هل يستثمر تنظيم “الدولة” الفوضى في لملمة صفوفه بدير الزور؟

  • 2022/09/20
  • 3:45 م

عناصر من "قسد" قبل إعدامهم من قبل خلايا تنظيم "الدولة" شمالي ديرالزور- 11 أيلول 2022 (وكالة أعماق)

باتت عمليات الاستهداف ظاهرة شبه يومية في مناطق شمال شرقي سوريا، وغالبًا ما توقع قتلى من مدنيين أو مقاتلين من أبناء المنطقة، وتنسب معظم هذه العمليات لتنظيم “الدولة الإسلامية”، بينما يبقى قسم منها دون معرفة الجهة المسؤولة، ودون أن تتبناها أية جهة.

الناشط الإعلامي عبد الله العبّار، قال لعنب بلدي، إن تصاعد عمليات التنظيم ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بدأت منذ أحداث سجن “غويران” في مدينة الحسكة في كانون الثاني الماضي، عندما شن التنظيم هجومًا واسعًا بغية تحرير عناصره من السجن.

ويعتقد العبار أن التنظيم يطمح لإعادة لملمة صفوفه وتفعيل خلاياه، معتمدًا على أموال الزكاة والتي تجبى سرًا من مناطق في ريف دير الزور لصالح الدولة، وتستخدم في تغذية نشاط تلك الخلايا.

واستطاع تنظيم “الدولة الإسلامية” رفع وتيرة عملياته في دير الزور ومناطق أخرى في شمالي شرقي سوريا، مستهدفًا بالدرجة الأولى “قسد” والعاملين في المؤسسات المدنية التابعة لها.

بينما رأى عبد المجيد الخلف، وهو ناشط مدني أيضًا من دير الزور، أن تنظيم “الدولة” يستفيد من حالة الفوضى التي تعيشها مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” والاقتتال العشائري المتواصل والمتكرر، ويتبنى حتى حالات القتل التي تحدث بدافع الثأر بين العشائر.

وأكد أن محافظة دير الزور التي تتقاسم قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية السيطرة عليها مع “قسد”، باتت ملاذًا أمنًا لتجارة المخدرات والسلاح، وطريقًا لعبورها نحو الأراضي السورية من العراق قادمة من إيران.

بينما رأى ناشطون آخرون ممن قابلتهم عنب بلدي، أن ارتفاع وتيرة هذه العمليات، مرتبط بشكل أو بآخر بمدى مصلحة النظام السوري منها، إذ يحمّل سكان من المنطقة المسؤولية عن أي عمل ينتج عنه عنف للنظام السوري.

فراغات جغرافية

وقال مصدر أمني في “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) في دير الزور، إن التنظيم يستفيد من فراغات جغرافية في بادية ديرالزور، جنوبي نهر الفرات، ويستخدمها قاعدة لتنفيذ عملياته بتواطؤ من الفصائل الإيرانية الموجودة في تلك المنطقة.

وأضاف المصدر، أن تشديد الرقابة على الحدود العراقية، ونشر كاميرات حرارية من قبل الجيش العراقي على طول الحدود، أجبر التنظيم على تركيز نشاط خلاياه في الأراضي السورية.

وذكر أن العمليات الأمنية التي تطلقها “قسد” والأجهزة الأمنية التابعة لها في مخيم الهول ومناطق أخرى في شرقي سوريا، يعول عليها التنظيم كثيرًا في حشد أنصار جدد له، وتحريك خلاياه النائمة بداعي الثأر من “قسد” و”الإدارة الذاتية”.

وفي 16 من أيلول الحالي، تبنى تنظيم “الدولة” عبر جريدة “النبأ” الالكترونية التابعة له، عمليتين في دير الزور خلفتا سبعة قتلى من “قسد”.

وبحسب إعلانات متكررة للتنظيم، فإن أغلبية العمليات التي نفذها في سوريا، جاءت ردًا على حملة أمنية موسعة شنتها “قسد” على خلايا التنظيم بمخيم “الهول”، شرقي الحسكة.

من جانبها، نقلت وكالة “نورث برس“، ومقرها شمال شرقي سوريا، تبني التنظيم للاستهداف، دون تأكيد أو نفي الأضرار الناتجة عن العملية.

وأشارت “الوكالة” إلى أن التنظيم تبنى، منذ مطلع العام الحالي، 123 عملية استهداف طالت عناصر من “قسد”، أغلبيتها في دير الزور.

التنظيم يستنهض داعميه

أصدر تنظيم “الدولة” في 13 من أيلول الحالي، كلمة صوتية وجه فيها رسائل لجهات عديدة، منها فصائل المعارضة السورية، ومؤيدوه في المنطقة، وظهرت الرسالة على أنها دعوى للتجنيد واستمالة الدعم من جانب التنظيم لأبناء شرقي سوريا.

ووجه التنظيم عبر الكلمة رسائل لسكان المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا، على لسان متحدثه الرسمي “أبو عمر المهاجر” حول ما وصفه بـ”العز الذي كان يعيشه سكان أهل الشام” خلال فترة سيطرة التنظيم على مناطق واسعة من سوريا.

واستطرد بأن هذه المناطق تحولت اليوم إلى أراضٍ تنتشر فيها المخيمات، وينتظر سكانها الحصول على المعونات الإغاثية من المنظمات الراعية لهذه المناطق.

الأمر الذي اعتبره “المهاجر” سببًا لحرب التنظيم على فصائل المعارضة، في إشارة منه إلى أن الفصائل أسهمت من خلال تطبيقها “قوانين وضعية” بتحويل الوضع المعيشي لسكان المنطقة إلى ما هو عليه اليوم.

وسيطرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدعم من قوات التحالف على آخر معاقل تنظيم “الدولة” في بلدة الباغوز شرقي سوريا عام 2017.

وتزامنت تحركات “قسد” مع عمليات عسكرية موازية شنتها قوات النظام بدعم من روسيا وإيران في البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص والرقة، تمكّنت خلالها من السيطرة على مناطق واسعة على حساب التنظيم.

 

شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الرقة حسام العمر.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا