في خطاب “السبع دقائق”.. بوتين يثير هلع الروس بـ”التعبئة”

  • 2022/09/21
  • 4:48 م
Victory Day

جنود روس يقودون دبابات على طول أحد الشوارع خلال بروفة العرض العسكري ليوم النصر في موسكو- روسيا 4 من أيار 2022 (رويترز)

أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتعبئة جزئية لجنود الاحتياط في البلاد للقتال في ساحة الحرب الأوكرانية التي دخلت شهرها السابع، وهي المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.

وحذر بوتين اليوم، الأربعاء 21 من أيلول، من أن موسكو ستدافع عن نفسها بكامل ترسانتها النووية إذا واجهت تهديدًا نوويًا من الغرب.

وخلال خطاب متلفز مدته سبع دقائق، حذر بوتين الغرب من أنه لا يخادع في استخدام كل الوسائل المتاحة له لحماية الأراضي الروسية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.

بعد فترة وجيزة من خطابه، قال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، إن بلاده ستحشد كل من لديه خبرة قتالية وخدمية ذات صلة.

وأوضح أن هناك نحو 25 مليون شخص تنطبق عليهم هذه المعايير، ولكن العدد الإجمالي لجنود الاحتياط الذين سيستدعون قد يصل إلى 300 ألف (نحو 1%).

جاء أمر التعبئة الجزئية بعد يوم من إعلان المناطق التي تسيطر عليها روسيا في شرقي وجنوبي أوكرانيا عن إجراء تصويت للانضمام لروسيا، وهي خطوة قد تمهد الطريق لموسكو لتصعيد الحرب بعد النجاحات الأوكرانية.

تصعيد نووي

استشهد بوتين بتوسع “الناتو” باتجاه حدود روسيا، قائلًا إن الغرب كان يخطط لتدمير بلاده، واصفًا ذلك بـ”الابتزاز النووي” من خلال مناقشة الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية ضد موسكو.

واتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا بتشجيع أوكرانيا لدفع العمليات العسكرية إلى داخل الأراضي الروسية.

وقال، “إلى أولئك الذين يسمحون لأنفسهم بمثل هذه النقاشات بخصوص روسيا، أود أن أذكركم بأن بلادنا لديها أيضًا وسائل تدمير مختلفة، وفي بعض المكونات أكثر حداثة من تلك الموجودة في دول (الناتو)”.

وأضاف، “في سياسته العدوانية المعادية لروسيا، تجاوز الغرب كل الخطوط، وأولئك الذين يحاولون ابتزازنا بالأسلحة النووية، يجب أن يعلموا أن الرياح يمكن أن تستدير وتوجه نحوهم”.

وردًا على ما وصفه بوتين بـ”الابتزاز النووي”، حثت وزارة الخارجية الصينية جميع الأطراف على الدخول في حوار ومشاورات، وإيجاد طريقة لمعالجة المخاوف الأمنية لجميع الأطراف.

سحب قوات من سوريا

وفي سياق متصل، زعمت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقرير لها، بأن روسيا سحبت وحدات من “فوج المظليين 217” المحمول جوًا من سوريا إلى أوكرانيا، بسبب فشل إجراءات التعبئة السرية في جميع أنحاء روسيا، بحسب وكالة “أوكرينفورم” الأوكرانية.

ولم يصدر تعليق من الجانب الروسي أو السوري على سحب الوحدات من الفوج الذي أُسس في أربعينيات القرن الماضي، وهو مجموعة من الجنود ذوي الخبرة الذين أُرسلوا سابقًا إلى بيلاروسيا، قبل شهر من “الغزو” الروسي لأوكرانيا، وفقًا لمجلة “Newsweek” الأمريكية

هلع شعبي

وقع بوتين مرسومًا بشأن التعبئة الاحتياطية الروسية جزئيًا، بحجة أن الجنود الروس يواجهون فعليًا القوة الكاملة لـ”الغرب الجماعي” الذي كان يمد قوات كييف بأسلحة متطورة وتدريب واستخبارات.

بعد وقت قصير من خطاب بوتين، ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن هناك ارتفاعًا حادًا في الطلب على تذاكر الطيران إلى خارج البلاد.

وبيعت الرحلات الجوية المباشرة من موسكو إلى تركيا وأرمينيا، وهما وجهتان تسمحان للروس بالدخول دون تأشيرة وفقًا لبيانات شركة “Aviasales”.

وصف المحلل السياسي الروسي المعارض، دميتري أوريشكين، إعلان بوتين بأنه “عمل من أعمال اليأس”، وتوقع أن يقاوم الروس التعبئة من خلال “التخريب السلبي”.

وقال إن الإعلان لن يحظى بالرضا لدى عامة الناس، واصفًا إياه بأنه “ضربة شخصية كبيرة للمواطنين الروس، الذين شاركوا في الأعمال العدائية بسرور حتى وقت قريب، جالسين على أرائكهم، يشاهدون التلفاز، والآن دخلت الحرب إلى وطنهم”.

ودعت حركة “فيزنا” المعارضة إلى احتجاجات على مستوى البلاد، قائلة، “سيتم إلقاء آلاف الرجال الروس، آباؤنا وإخوتنا وأزواجنا في مطحنة اللحم خلال الحرب، ما الذي سوف يموتون من أجله؟ ما الذي سيبكي من أجله الأمهات والأطفال”.

وكان مجلس النواب الروسي اتخذ خطوة استباقية، الثلاثاء، بالتصويت على تشديد القوانين ضد الفرار من الخدمة العسكرية والاستسلام، بالإضافة إلى فرض أحكام بالسجن عشر سنوات على الجنود الرافضين للقتال.

ردود فعل دولية

وفي ردود الفعل الدولية، قالت السفيرة الأمريكية في أوكرانيا، عبر حسابها على “تويتر”، إن “الاستفتاء والتعبئة الصورية علامات ضعف وفشل روسي. لن تعترف الولايات المتحدة أبدًا بمطالبة روسيا بالأراضي الأوكرانية التي يُزعم أنها ضمتها، وسنواصل الوقوف مع أوكرانيا”.

ووصف وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، تحرك بويتن بأنه “اعتراف بفشل الغزو”، وقال في بيان، “أرسل بوتين ووزير دفاعه عشرات الآلاف من مواطنيهم إلى حتفهم بسبب سوء التجهيزات والقيادة”.

وأضاف، “لا يمكن لأي قدر من التهديدات والدعاية إخفاء حقيقة أن أوكرانيا تربح هذه الحرب، وأن المجتمع الدولي متحد، وأن روسيا أصبحت منبوذة عالميًا”.

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، زعم بأن خمسة آلاف و937 جنديًا روسيًا قُتلوا في الصراع بأوكرانيا، وهو رقم أقل بكثير من تقديرات الولايات المتحدة بأن روسيا فقدت ما بين 70 ألفًا و 80 ألف جندي بين جريح وقتيل.

وفي تموز الماضي، قدرت الولايات المتحدة عدد القتلى الروس بنحو 15 ألفًا، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.

استفتاءات الانفصاليين

في خطوة منسقة، أعلن قادة المناطق الانفصالية المؤيدون لروسيا في أوكرانيا، الثلاثاء، عن إجراء استفتاءات في 23 و27 من أيلول الحالي، في مقاطعات لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا شرقي البلاد، التي تمثّل حوالي 15% من الأراضي الأوكرانية.

تعتبر روسيا لوغانسك ودونيتسك، اللتين تشكّلان معًا إقليم دونباس الذي سيطرت عليه روسيا جزئيًا في 2014، دولتين مستقلتين.

تمتلك روسيا الآن حوالي 60% من دونيتسك، واستولت على كامل لوغانسك تقريبًا بحلول تموز الماضي، بعد تقدم بطيء خلال أشهر من القتال العنيف.

اقرا أيضًا: تعرف إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك اللتين اعترف بوتين بـ”سيادتهما”

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي