أعلن الرئيس المشترك لـ”هيئة الصحة” في “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، جوان مصطفى، إثبات التحاليل التي أجريت على مياه نهر “الفرات” وجود “ضمة الهيضة” (الكوليرا) المسؤولة عن مرض “الكوليرا”.
وأوضح مصطفى خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، الأربعاء 21 من أيلول، أنه نتيجة لانحسار المياه في نهر “الفرات”، تحولت الكثير من مناطقه إلى “مستنقعات”، فضلًا عن تلوث الخضراوات المروية بمياهه بالجراثيم.
وبحسب مصطفى، بلغ عدد الإصابات بمرض “الكوليرا” في شمال شرقي سوريا ألفين و867 إصابة، 78 حالة منها مثبتة بـ”الزرع الجرثومي”، معظمها في ريف دير الزور الغربي، بينما وصل عدد الوفيات الناتجة عن المرض إلى 16 حالة.
وتعامل حالات الاشتباه بالمرض على أنها إصابات بـ”الكوليرا”، نظرًا إلى طبيعة الأعراض التي تشير إلى ذلك، إلا أنها غير مثبتة بـ”الزرع الجرثومي”، وفقًا لمصطفى.
وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة (EWARN) في سوريا، مساء الثلاثاء، سُجلت في شمال شرقي سوريا ألفان و126 إصابة بـ”الكوليرا”، بينما سُجلت 11 حالة وفاة في المنطقة فقط، منذ بدء انتشار المرض.
وصباح اليوم، الأربعاء، حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي حالات الإصابة بمرض “الكوليرا” في سوريا، مشيرة إلى وجوب الاستعداد لـ”السيناريو الأسوأ”، وذلك مع تخطي عدد حالات الإصابة المثبتة ألفي حالة في جميع أنحاء البلاد، مؤكدة عملها مع كل الشركاء والسلطات المحلية في سوريا، من أجل السيطرة على “بؤر الكوليرا” ومنع انتقالها إلى مناطق أخرى.
وفي مقابلة أجراها المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، مع وكالة “أسوشيتيد برس” خلال زيارته إلى دمشق قبل يومين، قال إن الوضع الصحي في سوريا “صعب للغاية”.
وأضاف المنظري أن 55% من مرافق الرعاية الصحية لا تعمل، ونحو 30% من المستشفيات لا تعمل أحيانًا بسبب “نقص الكهرباء”، ما يدفعها لاستخدام المولدات الكهربائية، بالإضافة إلى مغادرة العديد من العاملين في القطاع الصحي سوريا، ما أدى إلى نقص الكوادر العاملة في إدارة الخدمات المختلفة.
ما “ضمة الكوليرا”؟
“ضمة الكوليرا” تُعرف باللاتينية بـ”Vibrio cholerae”، وهي من البكتيريا “الضمية” أو “الواوية”، وهي نوع من البكتيريا سلبية الغرام، متحركة، لديها سوط قطبي، شكلها عصية معقوفة، وتسبب “الكوليرا” عند البشر.
توجد ذريتان أساسيتان من “ضمة الكوليرا”، هما “الذرية الكلاسيكية” و”ضمة الطور”، إضافة إلى زمر مصلية عديدة.
اكتشف العالم الإيطالي فيليبو باتشيني العلاقة بين “ضمة الكوليرا” ومرض “الكوليرا” عام 1854.
تهاجم “ضمة الكوليرا” خلايا الأمعاء عبر إنتاج ذيفان فتسبب فقدان الجسم كميات كبيرة من الأملاح والمياه، وبالتالي تسبب إسهالًا حادًا قد يؤدي إلى الوفاة.
اقرأ أيضًا: الكوليرا.. مرض قد يكون قاتلًا
–