أعاد حضور “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” متمثلًا برئيسته، دارين سليمان، اجتماعًا أمميًا في مدينة نيويورك الأمريكية حول ملف التعليم، الحديث عن الاتهامات الموجهة للاتحاد، بكونه “أداة” بيد النظام السوري.
توجهت الأنظار إلى الاتحاد الذي شهد تحولًا في خطابه، عقب ظهور رئيسته دارين سليمان المنتخبة منذ تموز 2020، إلى جانب وفد تربوي من حكومة النظام ضمن قمة “تحويل التعليم” المنعقدة في نيويورك، في الفترة بين 16 و19 من أيلول الحالي، على هامش الدورة الـ77 لـ”الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
خطاب دبلوماسي
شهد خطاب رئاسة الاتحاد تحولًا كبيرًا خلال فترة تولي سليمان رئاسته، وكأن النظام السوري استخدمها قفّازًا من حرير، وواجهة لتخفيف الضغط، وتلميع صورة الاتحاد الذي تورط مع رئيسه السابق في انتهاكات وثّقتها جهات حقوقية مختلفة.
وانخفضت حدة خطاب سليمان تجاه اختلاف التوجهات والانتماءات، وحملت طابعًا دبلوماسيًا غريبًا عما اعتاده السوريون في حديث الرئيس السابق، عمار ساعاتي.
“الاتحاد الوطني لطلبة سوريا: منظمة شعبية تضم طلبة الجامعات السورية الحكومية والخاصة والمعاهد العليا والتقانية، له فروع داخل سوريا وخارجها، أُسس الاتحاد رسميًا في 23 من نيسان عام 1963” |
وفي إحدى أبرز المقابلات التي ظهرت فيها سليمان، بعد تولي منصب رئاسة الاتحاد، كررت مرارًا تأكيدها أن الاتحاد يضم جميع الطلبة السوريين باختلاف انتماءاتهم الحزبية.
“الاتحاد يشرف على جميع طلاب سوريا بغض النظر عن انتمائهم السياسي، والأحزاب المنتمين إليها”، و”لدي عضوا مكتب تنفيذي بقيادة الاتحاد العليا ليسا منتسبين لحزب (البعث)”، عبارات وكلمات مختلفة كررتها سليمان خلال المقابلة في محاولة لإنكار أن يكون الاتحاد إحدى الأدوات بيد حزب “البعث”.
وأرجعت ارتفاع عدد المشاركين في القيادة المنتمين لحزب “البعث” إلى ارتفاع حضور الحزب على الأرض، وارتفاع عدد المنتسبين إليه مقارنة بالأحزاب الأخرى، وفق قولها.
وركّزت سليمان خلالها ظهورها الإعلامي في المقابلات ومؤتمرات الاتحاد على الحديث عن الطلبة السوريين ومطالبهم، وسعيها المستمر لتلبيتها، متجنبة الحديث عن النواحي السياسية.
هذا ما يناقض خطاب الرئيس السابق للاتحاد وعضو القيادة القطرية لحزب “البعث”، عمار ساعاتي، الذي تسلّم رئاسة الاتحاد عام 2004، وحرص من خلال خطابه على نقل القيم الفكرية الحزبية الخاصة بالحزب الذي يمثّله.
واقتصر خطاب ساعاتي لسنوات على رسائل تصفّق لإنجازات النظام السوري وقواته وحزب “البعث”، وتتهم كل من يخالفهم بـ”الإرهاب”.
“أخطاء فردية”.. محاولة لتبرئة الاتحاد
وُجهت لـ”الاتحاد الوطني للطلبة” تهم عدة، أبرزها ضلوعه بانتهاك حقوق الطلاب في الجامعات من خلال مشاركاته بحملات الاعتقال و”التشبيح” على الطلاب.
وانتشر على أبواب الجامعات طلاب من أعضاء الاتحاد، مارسوا العديد من الانتهاكات، أظهرت علنًا كون الاتحاد جزءًا من الهيكلية المخابراتية للنظام السوري.
وفي محاولة لتبرئة الاتحاد من هذه الاتهامات وغيرها، قالت سليمان، إنها “أخطاء فردية”، مدّعية أنها عملت على محاسبة كل من تحقق الاتحاد من ضلوعه بأحد هذه الانتهاكات ضد الطلاب.
وبررت سليمان انتشار أعضاء الاتحاد على أبواب الجامعات بالواقع الأمني الذي يتطلّب عملًا مشتركًا، لحماية الجامعة التي ظلّت مستهدفة لسنوات، وفق قولها.
“تصل العقوبة لحد الفصل”، هذه الكلمات التي قالتها رئيسة الاتحاد، أظهرت أن خطابها لا ينطبق مع واقع الانتهاكات المرتكَبة من قبل الاتحاد، والتي وصلت إلى حد القتل، وحجم العقوبة التي يفرضها الاتحاد على “مرتكبي الانتهاكات الفردية”.
من دارين سليمان؟
دارين سليمان، ترأّست المكتب التنفيذي لـ”الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” منذ 29 من تموز 2020، بعد أن شغلت مناصب عدة في الاتحاد، أبرزها رئيسة مكتب التعليم الخاص والمعلوماتية، بحسب ما تظهره سيرتها الذاتية على موقع “من هم”، المختص بنشر السير الذاتية لرجال الأعمال والشخصيات المعروفة.
كما كانت سليمان عضوًا في اللجنة المصغرة باللجنة الدستورية ضمن وفد النظام، في جنيف 2019، وظهرت مرارًا إلى جانب رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
من مواليد 25 من آب 1980، حاصلة على شهادة الماجستير في العلاقات العامة عام 2018 من كلية الإعلام في جامعة “دمشق”، وكانت تحضّر للدكتوراه في كلية الإعلام حتى عام 2020.
وهي ابنة العميد الركن المتقاعد الذي يتولى إدارة مؤسسة “العرين الإنسانية”، عبد السلام سليمان. وينحدر من مدينة دريكيش التابعة لمحافظة طرطوس، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من “مرصد الشبكات السياسة والاقتصادية”.
–