دعم متواصل وآخر متقطع وانفراج في مشكلة التمويل

  • 2016/01/16
  • 10:35 م

منذ تشرين الثاني 2014 وبعد أن تشكل الدفاع المدني السوري أصبح الفريق يتسلم الدعم اللوجستي بشكل مباشر دون وسطاء، وبدأت عدة منظمات دولية تقدم له الدعم الذي نهض بمستوى العمل، على رأسها منظمة “Mayday”، وهي منظمة وسيطة بين أربع دول أوروبية داعمة وبين الدفاع المدني من جهة أخرى، وتغطي هذه الجهة اجتماعات الفريق وكلفه التشغيلية، كما بدأت بدفع الرواتب في تموز 2015، وهناك دول أخرى دعمت هذا الفريق عن طريق منظمات أخرى، عبر دفعات غير منتظمة.

لكن الممول الرئيسي للفريق بالآليات و”الشريك الرئيسي” على حد قول رائد الصالح، هو منظمة البرنامج السوري الإقليمي (كيمونكس). كما يساهم برنامج “بالأخضر”، وهو أيضًا منظمة داعمة، بتقديم الآليات، وقدمت أيضًا منظمة “IHH” التركية سيارات تدخل سريع فيها إطفائيات صغيرة.

برنامج بالأخضر يدعم الدفاع المدني في ادلب – 22 تموز 2015.

ما سر اهتمام الدول الداعمة بفريق الدفاع المدني؟

للبحث في سبب استقطاب ملف الدفاع المدني اهتمام الدول الداعمة، تواصلت عنب بلدي مع أحد المديرين في مكتب برنامج “بالأخضر” (أحد الداعمين لفريق الدفاع المدني السوري)، رفض ذكر اسمه، وقال إن “فريق الدفاع المدني هو أكثر عنصر فعال في الداخل السوري، واستقطب اهتمام الإعلام، وكافة الدول الداعمة لقضيته الإنسانية “، ويرى المدير، أن هذه الدول سعت لترسيخ الفجوة بين إدارة الدفاع المدني، وبين الحكومة المؤقتة من جهة ومجالس المحافظات من جهة أخرى، لتبقى مستقلة تمامًا، فتسيطر عليها تلك الدول بشكل مباشر، وقد نجحت هذه الدول بذلك، على حد تعبيره.

ويوضح أيضًا، أن الدول الداعمة ترى في فريق الدفاع المدني الفعال في الداخل “صورة مشرقة” تقدمها لحكوماتها على أنها نموذج ناجح، وتتباهى بدعمه.

برنامج “بالأخضر” هو مكتب تابع للحكومة المؤقتة، وهو صلة الوصل بين الدول الداعمة والحكومة المؤقتة، وكانت وظيفته بداية تأسيسه دعم الوزارات، ولكن يوضح أنه “بعد أن فشلت معظم الوزارات في العمل، توجه برنامج “بالأخضر” لدعم الداخل بشكل مباشر، فوجه دعمه لمجالس المحافظات ولمديريات الدفاع المدني التابعة لهذه المجالس، ولإدارة الدفاع المدني المستقلة”.

يقول المدير “سعينا لترسيخ العلاقة بين مجالس المحافظات ومديريات الدفاع المدني التابعة لها مع إدارة الدفاع المدني السوري، وكنا نذكر في الاتفاقيات أن الدعم سيتوجه لمديريات الدفاع المدني في المجالس المحلية ولإدارة الدفاع المدني المستقلة، ساعين لتوحيد الجهود بينهما، ولكن بقي جسم الدفاع المدني السوري مستقلًا بذاته، كما سعت الدول الداعمة لذلك”.

 “بطل”… صندوق خاص لدعم المصابين وأهالي الشهداء من الدفاع المدني

لدى العاملين في الدفاع المدني عائلات وأطفال، ويوضح عدد ممن التقيناهم أنهم يتركون أولادهم أيامًا وأسابيع يقضونها بعيدين عنهم، كما أن احتمالات تعرضهم للإصابة عالية جدًا، خاصة بعد رصد أكثر من حالة قصف متكررة تمت على نفس المكان الذي قصف قبل نصف ساعة، إلا أنه ليست هناك جهة تكفل عائلات من يصاب أو يقتل من العناصر، لذلك تم إنشاء “صندوق بطل” من قبل إدارة الدفاع المدني السوري ليتكفل بعلاج المصابين من الفريق، كما يسعى لتأمين مساعدة مالية كتعويض لأهالي الشهداء من الفريق.

ويتحدث الصالح عن هذه الخطوة “قررنا وضمن النظام الأساسي في السياسة المالية لصندوق (بطل)، تأمين مبلغ مالي يطابق راتب عنصر واحد لأهله، كمبلغ سنوي لكل عائلات الشهداء، ويدفع على مراحل”. وهذه هي المرة الأولى التي يؤسس فيها مثل هذا الصندوق لرعاية ذوي الضحايا من عناصر الدفاع المدني، ويعقب الصالح “تمكنا من دفع أجور عام كامل لعائلات الضحايا، ونحن بصدد تأمين أجور سنة أخرى”.

 

 

تأهيل الدفاع المدني السوري للحصول على الشارة العالمية للبحث والإنقاذ

يكشف رائد الصالح أن نظام التدريب الذي يخضع له فريق الدفاع المدني الحالي لتطوير الأداء، سيؤهله في المستقبل “إذا استمر وفق المعايير العالمية” ليحصل على الشارة العالمية للإنقاذ والبحث، وبمجرد الحصول على هذه الشارة يصبح فريقًا دوليًا قادرًا على التجوال ليشارك في تغطية الكوارث العالمية، وقد تم ترشيح الدفاع المدني السوري لجائزة نوبل للسلام، كمؤسسة ثورية تعمل في سوريا لتحقيق السلام.

تابع قراءة ملف الدفاع المدني في سوريا المحررة:

تجارب المدن السورية المحررة في تشكيل فرق للدفاع المدني خلال الثورة

مطالب بتعزيز قدرات عناصر الدفاع المدني الطبية وتكثيف الدورات.

رأي: الحفاظ على الدفاع المدني السوري فاعلًا ومُستقلًا.

انفوغراف: أعداد شهداء وعاملي ومراكز الدفاع المدني.

لتحميل الملف بصيغة PDF: اضغط هنا.

مقالات متعلقة

تحقيقات

المزيد من تحقيقات