الدفاع المدني يدخل دورات تدريبية تخصصية والإعلام يغير المعادلة

  • 2016/01/16
  • 10:35 م

دورة تدريبية لعناصر الدفاع المدني في الأتارب، 14 تشرين الأول 2015 (انترنت).

عند المرحلة الأولى لتأسيس الدفاع المدني كانت الحكومة المؤقتة هي المسؤول الأساسي عن ملف الدعم، لكن التمويل توقف في أيلول 2014، ولم تعد تدفع رواتب عناصر فرق الدفاع المدني، وبقي الموظفون بلا رواتب لمدة ستة أشهر على التوالي، لكن مؤسس الدفاع المدني في حلب، عبد العزيز مغربي، يؤكد أن الرواتب والتمويل هو “القسم الأساسي المهمل منذ البداية، ففي بداية عمل الدفاع المدني كان راتب العنصر 5 آلاف ليرة سورية، ما صعّب على الكثير من الشباب الاستمرار بالعمل إلا من كان يحمل داخله الفكرة كمبدأ وقضية، وهذا ما كان له الفضل برأيه ليعطي البصمة التي أنجحت العمل في الدفاع المدني عن غيره”.

دورة تدريبية لعناصر الدفاع المدني في الأتارب، 14 تشرين الأول 2015 (انترنت).

ويقول مغربي “إنه عمل ثوري وإنساني، وكل من يعمل فيه متطوعون وليسوا مأجورين، وما كان فريق الدفاع المدني يعمل ليقبض أجرته، إنما لينقذ روحًا، وكان هاجسه الوحيد أن يتمكن من العمل السريع لينقذ هذه الروح، أو يحافظ على سلامة أعضاء الإنسان العالق تحت الأنقاض حتى لا يتسبب تأخر إنقاذه ببتر أحدها، وبالرغم من كل المآسي والصعوبات، كانت فرحة إنقاذ طفل أو امرأة بمثابة الإنجاز العظيم الذي يدفعهم للاستمرار”.

وبعد ذلك، ساعد الضخ الإعلامي المستمر على لفت الأنظار لهذا القطاع، وبدأ يلقى اهتمامًا دوليًا من منظمات أبدت اهتمامًا بتقديم الدعم،

وهنا يقول مغربي “بدأت منظمة آرك العالمية تتبنى فريق الدفاع المدني وتولت التدريب وتقديم بعض المعدات الخفيفة في منتصف 2014 تقريبًا، ثم قدمت وحدة تنسيق الدعم (ACU) في الشهر السابع والثامن معدات متوسطة منها كومبريسات ثقيلة، ومقصات، وسيارات تنقل، مقدمة من الحكومة البريطانية، وهذا أحدث نقلة نوعية في عمل الدفاع المدني”.

 

ولم يكن المتطوعون من فرق الدفاع المدني من أصحاب الخبرات السابقة، لكنهم اكتسبوا الخبرة من الواقع الذي عاشوه يتحدث عن ذلك مغربي قائلًا “ظروف القصف القاسية كانت كفيلة بتدريب الأعضاء، وإكسابهم الخبرة من الواقع السوري وحده دون غيره، بحيث لم تعش أي دولة ظروفًا مشابهة لما عاشته سوريا، والجثث والأشلاء هي التي أعطتهم قوة القلب والدفع”.

وتولت منظمة “Mayday” تدريب أعضاء الفريق ليصلوا لمستوى عال من الحرفية في معهد “أكوت” في تركيا، بالإضافة إلى وجود مركز تدريب في الأردن.
أما المناطق المحاصرة في الجنوب كدمشق وريفها، وحمص، فكان من الصعب خروج عناصرها لتلقي التدريب في الخارج، فلجأت المنظمة إلى إنشاء مراكز تدريب داخلية، قام عليها منشقون عن فريق الدفاع المدني في النظام.

ويوجد حاليًا ثلاثة مراكز للتدريب في حلب وإدلب تم إنشاؤها مطلع 2015، وهناك مركز سينطلق قريبًا في الغوطة الشرقية وهذا ما أكده المسؤول الإعلامي عن الدفاع المدني في الغوطة محمود آدم.

ووفق مغربي يتم التجهيز لمركز خامس للتدريب في درعا المدينة. ويشرف على التدريب عناصر من فريق الدفاع المدني خاضعون لدورات متخصصة، أو منشقون عن الدفاع المدني التابع للنظام، وكانوا يعملون في مجال التدريب.

وهنا يلفت الحافي، إلى أن نقص الآليات والمعدات، لا سيما الثقيلة، في المناطق المحاصرة كالغوطة الشرقية من أكبر العوائق التي يعاني منها الدفاع المدني السوري وتنعكس سلبًا على العمل، وكذلك قلة الرواتب والدعم التشغيلي بحيث لا يغطون العمل.

والأهم من هذا كله هو استهداف الكوادر وتدمير الآليات، فقد أصبح استهداف ذات المكان بعد دقائق من استهدافه للمرة الأولى منهجًا يسير عليه طيران النظام السوري، ما يضاعف عدد الضحايا ويفاقم المأساة، وهو ما تسبب في شهر آب 2015 بسقوط أكثر من تسعة شهداء في الغوطة الشرقية فقط، بحسب عبد الله الحافي، أحد العاملين في الدفاع المدني بريف دمشق.

 

تابع قراءة ملف الدفاع المدني في سوريا المحررة:

تجارب المدن السورية المحررة في تشكيل فرق للدفاع المدني خلال الثورة

مطالب بتعزيز قدرات عناصر الدفاع المدني الطبية وتكثيف الدورات.

رأي: الحفاظ على الدفاع المدني السوري فاعلًا ومُستقلًا.

انفوغراف: أعداد شهداء وعاملي ومراكز الدفاع المدني.

لتحميل الملف بصيغة PDF: اضغط هنا.

مقالات متعلقة

تحقيقات

المزيد من تحقيقات