امرأة في الأخبار..
جيورجيا ميلوني.. رئيسة الحكومة الإيطالية يمينية متطرفة تدعم الأسد في سوريا
أعلنت جيورجيا ميلوني أنها ستقود الحكومة الإيطالية المقبلة بعد أن حل حزبها “إخوة إيطاليا”، الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، أولًا في الانتخابات التشريعية الإيطالية اليوم، الاثنين 26 من أيلول.
وبعد النتائج التي رجحت حصول التحالف اليميني الذي تتزعمه ميلوني على أغلبية برلمانية، عبرت ميلوني، وهي أول امرأة تقود الحكومة الإيطالية، عن شكرها للذين صوّتوا لها، وقالت في خطاب مقتضب بروما، إن “الإيطاليين بعثوا رسالة واضحة لدعم حكومة يمينية بقيادة (إخوة إيطاليا)”، واعدة بـ”حكم إيطاليا من أجل جميع الإيطاليين”.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات لدى إغلاق مكاتب الاقتراع نحو 64% مقارنة بـ73% في عام 2018، ليقود التحالف اليميني المكوّن من حزب “إخوة إيطاليا”، و”الرابطة اليمينية المتطرفة” بقيادة ماتيو سالفيني، وحزب “فورزا إيطاليا” المحافظ بقيادة سيلفيو برلسكوني، أغلبية المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ الإيطالي.
من جهته، اعترف الحزب “الديمقراطي” الذي يمثّل يسار الوسط في إيطاليا صباح اليوم، الاثنين، بهزيمته في الانتخابات العامة، وقال إنه سيكون أكبر قوة معارضة في مجلس النواب المقبل.
ونجحت ميلوني، المعجبة سابقًا بموسوليني والتي ترفع شعار “الله، الوطن، العائلة”، في جعل حزبها متصدرًا كقوة سياسية، وطرح المسائل التي تثير استياء مواطنيها وإحباطهم.
وكان الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، حلّ مجلس النواب في تموز الماضي، ودعا لإجراء انتخابات مبكرة في 25 من أيلول الحالي، منهيًا بذلك حكومة استمرت 19 شهرًا بقيادة رئيس الوزراء السابق، ماريو دراغي.
ما سياسة ميلوني؟
تملك ميلوني، البالغة من العمر 45 عامًا، سياسة متشددة تجاه الهجرة، إذ سيؤدي وصولها للسلطة إلى إغلاق حدود بلد يصل إلى سواحله سنويًا عشرات آلاف المهاجرين، بحسب وعود متزعمي تحالف اليمين بإغلاق الحدود ومنع تدفق المهاجرين “لحماية إيطاليا من الأسلمة”، وهو ما يثير مخاوف المنظمات غير الحكومية التي تغيث اللاجئين سرًا عبر البحر في مراكب منطلقة معظمها من ليبيا.
وتجاوز عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى السواحل الإيطالية 66 ألف شخص منذ بداية العام الحالي، وللحد من اللاجئين القادمين، اقترحت ميلوني الاتفاق مع ليبيا، بشكل مشابه للاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا عام 2016.
وتختلف ميلوني مع الاتحاد الأوروبي الذي اتهمته في أكثر من مناسبة بالتواطؤ في تنفيذ نظرية “الاستبدال العرقي”، لتتبنى مشروع الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنها انسحبت منه قبل الانتخابات.
وتستفيد إيطاليا من المساعدات التي يوزعها الاتحاد الأوروبي في إطار خطته للإنعاش الاقتصادي بعد جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، والتي يمثل هذا البلد أول المستفيدين منها وبفارق كبير عن الدول الأخرى.
ويتحتّم على ميلوني معالجة الأزمة الناجمة عن الارتفاع الحاد بالأسعار، في حين تواجه إيطاليا دينًا يمثّل 150% من إجمالي ناتجها المحلي، وهو أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان.
وتتفق ميلوني مع سياسات الاتحاد الأوروبي لمواجهة الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث صرحت بتبني سياسة دعم أوكرانيا، كما تعتبر داعمًا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولا تظهر أي تقارب مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على عكس حليفيها سالفيني وبيرلسكوني.
وفي المسائل الاجتماعية، تعتمد ميلوني المنحدرة من روما مواقف محافظة متشددة، وأعلنت في حزيران الماضي عن مناهضتها للمثليين والإجهاض قائلة، “نعم للعائلة الطبيعية، لا للوبي المثليين”، ووضعت شعارات في حملتها مثل “الإيطاليون أولًا”، مع التشجيع على الإنجاب.
ما نظرتها نحو سوريا؟
لم يكن الملف السوري ذا حيّز مهم ضمن حملة ميلوني الانتخابية، لكنها عبرت سابقًا ضمن أحداث الثورة السورية عن تأييدها لبقاء النظام السوري على سدة الحكم، وحليفه الروسي وميليشيات إيران و”حزب الله”، ضمن الخارطة السورية.
وفي نهاية عام 2018، صرحت جيورجيا ميلوني، وهي رئيسة حزبها “إخوة إيطاليا”، بأن المجتمع المسيحي في سوريا ما زال قائمًا، بفضل حكومة النظام السوري، وروسيا، وإيران، و”حزب الله”، في إشارة إلى “محاربتهم” لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وكان عدد المسيحيين في سوريا يبلغ 2.2 مليون شخص مع اندلاع الثورة عام 2011، لكنه انخفض ليصل إلى 677 ألفًا في سنة 2021، وفقًا لمؤشر اضطهاد المسيحيين حول العالم الذي نشرته منظمة “الأبواب المفتوحة” غير الحكومية.
وذكر تقرير سابق لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في 2019، بعنوان “استهداف أماكن العبادة المسيحية في سوريا تهديد للتراث العالمي”، أن قوات النظام السوري مسؤولة عن 61% من عمليات استهداف أماكن العبادة المسيحية.
كما عارضت ميلوني في وقت سابق من ذات العام، بعد مجزرة “الكيماوي” التي ارتكبها النظام السوري في منطقة دوما بريف دمشق، الاتهامات الموجهة ضد النظام من قبل المجتمع الدولي قائلة، “مرة أخرى لا يوجد دليل ملموس، نحن نتخوف من أن طرفًا ما يبحث عن ذريعة لبدء حرب جديدة”، رافضة بذلك التصريحات الأمريكية حينها المهددة بشن هجوم على النظام.
ومن ناحية، أخرى طالبت ميلوني، في عام 2019، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على تركيا بسبب تدخلها العسكري في الشمال السوري ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي وصفت أعضاءها بـ”المقاتلين الكرد الذين استشهد العديد منهم في القتال ضد تنظيم (الدولة)”.
من جيورجيا ميلوني؟
ولدت جورجيا ميلوني في روما عام 1977، وعاشت طفولة صعبة في ضواحي العاصمة الإيطالية، بعدما تخلى عنها والدها الذي سافر إلى جزر الكناري، لتترعرع على يد والدتها.
عملت في وظائف مختلفة بعد التخرج من المدرسة، مثل العمل في سوق شعبية، ومربية للأطفال، وساقية في حانة، ولم تملك شهادة جامعية لكنها تزعم حصولها على إجازة جامعية في اللغات.
بدأت حياتها السياسية عندما كانت في سن الـ15، بانضمامها إلى “الحركة الاجتماعية الإيطالية” التي تضم سياسيين من ورثة حزب موسوليني، لكنها غيرت موقفها لاحقًا ونددت بأفعال الزعيم الموالي لأدولف هتلر.
عام 1995، أصبحت عضوًا في حزب “التحالف الوطني”، وهو الحزب ذو التوجه اليميني، وفي عام 2006، أصبحت ميلوني عضوًا برلمانيًا بعمر 29 عامًا وأصغر نائبة لرئيس المجلس، قبل أن تصبح أصغر وزيرة في تاريخ البلاد بعمر الـ31، عندما أمسكت حقيبة وزارة الشباب عام 2008 في حكومة برلسكوني الرابعة.
وفي عام 2009، اندمج حزبها مع حزب “فورزا إيطاليا” ليتوحدا تحت اسم “شعب الحرية”، لكنها في عام 2012، وبعد انتقادها لبرلسكوني والمطالبة بالتجديد داخل الحزب، انسحبت وأسست حزبها الحالي “إخوة إيطاليا”.
وتمكّنت ميلوني، خلال سنوات قيادتها لحزب “إخوة إيطاليا”، من تحويل حزبها من حزب يتبنى سياسات وآراء توصف بانتمائها إلى “الفاشية الجديدة”، نشأ على أنقاض عهد موسوليني، إلى قوة سياسية قومية وشعبوية قادرة على جذب الناخبين اليمينيين والمعتدلين.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :