مناهض للأسد ومطلوب للإعدام في سوريا..
وفاة الشيخ يوسف القرضاوي.. داعم ثورات الربيع العربي
توفي الشيخ يوسف القرضاوي عن عمر ناهز 96 عامًا، بحسب ما ذكره “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” اليوم، الاثنين 26 من أيلول.
الشيخ يوسف القرضاوي، أحد أبرز العلماء السنة، مصري الأصل من مواليد 1926، وهو من أكثر رجال الدين تأثيرًا في العالم العربي، وأكثرهم إثارة للجدل أيضًا.
انتمى القرضاوي لجماعة “الإخوان المسلمين” وأصبح من قياداتها المعروفين، وألف كتاب “الإخوان المسلمون.. سبعون عامًا في الدعوة والتربية والجهاد”، تحدث فيه عن تاريخ الجماعة منذ نشأتها وحتى نهاية القرن الـ20، ودورها الدعوي والثقافي والاجتماعي في مصر ومختلف البلدان التي توجد فيها.
تعرض يوسف القرضاوي للسجن عدة مرات لانتمائه لـ”الإخوان المسلمين”، إذ دخل السجن لأول مرة في 1949، ثم اعتقل ثلاث مرات في عهد الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر.
انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الرئيس المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام..
وقد فقدت الأمة الإسلامية عالماً محققا من علمائها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه. pic.twitter.com/vhQJEos9A4— iumsonline (@iumsonline) September 26, 2022
انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الذي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام، ومدافعا عن أمته.. نسأل الله أن يرفع درجاته في عليين، وأن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقا. وأن يجعل ما أصابه من مرض وأذى رفعا لدرجاته.. اللهم آمين pic.twitter.com/euoUztZeMQ
— يوسف القرضاوي (@alqaradawy) September 26, 2022
وفي عام 1961، سافر القرضاوي إلى قطر، وعمل فيها مديرًا لـ”المعهد الديني الثانوي”، وبعد استقراره هناك حصل على الجنسية القطرية، كما تولى في عام 1977 تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة “قطر” وظل عميدًا لها حتى نهاية 1990.
شغل القرضاوي خلال مسيرته عدة مناصب، منها رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، ورئيس “المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث”، وعضو مجلس الأمناء لـ”مركز الدراسات الإسلامية في أكسفورد”، ورئيس “هيئة الرقابة الشرعية” لمصرف “قطر الإسلامي” ومصرف “فيصل الإسلامي في البحرين”.
كما حاز عدة جوائز، منها جائزة “دبي للقرآن الكريم” فرع شخصية العام الإسلامية 1421 هجريًا، وجائزة “الدولة التقديرية للدراسات الإسلامية” من دولة قطر لعام 2008.
وفي عام 2009، اختير يوسف القرضاوي في المرتبة الـ38 ضمن 50 شخصية مسلمة مؤثرة، بحسب كتاب أصدره “المركز الملكي للدراسات الاستراتيجية الإسلامية”.
لدى القرضاوي ما يزيد على 170 من المؤلفات، ضمّت كتبًا ورسائل والعديد من الفتاوى، كما قام بتسجيل العديد من حلقات البرامج الدينية المباشرة والمسجلة.
مناصر للثورة السورية
وقف الشيخ يوسف القرضاوي إلى جانب ثورات الربيع العربي، وأبرزها الثورة السورية عام 2011 ضد رئيس النظام، بشار الأسد، وكرر القرضاوي دعمها في أكثر من مناسبة.
وفي نيسان عام 2011، انتقد القرضاوي، خلال خطبة صلاة الجمعة في قطر، النظام السوري، وندد بقمع المتظاهرين المطالبين بالحرية والإصلاح الديمقراطي، داعيًا لـ”المجاهدين في ثورات سوريا واليمن وليبيا، وبزوال الظالمين ودولهم”، بحسب تعبيره.
ورد القرضاوي حينها على دعوى رُفعت ضده بتهمة “إثارة النعرات الطائفية وتهديد هيبة الدولة”، “الذين رفعوا دعوى علي يريدون أن يخوفوني، لن أخاف وسأظل أقول الحق، يقاضونني للمسّ بهيبة الدولة، الدولة التي تمسّ هيبتها كلمة ليست دولة، هي أوهن من بيت العنكبوت”، مضبفًا أن هذا زمن التغيير “ومن لا يتغير يُداس بالأقدام، هذه الأنظمة استعبدت الناس فكيف ينتجون ويعملون؟ عندما طلبوا (الناس) الحرية ضربوهم بالرصاص”.
وقال القرضاوي، في نهاية 2012، إن سوريا “منتصرة على الطاغية بشار الأسد، مهما بلغ من طغيانه وجبروته، لأن من سنة الله أن ينتصر الحق على الباطل، والخير على الشر”.
وردًا على تدخل “حزب الله” اللبناني بقيادة الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، للقتال في سوريا إلى جانب الأسد، دعا يوسف القرضاوي، مطلع عام 2013، “كل قادر على الجهاد والقتال، للتوجه نحو سوريا، للوقوف إلى جانب الشعب السوري المظلوم الذي يُقتل منذ سنتين على أيدي النظام، ويُقتل حاليًا على يد ميليشيات (حزب الشيطان)”.
كما أيّد القرضاوي “ضمنًا” أي ضربة عسكرية غربية للنظام السوري، معتبرًا أن “الغرب أدوات الله للانتقام من الأسد”، وذلك بعد قيام النظام السوري بقتل المئات بمجزرة “الكيماوي” في غوطة دمشق.
وفي تموز 2015، انتشرت أنباء حول صدور حكم قضائي من قبل أجهزة النظام السوري يقضي بإعدام يوسف القرضاوي، بتهمة “دعم الإرهاب، وتأسيس منظمات إرهابية، وتمويل العمليات المسلحة”.
ورد القرضاوي على هذه الأنباء، حينها، “عشت طوال عمري داعيًا للوسطية والاعتدال، مكافحًا ضد الاستبداد والظلم، واليوم تكافئني الأنظمة الجائرة بأحكام الإعدام في مصر وسوريا”.
وأضاف القرضاوي، “السيسي تعلم من بشار قتل شعبه في الشوارع، وتعلم بشار من السيسي استخدام القضاء لإصدار أحكام الإعدام ضد خصومه، الاستبداد رَحِم بين أهله”.
دخوله ممنوع لعدة دول
في عام 2017، أعلنت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، في بيان مشترك، عن وضع قائمة جديدة لـ”الإرهاب” ضمّت كيانين و11 شخصًا، كان منهم الشيخ يوسف القرضاوي، و”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”.
جاءت هذه الخطوة في إطار مقاطعة هذه الدول لقطر، بسبب مجموعة قضايا خلافية، من بينها التقرب من إيران ودعم “جماعات إرهابية” في دول عربية.
كما أعلن الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، رفضه زيارة القرضاوي إلى فرنسا، معتبرًا أنه “غير مرحب به” في إطار حديثه عن “الإسلاميين المتشددين”.
وفي 2008، منعت الحكومة البريطانية القرضاوي من زيارة لندن لغرض العلاج، إذ وصفته وزارة الداخلية البريطانية حينها بـ”واعظ الكراهية الذي يدعو إلى قتل مثليي الجنس”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :