كانت حلب السباقة بتأسيس فريق للدفاع المدني، فمنذ أن تأسست المجالس المحلية فيها في آذار 2013، خصصت أحد مكاتبها للدفاع المدني، وترأسه عبد العزيز مغربي، المكنى “أبو سلمى”، والذي قام بدوره بتأسيس هذا الفريق، وبعد ثلاثة أشهر انتقلت التجربة لتطبّق في إدلب المجاورة.
بعد ذلك اتحدت كل فرق الدفاع المدني تحت اسم “الدفاع المدني السوري” ليشمل الفرق المتوزعة في ثمانية محافظات هي حلب، وإدلب، وحمص، وحماة، ودمشق، والغوطة وريف دمشق، ودرعا والساحل. وكان ذلك في 25 تشرين الأول 2014، وانتخب رائد الصالح، رئيس ومؤسس الدفاع المدني في إدلب، رئيسًا له في كانون الأول من العام نفسه.
وصارت فرق الدفاع المدني تغطي جميع الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة، ومنذ ذلك التاريخ توحّد الدعم لكل الفرق في المحافظات الثمانية التي يتألف منها الفريق، وتولت عدة منظمات دعمه.
وفي الاجتماع الثاني للدفاع المدني السوري، الذي أقيم في 1 كانون الثاني 2015، والذي اعتبره رائد الصالح بأنه “الاجتماع الأهم منذ تأسيس الدفاع المدني”، أقرّ النظام الداخلي لكل المحافظات، بعد أن كان لكل محافظة نظام داخلي خاص بها سابقًا.
ويتوافق كلام الصالح مع مدير مديرية الدفاع المدني في حلب منير مصطفى، الذي أكد لعنب بلدي الصعوبات التي واجهت الفريق عشية التأسيس، لكنه انتقل إلى مرحلة متطورة أكثر في العمل بعد توفر المعدات والتجهيزات اللوجستية، مشيرًا إلى أن المديرية في حلب واجهت ثلاثة عوائق رئيسية، هي القبول المجتمعي لهذا الجسم الجديد، وعدم توفر العتاد والآليات اللازمة، وضعف التنسيق والارتباط بين العناصر والفروع، لكن سرعان ما تم تجاوز هذه العقبات لاحقًا.
وبالتوازي مع استمرار القصف وشدة كثافته والتدخل الروسي الأخير، أعلنت مديرية الدفاع المدني في حلب وضع خطة استنفار، يكشف عنها مصطفى قائلًا “لدينا نظام مناوبات 24 ساعة، أو 48 ساعة، وشكّلنا فرق تدخل في المناطق البعيدة والتي تشهد موجات نزوح أو اشتباكات من أجل التدخل الطارئ”، وهذا نموذج متطور من العمل.
ويلفت مصطفى إلى بدء انتساب فتيات متطوعات للعمل في فرق الدفاع المدني متخصصات بالإسعافات الأولية وتملكن مؤهلات علمية في المجال الطبي، إذ يضم مركز عفرين التابع لفرع حلب أربع متطوعات حاليًا.
بينما يشير الصالح إلى أن نشاط مركز حلب للدفاع المدني يمتد ليغطي عددًا كبيرًا من أرياف المحافظة وصولًا إلى تل أبيض.
يؤكد رؤساء فرق الدفاع المدني على ضرورة أن يكون الراغب بالتطوع في جهاز الدفاع المدني يتحلى بصفات الحيادية والإنسانية والصدق والشفافية، وعمره بين 18-35 عامًا، وأن يتمتع بسمعة حسنة، ويملك بنية جسدية قوية، وأن يعترف بميثاق المبادئ والنظام الداخلي ومدونة السلوك للدفاع المدني السوري.
تابع قراءة ملف الدفاع المدني في سوريا المحررة:
- حلب والموت في سبيل الآخرين.
- البدايات الأولى لتأسيس الدفاع المدني السوري.
- فرق الدفاع المدني تندمج في كيان واحد ورائد الصالح أول رئيس للجهاز.
- ما هي المرجعية الناظمة لعمل الدفاع المدني السوري على الأرض؟
- تطلعات لتشكيل جسم حكومي يساهم بإعمار سوريا.
- الدفاع المدني يدخل دورات تدريبية تخصصية والإعلام يغير المعادلة.
- دعم متواصل وآخر متقطع وانفراج في مشكلة التمويل.
- سوريا وغزة.. تجارب متبادلة لاكتساب المهارات.
- استطلاع رأي: أكثر من نصف السوريين معجبون بأداء الدفاع المدني.
تجارب المدن السورية المحررة في تشكيل فرق للدفاع المدني خلال الثورة
- حلب تقود تنظيم الدفاع المدني في سوريا.
- ستة قطاعات في إدلب تغطي المحافظة بالكامل.
- درعا.. العلاقة الجيدة مع المجالس المحلية تعزز أداء الدفاع المدني.
- حصار أحياء دمشق وريفها يكبّل عمل فرق الدفاع المدني.
- حصار خانق يعيق عمل الدفاع المدني في حمص.
- خطة لزيادة مراكز وعناصر الدفاع المدني في حماة للعام 2016.
- ريف اللاذقية يعاني نقصًا في الكوادر والآليات.
- سيطرة تنظيم الدولة تقطع علاقة الدفاع المدني بفريقي الرقة ودير الزور.
- الدفاع المدني في دير الزور يغطي معظم المحافظة وينحل باكرًا.
مطالب بتعزيز قدرات عناصر الدفاع المدني الطبية وتكثيف الدورات.
رأي: الحفاظ على الدفاع المدني السوري فاعلًا ومُستقلًا.
انفوغراف: أعداد شهداء وعاملي ومراكز الدفاع المدني.
لتحميل الملف بصيغة PDF: اضغط هنا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :