في أحد أحياء حلب المحررة، يقف محمد عطا فرج، وهو قائد زمرة في مركز باب النيرب التابع للدفاع المدني في حلب، مع مجموعة من العناصر والمواطنين، عيونهم إلى السماء ترقب طائرة مروحية تهم بإلقاء برميل أو صاروخ على هدف في المنطقة.
يمسك فرج بهاتف لاسلكي، يتحدث مع زملائه ليستعدوا، هناك طائرة في الأجواء ربما تلقي حمولتها القاتلة والمدمرة في أي لحظة. ينتظر فرج ومعه المواطنون، فمثل هذا المشهد يتكرر مرات عديدة في اليوم الواحد، وما يزيد من صعوبات المشهد لدى فرج أنه متزوج ولديه أطفال همّه الأول أن يبقوا بخير في زحمة القصف اليومي، فهو يريد إنقاذهم وإنقاذ المواطنين معًا، لكن حبّه وشغفه بإنقاذ الناس يجعل الأمر هينًا بالنسبة له، ويحفزه على الاستمرار في هذه المهنة التي دخلها طواعية. يقول فرج لعنب بلدي “تطوعت في الدفاع المدني منذ البداية عندما اقترح مجموعة من الشباب فتح مركز لإنقاذ المدنيين، رغبت بالمساعدة وكان عدد العناصر وقتها سبعة وصل لاحقًا لـ 25 عنصرًا”.
بين 20 تشرين الأول 2012 و20 تشرين الثاني 2015، شنت طائرات النظام السوري 42.234 غارة جوية قتلت 6.889 شخصًا وأصابت 35 ألف آخرين، في مناطق سيطرة المعارضة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان
يخبرنا فرج وهو يتجه ليرينا ما حل بمنزله المحترق، والذي تعرض لقصف قبل أيام، “كانت معداتنا فردية وبسيطة جدًا، ولا يوجد آليات لنقل الضحايا، كنا نحتاج لمعدات ثقيلة وحديثة ولم تكن متوفرة، عملنا بأيدينا طوال الوقت”.
ويروي بعضًا مما تعرض له خلال العمل، وما تعرضت له عائلته بسبب القصف، “في إحدى المرات أُبلغت عن سقوط قذيفة قرب منزلي وأن هناك إصابات وجرحى، فتوجهت للإطمئنان على عائلتي أولًا، وعلى الفور نقلتهم لمكان آمن ومن ثم توجهت لمتابعة العمل مع أصدقائي من أجل مساعدة الناس”.
“وذات مرة سقط برميل متفجر على دوار الحيدرية حيث يوجد كثافة سكانية نظرًا لوجود نقطة مواصلات، وهناك استشهد ثلاثة عناصر وصحفي كندي كان يرافقنا.. سقط برميل متفجر وأودى بحياتهم بينما نجوت أنا”.
تابع قراءة ملف الدفاع المدني في سوريا المحررة:
- حلب والموت في سبيل الآخرين.
- البدايات الأولى لتأسيس الدفاع المدني السوري.
- فرق الدفاع المدني تندمج في كيان واحد ورائد الصالح أول رئيس للجهاز.
- ما هي المرجعية الناظمة لعمل الدفاع المدني السوري على الأرض؟
- تطلعات لتشكيل جسم حكومي يساهم بإعمار سوريا.
- الدفاع المدني يدخل دورات تدريبية تخصصية والإعلام يغير المعادلة.
- دعم متواصل وآخر متقطع وانفراج في مشكلة التمويل.
- سوريا وغزة.. تجارب متبادلة لاكتساب المهارات.
- استطلاع رأي: أكثر من نصف السوريين معجبون بأداء الدفاع المدني.
تجارب المدن السورية المحررة في تشكيل فرق للدفاع المدني خلال الثورة
- حلب تقود تنظيم الدفاع المدني في سوريا.
- ستة قطاعات في إدلب تغطي المحافظة بالكامل.
- درعا.. العلاقة الجيدة مع المجالس المحلية تعزز أداء الدفاع المدني.
- حصار أحياء دمشق وريفها يكبّل عمل فرق الدفاع المدني.
- حصار خانق يعيق عمل الدفاع المدني في حمص.
- خطة لزيادة مراكز وعناصر الدفاع المدني في حماة للعام 2016.
- ريف اللاذقية يعاني نقصًا في الكوادر والآليات.
- سيطرة تنظيم الدولة تقطع علاقة الدفاع المدني بفريقي الرقة ودير الزور.
- الدفاع المدني في دير الزور يغطي معظم المحافظة وينحل باكرًا.
مطالب بتعزيز قدرات عناصر الدفاع المدني الطبية وتكثيف الدورات.
رأي: الحفاظ على الدفاع المدني السوري فاعلًا ومُستقلًا.
انفوغراف: أعداد شهداء وعاملي ومراكز الدفاع المدني.
لتحميل الملف بصيغة PDF: اضغط هنا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :