قالت قناة “Iran International” الإيرانية، إن الغارات الجوية الإسرائيلية التي نفذتها في سوريا، في 16 من أيلول الحالي، استهدفت ما يسمى بـ”الوحدة 2250″، وهي مؤسسة لوجستية إيرانية خاصة يديرها “الحرس الثوري الإيراني”.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية المستودعات ومواقف السيارات، وحتى المكتب الرئيس لـ”الوحدة”.
ونفذت إسرائيل غارات جوية على مطار “دمشق” الدولي في سوريا ومواقع أخرى جنوب العاصمة، صباح 17 من أيلول الحالي.
وأعلنت وسائل الإعلام السورية الرسمية مقتل ما لا يقل عن خمسة عسكريين من قوات النظام السوري، إثر استهداف إسرائيلي لمطار “دمشق” الدولي، ونقاط أخرى في الريف الجنوبي، دون تحديد دقيق للنقاط المستهدفة جنوبي العاصمة.
ما “الوحدة 2250″؟
نشرت القناة الإيرانية أن “الوحدة” أُسست كمجموعة فرعية من “الوحدة 2000″، ويقع المقر الرئيس للجهاز في دمشق مع العديد من المكاتب في جميع أنحاء سوريا، مثل ضواحي العاصمة، وكذلك اللاذقية وحماة وحلب ودير الزور.
وأشارت القناة إلى أن “الوحدة” مسؤولة عن استقبال المعدات والأسلحة والأفراد الوافدين من إيران، وكذلك دعم القوات اللبنانية المدعومة من إيران في البلاد.
كما أنها مكلفة بمرافقة واستضافة كبار المسؤولين الإيرانيين وعائلاتهم عند وصولهم إلى سوريا، والتي تتم عادة بالتنسيق مع سلطات النظام السوري.
من يشرف عليها؟
تخضع “الوحدة” لإشراف شخص يُعرف فقط باسم سيد رضا، وذكرت القناة الإيرانية أنها تعرّفت إلى اثنين من الموظفين الآخرين بالمكتب، وهما عبد الله عبادي وميسم كتبي.
سيد رضا، هو رئيس المكتب في فرع دمشق، وكان لسنوات عديدة أحد المفاتيح الرئيسة لأنشطة إيران في المنطقة، وعمل في وقت سابق ممثلًا لـ”الوحدة” في طهران لعدة سنوات.
ويعتبر عبد الله عبادي أحد كبار أعضاء “الوحدة” المسؤول عن نقل الأسلحة عبر رحلات الركاب، وخاصة عبر تسليم حقائب اليد من إيران إلى سوريا.
في حين أن ميسم كتبي هو المسؤول عن نقل الأفراد والأسلحة بين إيران وسوريا، وكان يخدم بمنصب مماثل في “الوحدة 190″ التابعة لـ”فيلق القدس”، الذراع الخارجية لـ”الحرس الثوري الإيراني”.
ولم تذكر القناة أي تفاصيل عما إذا كان القياديون الثلاثة قُتلوا أو لا يزالون على قيد الحياة.
“الوحدة” تحت صواريخ “سبايس 1000”
في 17 من أيلول الحالي، نشر حساب “إنتيلي تايمز” الإسرائيلي، المهتم بأخبار القصف الإسرائيلي على سوريا، صورًا للصواريخ التي استخدمتها إسرائيل في قصفها لمطار “دمشق” الدولي، ومواقع جنوبي العاصمة.
ووفق الحساب، فالصواريخ المستخدمة من طراز “سبايس 1000” التي تتضمن مجموعة توجيه خاصة، باعتبار أن رأس الصاروخ موجه، ومزوّد بنظام ملاحة ذاتي.
ويمكن لهذه الصواريخ أن تصحح مسارها في أثناء الطيران، باستخدام أجنحة قابلة للطي، كما يمكن أن يصل مدى الصاروخ من هذا الطراز إلى 150 كيلومترًا.
هيئة “رفائيل” الحكومية الإسرائيلية لتطوير الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، والجهة المصنعة للصاروخ، وفي تعريفها عنه عبر موقعها الرسمي، في 25 من شباط 2019، أوضحت أن الصاروخ يعتمد على مجموعة ذخيرة انزلاقية (جو- أرض)، مستقلة عن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وتعتمد هذه الصواريخ على تقنية “Rafael” لمطابقة المشهد، للحصول على ضربات دقيقة على نطاقات تصل إلى 100 كيلومتر.
اقرأ أيضًا: ما صاروخ “سبايس 1000” الذي قصفت به إسرائيل مطار “دمشق”؟
أهداف إيرانية.. روايات عديدة
وتستهدف إسرائيل إمدادات الأسلحة الإيرانية منذ عام 2017، لمنع طهران من توسيع موطئ قدمها في سوريا، ونقل المزيد من الأسلحة إلى القوات التي تعمل بالوكالة لها.
وتتعرض مواقع ومنشآت عديدة في مناطق النظام السوري لاستهدافات متكررة، يُقال إن إسرائيل المسؤولة عنها، ومنها مطارا “حلب” و”دمشق” الدوليان، في حين لا تعترف إسرائيل أو تعلّق عادة على ضرباتها في تلك المناطق.
وتتعدد الروايات عقب هذه الضربات، إذ تروّج وسائل إعلام النظام السوري أن الأهداف التي يطالها القصف الإسرائيلي تابعة للنظام، أو أهداف مدنية بالمجمل، في حين تزعم وسائل إعلام إسرائيلية، أن الأهداف تعود لـ”الحرس الثوري الإيراني” المصنف على قوائم “إرهاب” دولية.
ويكتفي النظام السوري بالتهديد بالرد على ضربات إسرائيل في سوريا، وتبقى تصريحاته حبيسة البيانات والمؤتمرات الصحفية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، تحدث، في 12 من أيلول الحالي، عن استيلاء إيران على الصناعات العسكرية السورية لإنتاج أسلحة لوكلائها، كاشفًا عن خريطة تحدد أكثر من عشر منشآت في سوريا، تُستخدم لإنتاج أسلحة متطورة لميليشيات تدعمها إيران في المنطقة.
–