قالت شركة “نورد ستريم إيه جي” (Nord Stream AG) الروسية، المشغلة لشبكة خط أنابيب الغاز “نورد ستريم” اليوم، الثلاثاء 27 من أيلول، إن ثلاثة خطوط بحرية على قاع بحر البلطيق تعرضت لأضرار “غير مسبوقة” في يوم واحد.
ويقع بحر البلطيق الذي تمر الأنابيب تحته من روسيا إلى ألمانيا، في شمال أوروبا، محاطًا بشبه الجزيرة الاسكندنافية وأوروبا الوسطى والشمالية والشرقية والجزر الدنماركية.
وسميت دول البلطيق الثلاث، لاتفيا، وإستونيا، وليتوانيا، بهذا الاسم نسبة له.
جاء الإعلان بعد أن أصدرت الهيئة البحرية السويدية تحذيرًا بشأن تسريبين في خط أنابيب “نورد ستريم 1″، بعد وقت قصير من اكتشاف تسرب في خط أنابيب “نورد ستريم 2” القريب منها.
وأصدرت السلطة البحرية الدنماركية إنذارًا ملاحيًا، وأنشأت منطقة محظورة بهدف ضمان عدم إبحار السفن بالقرب من التسريبات.
وحذرت من فقدان قدرة السفن على الطفو إذا أبحرت في المنطقة، ومن احتمالية خطر الاشتعال فوق الماء.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدنماركية، كريستوفر بوتزاو، “نادرًا ما تحدث خروقات لأنابيب الغاز، نريد ضمان مراقبة شاملة للبنية التحتية الحيوية في الدنمارك من أجل تعزيز أمن الإمدادات في المستقبل”.
من جهتها، أوضحت الشركة الروسية أن من المستحيل تقدير متى سترمم البنية التحتية لنقل الغاز، وأضافت أن التدمير الذي حدث غير مسبوق.
بدوره، قال المتحدث باسم “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، إن التسريب في الشبكة الروسية مدعاة للقلق، وإن التخريب هو أحد الأسباب المحتملة.
لا غاز قبل الشتاء
بدأ “نورد ستريم 1″، الذي يتكون من خطين متوازيين بطاقة استيعابية تبلغ 27.5 مليار متر مكعب سنويًا لكل منهما، إمداد الغاز مباشرة من روسيا إلى ألمانيا في 2011.
وتوقفت التدفقات عبر خط الأنابيب، الذي كان يعمل بنسبة 20% فقط من طاقته منذ تموز الماضي، في نهاية آب الماضي، ولم يُعد تشغيله بعد الصيانة، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء “رويترز“.
بالمقابل، ألقت موسكو باللوم على العقوبات الغربية في التسبب بصعوبات فنية، بينما اتهم الأوروبيون روسيا باستخدام الطاقة كسلاح وجعل الأعطال ذريعة لوقف إمداد الغاز.
بني “نورد ستريم 2” ، الذي يعمل بالتوازي تقريبًا مع “نورد ستريم 1″، في أيلول 2021، لكنه لم يدشّن لرفض ألمانيا التصديق عليه.
وألغت ألمانيا خطة الاستخدام لتزويد الغاز قبل أيام من “الغزو” الروسي لأوكرانيا في 24 من شباط الماضي.
وشكّل خطا الأنابيب نقطة اشتعال في حرب الطاقة المتصاعدة بين العواصم الأوروبية وموسكو التي ضربت الاقتصادات الغربية الكبرى.
لم يكن أي من خطي الأنابيب يضخ الغاز إلى أوروبا وقت اكتشاف التسريبات وسط الخلاف حول الحرب في أوكرانيا.
لكن الحوادث ستفشل أي توقعات متبقية بأن أوروبا قد تتلقى الغاز عبر “نورد ستريم 1” قبل الشتاء.
–