سيناريوهات استخدام النووي في أوكرانيا عقب الانتكاسات الروسية
حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، والرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، من إمكانية استخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا، مع انتهاء الاستفتاءات الشعبية لضم أربع مناطق أوكرانية إلى الاتحاد الروسي.
وبدأت روسيا التصويت في مقاطعات لوغانسك (شرق)، ودونيتسك (جنوب شرق)، وخيرسون (جنوب)، وزابوريزهزيا (جنوب وسط أوكرانيا)، وتمثّل مجتمعة حوالي 15% من الأراضي الأوكرانية، في 23 من أيلول الحالي.
اختلف تحذير ميدفيديف اليوم، الثلاثاء 27 من أيلول، عن التحذيرات السابقة، بتوقعه أن حلف “الناتو” لن يخاطر بحرب نووية ويدخل مباشرة في حرب أوكرانيا حتى لو ضربت موسكو أوكرانيا بأسلحة نووية.
وقال عبر تطبيق “تلجرام”، “لنتخيل أن روسيا مجبرة على استخدام أقوى سلاح ضد النظام الأوكراني الذي ارتكب عملًا عدوانيًا واسع النطاق، أعتقد أن (الناتو) سيبتعد عن التدخل المباشر في الصراع حتى في هذا السيناريو”.
أوكرانيا والغرب.. على كفة واحدة؟
في مواجهة النكسات الأخيرة بساحة المعركة لقوات “الكرملين” في أوكرانيا، المحاصرة بشكل متزايد بسبب هجوم كييف المضاد، حاول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، منذ الأسبوع الماضي رفع مستوى الخطر من خلال التحدث عن خيار موسكو النووي.
لم يتحدث “الناتو” والولايات المتحدة علنًا كيف سيردّون على هجوم نووي روسي على أوكرانيا، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.
لكن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، قال إن واشنطن سترد بشكل حاسم على أي استخدام روسي للأسلحة النووية ضد أوكرانيا، وحذر موسكو من “العواقب الكارثية” التي ستواجهها، دون ذكر تفاصيل.
بينما أعرب مستشار الرئاسة الأوكراني، ميخايلو بودولاك، عن مخاوفه في مقابلة مع صحيفة “بليك” السويسرية، من جدية التهديدات الروسية، وقال إن أوكرانيا تستعد لاحتمال ضربة نووية، ولفت إلى أن المسؤولية تقع على الدول المسلحة نوويًا لردع روسيا.
وتساءل عن مصير الأوكرانيين، وعن الأماكن التي سيُجلون الناس إليها، مشيرًا إلى أن استخدام الأسلحة النووية مسألة أمن عالمي، وأن الأمر لم يعد يتعلق بأوكرانيا فقط.
وأوضح بودولاك أن الأوكرانيين الذين ساعدوا روسيا في تنظيم استفتاء الضم سيواجهون اتهامات بالخيانة وسجنًا لمدة خمس سنوات على الأقل، مضيفًا أن الأوكرانيين الذين أُجبروا على التصويت لن يعاقبوا.
استفتاء.. ذريعة للدفاع
حذرت روسيا من أنها قد تستخدم الأسلحة النووية للدفاع عن الأراضي الجديدة، إذا حاولت أوكرانيا الاستيلاء على ما تقول موسكو إنها ستعتبرها قريبًا أرضًا ذات سيادة، بالإشارة إلى المناطق التي جرت فيها الاستفتاءات.
أظهرت نتائج الفرز المبدئية لـ20% من أوراق الاقتراع للاستفتاء على انضمام المناطق الأربع إلى روسيا، أن النسب تجاوزت 98% لمصلحة الانضمام، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية “ريا نوفستي“.
ورجحت وزارة الدفاع البريطانية، في إيجازها اليومي على “تويتر”، أن يعلن الرئيس الروسي انضمام المناطق المحتلة إلى الاتحاد الروسي خلال خطاب أمام البرلمان في 30 من أيلول الحالي.
Latest Defence Intelligence update on the situation in Ukraine – 27 September 2022
Find out more about the UK government's response: https://t.co/xG1CgXqeKM
🇺🇦 #StandWithUkraine 🇺🇦 pic.twitter.com/schw2ockbs
— Ministry of Defence 🇬🇧 (@DefenceHQ) September 27, 2022
يمهد الضم الرسمي للأجزاء التي استولت عليها روسيا من شرق أوكرانيا الطريق لمرحلة جديدة خطيرة في الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.
و”سيتغير الوضع جذريًا من وجهة نظر القانون الدولي، مع كل العواقب المترتبة على حماية تلك المناطق وضمان أمنها”، وفق ما قاله المتحدث باسم “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء.
تعبئة إلى الوراء
وسط نجاحات أوكرانيا وتراجع القوات الروسية في ساحة المعركة، تتكهن وسائل الإعلام الروسية بأن بوتين قد يتابع أمر التعبئة الجزئية الصادر في الأسبوع الماضي، بإعلان الأحكام العرفية وإغلاق حدود البلاد لجميع الرجال في سن القتال.
جاء الاستدعاء بنتائج عكسية من بعض النواحي على بوتين، وأدى إلى نزوح جماعي للرجال من البلاد، وأثار الاحتجاجات بالعديد من المناطق في روسيا، بحسب ما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس“.
وفي محاولة لتهدئة الغضب العام، اعترف العديد من المسؤولين والمشرعين الروس بحدوث أخطاء في أثناء التعبئة، عندما كانت مكاتب التجنيد العسكرية تجمع أشخاصًا عشوائيين من دون خبرة عسكرية، ولم يكن من المفترض استدعاؤهم، ووعدوا بتصحيحها بسرعة.
سيناريوهات الضربة النووية
يعتبر الغرب أن التهديد بالأسلحة النووية يشير إلى أن بوتين يحاول ترهيبه لتقليص دعمه لأوكرانيا من خلال التلميح إلى استخدام سلاح نووي “تكتيكي” للدفاع عن الأراضي التي ضمتها أوكرانيا.
تمتلك الأسلحة النووية التكتيكية، وهي أداة نووية تُستخدم في ساحة المعركة، قوة تفجيرية أصغر بكثير من الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية الضخمة التي توجهها كل من روسيا والولايات المتحدة إلى المدن الرئيسة لبعضهما.
تصنف الأسلحة النووية عمومًا على أنها إما استراتيجية وإما تكتيكية، إذ تُستخدم الأولى لكسب الحرب والأخيرة لكسب معركة فردية، بحسب صحيفة “تلجراف” البريطانية.
وفقًا لمركز الأبحاث الأمني البريطاني “روسي”، فإن الترسانة التكتيكية الروسية محدودة في مدى يصل إلى حوالي 483 كيلومترًا، مقارنة بصاروخ نووي استراتيجي يبلغ خمسة آلاف كيلومتر تقريبًا.
تتمتع الأسلحة التكتيكية بقوة تدميرية هائلة، رغم أنها أقل في إنتاج المتفجرات، مثل عشرة كيلو طن من الديناميت.
وكانت القنبلة الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما في اليابان بنهاية الحرب العالمية الثانية في آب 1945، وأسفرت عن مقتل أكثر من 146 ألف إنسان، تزن 15 كيلو طن.
وتتجاوز أوزان الرؤوس الحربية النووية التي تملكها الدول العظمى حاليًا 1000 كيلو طن، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية “BBC“.
المناطق المحتملة
سيكون استخدام روسيا للأسلحة النووية بهذه الطريقة غير مسبوق، لذلك من الصعب التنبؤ بكيفية حدوث مثل هذا الهجوم، لكن المحللين الذين يتابعون عن كثب الخطاب النووي الروسي، حددوا مجموعة من السيناريوهات.
قال خبير دراسات الحرب لورانس فريدمان، من جامعة “كينجز” في لندن، إن “الأهداف المحتملة للضربات النووية المحدودة في أوكرانيا، هي تلك التي حُددت بالفعل للضربات التقليدية، مثل البنية التحتية الحيوية، أكثر من المدن”.
كما أشار إلى إمكانية استهداف جزيرة الأفعى، غير المأهولة بالسكان، كدليل على قوة روسيا في زرع الخوف بأوكرانيا والغرب.
ويتخوف الغرب من لجوء بوتين إلى مثل هذه الخطوة “الكابوسية”، بحال استمرت الانتكاسات والإذلال بسبب “غزوه” لأوكرانيا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :