تعتزم قوات النظام السوري إجراء تغييرات أمنية خلال الفترة القادمة في درعا، بحسب معلومات متقاطعة لعنب بلدي، ومن المتوقع سيطرة “الأمن العسكري” على الريف الشرقي، ونقل “المخابرات الجوية” لريف درعا الأوسط.
قيادي في “اللواء الثامن”، تتحفظ عنب بلدي على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي إن “المخابرات الجوية” صارت “منبوذة” بعد اكتشاف خلية اغتيالات تابعة لها في بلدة صيدا في أيار الماضي.
وأضاف القيادي، أن هذه المجموعة كانت تنسق مع “المخابرات الجوية” لاغتيال قياديين من “اللواء الثامن”، وعلى خلفية هذا الحدث تكرر حصول صدامات بين أبناء المنطقة وعناصر الحواجز التابعة لـ”الجوية” شرقي درعا.
وحاول “اللواء الثامن” بحسب القيادي، الضغط على قوات النظام لنقل “الجوية” من الريف الشرقي لدرعا، (وهي مناطق نفوذ اللواء الثامن).
وتوقع القيادي أن تنسحب قوات “الجوية” من المنطقة خلال اليومين القادمين، وهو ما سيؤدي إلى إعادة هيكلة مناطق النفوذ على صعيد مخابرات النظام في مناطق من المحافظة.
ونفى القيادي أن يكون هناك دور للروس في هذاالانسحاب، أو إعادة التموضع.
وفي سياق متصل، قال “تجمع أحرار حوران” المحلي، إن قوات النظام بصدد تسليم حواجز الريف الشرقي لـ”الامن العسكري”، وإعادة نشر قوات من “المخابرات الجوية” في مناطق داعل وابطع والشيخ مسكين.
اقرأ أيضًا: إيران تملأ هوامش الجنوب السوري.. أكثر من خطر وأقل من حرب
تفعيل مجموعة تم حلها سابقًا
من جهة ثانية نفى القيادي في “اللواء الثامن” ما نشرت صحيفة “الشرق الأوسط“، حول قيام “اللواء” بتشكيل مجموعات جديدة في ريف درعا، لضبط الأمن في المنطقة.
وأوضح القيادي لعنب بلدي، أن هذه “المجموعة” ليست جديدة، إنما أعيد تفعيلها حديثًا بعد توقفها عن العمل لمدة قصيرة، إذ حُلّت المجموعة بعد سفر قائدها السابق خارج سوريا.
القيادي قال، إن “اللواء الثامن” أعاد هيكلة المجموعة وتعيين قائد جديد لها، لتواصل عملها في مدينة بصرى الشام.
وتنتشر مجموعات مشابهة في معظم مناطق الريف الشرقي، وفي قرية الشجرة بريف درعا الغربي، ومدينة إنخل بريف درعا الشمالي، بحسب القيادي.
وفي تشرين الأول من العام الماضي، أثناء إجراء اللجنة الأمنية لـ”تسويات” شاملة في ريف درعا، ضغطت قوات النظام على قيادة “اللواء” لسحب السلاح من مجموعات تابعة لها، وتجميعه في مستودعات ضمن مدينة بصرى، إلا أن عملية سحب السلاح لم تكتمل بسبب تدخل الشرطة العسكرية الروسية حينها.
مهمة المجموعة
يهدف عمل هذه المجموعة إلى الحفاظ على أمن المنطقة، إثر حالة الفلتان الأمني التي تشهدها، مع رفض الأهالي دخول مؤسسات النظام إليها بأي شكل من الأشكال، خصوصًا على صعيد قطاعات الشرطة والأمن.
وبحسب القيادي في الفصيل المحلي، فإن هذه المجموعة تهدف إلى “حفظ الأمن والأمان” في المنطقة، بعد تصاعد عمليات القتل والسرقة وتجارة بالمخدرات.
كما تمنع دخول الملثمين تحت أي ظرف كان إلى المنطقة الشرقية من درعا، وتمنع اقتراب الدراجات النارية من المدراس أو السير بسرعة عالية في الشوارع الداخلية للمدن.
وفي ظل غياب مؤسسات النظام الخدمية عن المنطقة، تمنع هذه المجموعات من لم تتجاوز أعمارهم 15 عامًا من قيادة الدراجات النارية دون وجود أحد من ذويه معه.
إضافة إلى مهام أخرى، منها ملاحقة السارقين وتجار المخدرات ومروجيها، ومحاسبتهم “بموجب القانون”.
ما “اللواء الثامن”؟
شُكّل “اللواء الثامن” على أنقاض فصيل “شباب السنة”، أحد فصائل “الجبهة الجنوبية” المعارضة للنظام جنوبي سوريا، بقيادة أحمد العودة، وكان أحد أهم الفصائل المقاتلة والمنظمة، كونه الفصيل الوحيد الموجود في مدينة بصرى الشام.
ومع دخول “تسويات” النظام برعاية روسية حيز التنفيذ عام 2018، حافظ العودة على تنظيمه العسكري المعارض، وانتقل به للانضمام إلى “الفيلق الخامس” الذي أسسته روسيا عام 2016 كقوات رديفة للجيش السوري.
حالة الفلتان الأمني وهيمنة استخبارات النظام على الساحة، رغم الوصاية الروسية، دفعت بالعودة للإقامة في الأردن لمدة عام كامل، إلا أنه عاد مؤخرًا إلى ريف درعا الشرقي (مسقط رأسه) دون سبب واضح لعودته.
وسائل إعلام عديدة تحدثت عن إمكانية إعادة تفعيل فصائل المعارضة في الجنوب لكبح جماح التمدد الإيراني، ونشاط استخبارات النظام فيها، وهو ما جرى نفيه مرات عديدة كان أحدها على لسان مسؤول أردني.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد.