قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن موسكو تدعم فكرة تنظيم اجتماع بين وزيري خارجية تركيا وسوريا، ومستعدة لتقديم الدعم إذا لزم الأمر.
وصرح بوغدانوف اليوم، الاثنين 19 من أيلول، لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية قائلًا، “نعتقد أن اللقاء سيكون مفيدًا، نحن نتحدث عن إقامة اتصالات، حتى الآن توجد اتصالات عسكرية وأمنية، نحن ندعمهم ونشجعهم على الالتقاء وإيجاد قواسم مشتركة في مواقفهم”.
وأكد بوغدانوف أن موسكو تؤيد تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق كما يحدث مع دول أخرى في المنطقة، وأضاف أنها مستعدة للمساعدة في عقد لقاء على جميع المستويات بناء على تجاربهم السابقة في عقد لقاءات كهذه.
وأبدى نائب وزير الخارجية الروسي ترحيبه باستعداد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للاجتماع مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وتأتي التصريحات الروسية على خلفية انتشار تصريحات لأردوغان حول قبوله لقاء الأسد لو اجتمع به في قمة “منظمة شنغهاي للتعاون” بسمرقند.
وفي 16 من أيلول الحالي، نقلت صحيفة “حرييت” التركية تصريحات للرئيس أردوغان، قبل انعقاد قمة “شنغهاي” بأيام في 12 من الشهر نفسه، حين أبدى أردوغان رغبته بلقاء الأسد، في حال قدومه إلى القمة التي انعقدت في مدينة سمرقند بأوزبكستان.
جاء ذلك خلال اجتماع مغلق لحزب “العدالة والتنمية” في مجلس الإدارة والقرار المركزي، وحمّل أردوغان الأسد مسؤولية ما آلت إليه الأمور في سوريا واحتمالية تقسيمها، وقال إنه كان يريد مقابلته في سمرقند ليخبره بذلك وجهًا لوجه.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، نفى حضور الأسد إلى قمة “شنغهاي”، وذلك بعد تسريبات في الصحافة الإيرانية عن دعوته.
وفي الوقت ذاته، اعتبر أنه لا شروط لدى حكومته لبدء الحوار مع حكومة النظام، موضحًا أن وحدة الأراضي السورية، وحماية الحدود التركية، والعودة الآمنة للاجئين السوريين، هي ما تسعى إليه بلاده.
لقاءات مخابراتية
وفي 15 من أيلول الحالي، ذكرت وكالة “رويترز” أن رئيس جهاز المخابرات التركي، هاكان فيدان، التقى مدير مكتب “الأمن الوطني” لدى النظام السوري، علي مملوك، مؤخرًا هذا الأسبوع في العاصمة السورية، دمشق، وفق “مصدر إقليمي موالٍ لدمشق”.
ووفق ما نقلته الوكالة، عن أربعة مصادر لم تسمِّها، فإن فيدان عقد عدة اجتماعات مع مملوك خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما اعتبرته مؤشرًا على جهود روسية لتشجيع “ذوبان الجليد” بين الدول التي تقف على طرفي نقيض في الملف السوري.
وجرى خلال اللقاء تقييم كيف يمكن أن يلتقي وزيرا خارجية البلدين في نهاية المطاف، وفقًا لمن قالت “رويترز” إنه مسؤول تركي كبير، إلى جانب مصدر أمني تركي أيضًا.
وأضاف المسؤول التركي أن أحد التحديات الكبيرة، هو رغبة تركيا بإشراك المعارضة في أي محادثات مع دمشق.
وفي 17 من أيلول الحالي، نقلت صحيفة “صباح” التركية تفاصيل ومطالب كل من تركيا والنظام السوري فيما يتعلق باللقاء الاستخباراتي الذي جمع فيدان بمملوك، في دمشق.
ووفق تقرير الصحيفة، من المستبعد حصول لقاء دبلوماسي رفيع المستوى بين تركيا والنظام، على المستوى الرئاسي أو الوزاري، وستتواصل اللقاءات الاستخباراتية من أجل تشكيل أرضية مشتركة بين الجانبين.
وبحسب التقرير، تمثّلت مطالب تركيا بضمان العودة الآمنة للاجئين، وإعادة الممتلكات، وضمانات عدم الملاحقة القانونية.
بينما كانت بالمقابل مطالب النظام تتمحور حول انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وجاء الرد التركي عليها بأنه “يمكن تقييم هذا الموضوع لاحقًا، بشرط استكمال العملية الدستورية، وإجراء انتخابات حرة، وتجديد اتفاقية (أضنة) حول مكافحة الإرهاب”.
–