صلاح رمضان يعود بـ”اتفاقية قطر”.. ممنوع 2018 صار مسموحًا

  • 2022/09/20
  • 12:53 م
نائب رئيس اتحاد كرة القدم في سوريا عبد الرحمن الخطيب، ورئيس اتحاد كرة القدم في سوريا صلاح رمضان، ورئيس اتحاد الكرة القطري خليفة بن حمد آل ثاني – 11 من أيلول 2022 (SFA/ فيس بوك)

نائب رئيس اتحاد كرة القدم في سوريا عبد الرحمن الخطيب، ورئيس اتحاد كرة القدم في سوريا صلاح رمضان، ورئيس اتحاد الكرة القطري خليفة بن حمد آل ثاني – 11 من أيلول 2022 (SFA/ فيس بوك)

أعاد لقاء رئيس اتحاد كرة القدم في سوريا، صلاح رمضان، ونظيره القطري حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني مؤخرًا، الحديث عن مذكرة التفاهم التي أبرمها الطرفان عام 2018، والتي كانت كفيلة بإقصاء صلاح رمضان من رئاسة الاتحاد في سوريا حينها.

قطر ومذكرة التفاهم معها، دفعت رمضان للاستقالة عام 2018 بذريعة أن “القيادة” الرياضية في سوريا لم يكن لديها علم بها مسبقًا، لكنها عادت بعد أربع سنوات إلى الواجهة لتفتح باب التساؤلات عن إعادة تفعيلها رغم أن القضية اعتُبرت في سوريا “سياسية ووطنية”.

ولم تحظَ الاتفاقية بأي تعليق سواء من الاتحاد الرياضي العام أو من قبل مؤسسات أخرى لدى النظام السوري، لا سيما أنها “قضية وطنية”، فالأمر متعلق بدولة قطر التي تقف مع النظام على طرفي نقيض.

الاتفاقية تعود ببنود “سرية”

في 11 من أيلول الحالي، اجتمع صلاح رمضان مع آل ثاني إلى جانب نائب كل منهما السوري عبد الرحمن الخطيب، والقطري سعود عبد العزيز المهندي، في مبنى برج “البدع” بالعاصمة القطرية الدوحة.

وجرى الاتفاق بين الجانبين على تعزيز علاقات التعاون بين الاتحادين وتفعيل الاتفاقيات السابقة ودعم جميع المنتخبات الوطنية والفرق في سوريا فيما يتعلق بالمعسكرات التي ستقام داخل قطر مستقبلًا بعد انتهاء بطولة كأس العالم وتنفيذ البرامج التنموية والتطويرية.

بقيت بنود الاتفاقية حبيسة أروقة الاتحادين، ولم تخرج للعلن بشكل واضح، وسط بعض انتشار لبعض التسريبات التي تحدثت عن “رعاية قطرية للكرة السورية”، مفادها:

1.تعاون الاتحادين في تنظيم مباريات ودّية بين منتخباتهما الوطنية.

2.تصميم وتنفيذ قطر لبرامج تدريبية مخصصة للمنتخب والأندية السورية.

3.تنظيم قطر لدورات تدريبية وحكام والعلاج في الطب للرياضيين السوريين.

4.تنظيم قطر لمعسكرات تدريبية وورش عمل للرياضيين السوريين والأندية والمنتخبات.

5.تنظيم قطر مباريات ودية للمنتخبات والأندية السورية في مرافقها الرياضية.

6.فتح أبواب مستشفى “أسبيتار” (Aspetar) لعلاج المصابين من الرياضيين السوريين.

7.تبادل الخبرات في الشؤون الإدارية والدراسات والبحوث والتسويق والإعلام والتدريب الفني وتطوير الحكام.

8.مدة الاتفاقية خمس سنوات، ويتعهد الطرفان بالسرية التامة.

نائب رئيس اتحاد كرة القدم في سوريا عبد الرحمن الخطيب، ورئيس اتحاد كرة القدم في سوريا صلاح رمضان، ورئيس اتحاد الكرة القطري خليفة بن حمد آل ثاني – 11 من أيلول 2022 (SFA/ فيس بوك)

اتفاقية أقصت رمضان.. “القيادة الرياضية” لا تعلم بها

في آذار 2018، وقع صلاح رمضان رئيس اتحاد كرة القدم في سوريا حينها اتفاقية تعاون مع الاتحاد القطري، خلال وجوده في العاصمة الأردنية عمان على خلفية اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد غرب آسيا لكرة القدم، لتبادل الخبرات بما فيها الحكام، والخبراء بالطب الرياضي، وإقامة معسكرات في قطر مجانًا.

قوبلت الاتفاقية بنفي الاتحاد الرياضي العام علمه بتوقيع هذه الاتفاقية، مشيرًا إلى أن “مثل هذه الاتفاقيات يجب أخذ موافقة القيادة الرياضية عليها بشكل مسبق”.

وأصدر رئيس الاتحاد الرياضي العام، اللواء موفق جمعة، حينها بيانًا جاء فيه “هكذا اتفاقيات تحتم على اتحادات الألعاب الرياضية ومنها الاتحاد العربي السوري لكرة القدم إعلام القيادة الرياضية برغبتها بإجراء اتفاقية تعاون مع أي جهة وأخذ الموافقة المسبقة وفي حال القبول يتم عرض بنود الاتفاقية ومضمونها لتصديقها من القيادة الرياضية قبل العمل بها”.

وتابع جمعة في بيانه أن “القيادة” الرياضية تؤكد دائمًا على اتحادات الألعاب التواصل مع كل “التنظيمات الرياضية القارية والدولية الصديقة والتعاون معها بما يخدم مصلحة الرياضة السورية وتطويرها وفق القوانين والأنظمة النافذة”.

وفي آذار من العام نفسه، خرج رمضان من منظومة الرياضة في سوريا، من بوابة قطر بعد أن قدم أعضاء الاتحاد السوري لكرة القدم استقالاتهم بشكل جماعي، وعلى رأسهم رمضان، إثر الجدل والأزمة التي أثارتها قضية الاتفاق مع قطر.

بعد بداية الثورة السورية في آذار 2011 انقطعت علاقات قطر مع النظام السوري، نتيجة وقوف قطر عبر إعلامها وأموالها في صف المعارضة السورية.

نائب رئيس اتحاد كرة القدم في سوريا عبد الرحمن الخطيب، ورئيس اتحاد كرة القدم في سوريا صلاح رمضان، ورئيس اتحاد الكرة القطري خليفة بن حمد آل ثاني – 11 من أيلول 2022 (SFA/ فيس بوك)

فصل جديد بين السياسة والرياضة

ولم تخلُ عودة رمضان إلى رئاسة اتحاد الكرة مؤخرًا، من الحديث عن “اتفاقية قطر”، إذ قال رمضان إن السبب وراء استقالته في 2018 هي الاتفاقية مع الاتحاد القطري، وذلك عبر برنامج “المختار” على إذاعة “المدينة” المحلية، في 5 من حزيران الماضي.

وقال رمضان للمذيع إن “الدولة” أدخلت “السياسة في الرياضة”، وإنه  لم يرتكب خطأً بالاتفاقية مع قطر إنما “الدولة” اعتبرتها خطأً، ولفت رمضان إلى أن هدف الاتحاد حينها أن يضع “الرياضة في خدمة السياسة”.

صلاح رمضان الذي كان واحدًا من ضحايا عدم فصل السياسة عن الرياضة، عاد من بوابة “اتفاقية قطر” ليكتب سطرًا جديدًا في تخبطات المنظومة الرياضية في سوريا، وتأكيدًا على أنها أداة بيد النظام السوري.

ومنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، سعى النظام النظام السوري لاستخدام واستغلال نجاحات المنتخب واللاعبين لتنفيذ مآرب سياسية وإعلامية، كونه إنجازًا يضاف إلى ما تحققه قواته في “الحرب ضد الإرهاب”، بحسب الرواية الرسمية.

وطغى القرار السياسي على المنظومة الرياضية في سوريا ولا سيما كرة القدم، تجلّت بعديد القرارات غير المستندة على أنظمة داخلية في الاتحاد الرياضي، وإنما لـ”اعتبارات سياسية ووطنية”.

ولعل أبرز هذه التدخلات ما حدث في 20 من كانون الأول 2021، حين قررت اللجنة الأولمبية السورية والاتحاد الرياضي العام الذي يرأسه، فراس معلا، طرد اللاعب السابق فراس الخطيب من الاتحاد الرياضي، بعد مشاركته في مباراة ودية نظّمها الاتحاد الدولي على هامش بطولة “كأس العرب” في قطر.

اقرأ أيضًا: رجل في الأخبار.. عندما يخلط فراس معلا السياسة بالرياضة

وجمعت المباراة بين أساطير نجوم العرب ونجوم العالم، بوجود المدرب الإسرائيلي أفرام غرانت، مشرفًا على فريق نجوم العالم، ووصف اللاعب السوري قرار طرده بـ”الظالم والكيدي”، دون الاستناد إلى أي مستندات قانونية، ودون التواصل معه أو الاستماع إلى وجهة نظره، وقال إن معلا خاض في بطولات سابقة منافسات حضر فيها لاعبون إسرائيليون.

مقالات متعلقة

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية