قالت شركة الطاقة الفرنسية العملاقة “توتال إنرجي” (Total Energies) اليوم، السبت 24 من أيلول، إنها ستستثمر حوالي 1.5 مليار دولار في التوسعة المخطط لها لسعة الغاز الطبيعي المسال في قطر، ضمن مشروع يعد بزيادة إمدادات الغاز للأسواق الأوروبية.
سافر الرئيس التنفيذي للشركة، باتريك بويان، إلى الدوحة لتوقيع اتفاقية مع رئيس شركة “قطر للطاقة”، سعد الكعبي، لتوسيع حقل الشمال الجنوبي (NFS).
وقال إن الصفقة جاءت في “وقت مثالي” عندما كان قادة العالم، خاصة في أوروبا، يسعون للحصول على إمدادات جديدة من الغاز الطبيعي المسال.
يعزز مشروع توسعة حقل الشمال القطري مكانته كأكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، كما يساعد في ضمان إمدادات طويلة الأجل من الغاز إلى أوروبا التي تسعى إلى بدائل للتدفقات الروسية.
من جهته، قال الكعبي إن الشركة الفرنسية ستمتلك 9.4% تقريبًا من حصة 25% المخصصة للشركاء الدوليين، وفقًا لوكالة “رويترز“، وبالمقابل، تمتلك شركة “قطر للطاقة” 75% من المشروع.
وأوضح الكعبي أنه لا يمكنه الكشف عن التكلفة الإجمالية للمشروع لأن بعض العقود لم يتم الانتهاء منها بعد.
وأضاف أن شركة “قطر للطاقة” كانت تتحدث دائمًا مع المشترين على مستوى العالم سواء في أوروبا أو آسيا، وستواصل القيام بذلك من أجل العقود التجارية لمشروع التوسعة وفقًا لاحتياجات السوق.
وقال، “نصف إنتاجنا يتجه عادة إلى الشرق والنصف الآخر غربًا، وقد تكون هذه المعادلة هي نفسها أو قد تكون 60% إلى 40% وفقًا لاحتياجات السوق”، موضحًا أنها مسألة عرض وطلب.
تتضمن خطة توسعة حقل الشمال في قطر ستة خطوط للغاز الطبيعي المسال، ستزيد من قدرتها على التسييل من 77 مليون طن سنويًا إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.
المناورة الأخيرة قبل الشتاء
أيضًا، وصل المستشار الألماني، أولاف شولتز، إلى المملكة العربية السعودية في وقت سابق من اليوم، في زيارة تستغرق يومين إلى منطقة الخليج، يزور خلالها الإمارات العربية المتحدة وقطر.
وتهدف الزيارة إلى إبرام صفقات طاقة جديدة وإقامة تحالفات جديدة وسط الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية الناتجة عن “الغزو” الروسي لأوكرانيا.
كان سد الفجوة في إمدادات الغاز الطبيعي مصدر قلق خاص، وأحد أسباب توجه شولتز إلى السعودية والإمارات وقطر مع وفد تجاري رفيع المستوى، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.
وسيتوجه شولتز بعد السعودية إلى أبو ظبي، حيث سيلتقي مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتوقيع اتفاقية طاقة.
وستكون الدوحة المحطة الأخيرة في زيارة شولتز، حيث سيلتقي أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لبحث العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية مثل التوترات مع إيران واستضافة كأس العالم لكرة القدم.
كانت محادثات الطاقة بين ألمانيا وقطر محفوفة بالخلافات بشأن شروط رئيسة مثل طول العقود والتسعير، لكن مصادر بالقطاع قالت إن من المتوقع أن يتوصل الطرفان إلى حل وسط قريبًا.
وقال مسؤول ألماني (لم يفصح عن اسمه)، “بالتأكيد هذه الرحلة تخضع للمراقبة من كثب، وسنلتقي بشركاء صعاب هناك، ومع ذلك لا يمكننا رفض عقد مثل هذه الاجتماعات ومثل هذا التعاون”.
وأضاف، “في عالم يضم 193 دولة وخلافات كبيرة، ليس المستشار الألماني فحسب، بل العديد من القادة الآخرين أيضًا هم الذين يسعون لإجراء محادثات في الوقت الحالي ويحاولون تشكيل تحالفات جديدة وتعزيز العلاقات القديمة”.
ستأخذ ألمانيا جميع اتفاقيات الطاقة ضمن خطط البلاد، لتصبح محايدة للكربون بحلول عام 2045، ما يتطلب التحول من الغاز الطبيعي إلى الهيدروجين المنتج باستخدام الطاقة المتجددة في العقود المقبلة.
كما تنظر إلى السعودية، التي تملك مناطق شاسعة مناسبة لتوليد الطاقة الشمسية الرخيصة، على أنها مورد مناسب بشكل خاص للهيدروجين.
–