظيميًا” بحزب “العمال الكردستاني” (PKK)، المصنف إرهابيًا، لكنه أقرّ بأن “فلسفة مشتركة” تجمعهما، قائلًا، “نحن نؤمن بأن (العمال) ليس إرهابيًا، وإنما تم وضعه على قائمة الإرهاب بناء على مطالب وضغوط تركية، أما إلحاق حزب (الاتحاد) بحزب (العمال)، فهدفه جعله إرهابيًا، تمهيدًا لشن الحرب عليه”.
وأضاف، “نحن متقاربون أيديولوجيًا، ونستمد أفكارنا ونعمل على تطبيق استراتيجيتنا بالتوافق مع أفكار ونظريات السيد عبد الله أوجلان، لأنه قائد كردي وعالمي”.
وتحدث مسلم عن لقاءات سابقة عام 2012، بينه وبين السفير التركي لدى سوريا والخارجية التركية، لبحث إلحاق “PYD” و”وحدات حماية الشعب” (PYG) بـ”المجلس الوطني الكردي” بداية، ثم بـ”الائتلاف الوطني السوري”، وهو ما رُفض، لاعتبارهم ملحقًا فقط دون أن يكون لهم رأي، على حد قوله.
ولفت مسلم إلى عقده لقاءات واجتماعات “بشكل سري” مع أغلب قادة “الائتلاف”، لبحث العديد من القضايا، ومنها الانتساب لـ”الائتلاف”، لكن الأخير رفض لأن تركيا سترفض مشاركة “PYD”.
وبعد ظهور العديد من المؤشرات حول التطبيع بين تركيا والنظام السوري، استبعدت تصريحات سورية وتركية فرضيات التقارب.
ونفى وزير الخارجية بحكومة النظام في حديث إلى وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، نُشر في 24 من أيلول الماضي، المفاوضات حول تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، معتبرًا أن عدم التزام تركيا في الوفاء بوعودها بموجب إطار “أستانة”، هو العقبة الوحيدة أمام عملية السلام في سوريا.
جاء ذلك عقب يوم واحد من تصريحات في السياق نفسه للمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إذ قال إن الاتصالات مع النظام السوري تجري على مستوى أجهزة المخابرات، مؤكدًا عدم وجود أي خطط للاتصال السياسي مع دمشق حاليًا.
وبحسب تقرير نشره معهد “نيو لاينز” للقضايا الاستراتيجية والسياسة، في 21 من أيلول الماضي، فإن فرص التطبيع بين تركيا والنظام السوري منخفضة بشكل كبير.
وأضاف التقرير أنه لا مصلحة للنظام السوري في تطبيع العلاقات مع أنقرة، طالما استمرت القوات التركية في وجودها ضمن الأراضي السورية.
ومع ذلك، لكي تضمن تركيا حماية مصالحها، فإنها بحاجة إلى ضمان التزامات من النظام بمنع حزب “PKK” من استخدام الأراضي السورية للإعداد لهجمات ضد تركيا، بالإضافة إلى ضمانات بعدم التعرض لسكان المناطق التي تسيطر عليها تركيا حاليًا، خشية أن يفر هؤلاء السوريون باتجاه الحدود التركية، وفق التقرير.
وحتى لو كانت دمشق على استعداد لتقديم تلك الضمانات، فإن أنقرة تعلم جيدًا أن النظام غير قادر وغير راغب في الوفاء بها، بحسب المعهد.
وناقشت عنب بلدي في تقرير نُشر اليوم، الأحد، باحثين ومحللين مختصين بالشأن الكردي، اتفقوا على أن الإسراع بخطوات إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا ما زال “صعبًا”، حيث إن النظام السوري أضعف من أن يتمكن من تحقيق المطالب التركية المتعلقة بالقضاء على مشروع “الإدارة الذاتية”.
–