كيف حال السيدة العجوز.. سيد أليغري
عروة قنواتي
خرج السيد ماسيميليانو أليغري، مدرب نادي يوفنتوس، متأخرًا من غرفة الملابس الخاصة بالسيدة العجوز، عقب الهزيمة أمام بنفيكا البرتغالي بهدفين لهدف في ثاني جولات دوري أبطال أوروبا، إذ فشل يوفنتوس بحصاد نقطة تعادل واحدة من جولتين، بعدما تعرض للهزيمة أيضًا في حديقة الأمراء أمام باريس سان جيرمان، كما أنه قبل وفي أثناء الجولتين في الشامبيونزليج تعادل في الدوري الإيطالي مرتين.
ومع خروجه من ملعب المباراة، انهالت المطالب بالرحيل والدعوات للإقالة من قبل عشاق السيدة العجوز عبر المنتديات الإلكترونية وفي المواقع والشبكات، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الناقدين الرياضيين في الصحف والمجلات، كانت عناوين مقالاتهم الرياضية تدور بين توقعات الرحيل وبين السؤال عن رأي الإدارة وصبرها المستمر أو حسمها السريع.
حصيلة اليوفي مع السيد أليغري منذ بداية الموسم: فوزان وأربعة تعادلات في الدوري وهزيمتان في دوري الأبطال، وهو يحتل المرتبة الثامنة على سلم ترتيب الدوري الإيطالي والمرتبة الثالثة في مجموعته الأوروبية، متقدمًا على ماكابي حيفا وخلف بنفيكا وسان جيرمان.
هل الوضع بالفعل لا يستدعي القلق يا سيد أليغري؟
تصريحات أليغري الأخيرة والتي جاءت بعد الهزيمة أمام الفريق البرتغالي كانت تطالب الجميع بعدم القلق على يوفنتوس، وأن هذه النتائج والأشياء تحدث في كرة القدم، وأن الفريق لم يخسر فرصته بعد.
وربما يفكر أليغري بالنجاة من بوابة لقاء ماكابي حيفا متذيل المجموعة، وذلك من خلال مواجهته مرتين في نهاية مرحلة الذهاب وبداية الإياب ليضمن ست نقاط، ثم ينقض على باريس أو بنفيكا، مع العلم أن اليوفي سيقابل بنفيكا في الأرض البرتغالية، وسيكون اللقاء صعبًا للغاية، كما أن مواجهة باريس سان جيرمان في أليانز ستاديوم لن تكسر من عزيمة الفريق الباريسي، خاصة بعدما خسر اليوفي من بنفيكا في ملعبه بهدفين لهدف، فلماذا لا نقلق يا أليغري؟
في الواقع، علينا أن نكون منصفين في الحديث عن كل ما تمر به كرة السيدة العجوز، وعلينا أيضًا أن نقول إن إصابات مستمرة وابتعاد لاعبين مهمين عن المباريات الحالية، بوزن دي ماريا وكييزا وبوغبا، يشكّل أزمة كبيرة في عمل السيد أليغري، ما يجعله ميالًا لحسم المباريات والتنافس فيها بأقل الأضرار إن استطاع، ولكن على ما يبدو فإن أليغري نفسه في طمأنينة من بوابة إدارة النادي لعدة أسباب.
من هذه الأسباب أن من غير الطبيعي والمعتاد أن تقيل إدارة النادي مدرب الفريق بعد ثماني مباريات في بداية الموسم، ومنها أيضًا أن الإدارة كررت في الفترة الأخيرة أن تقييم عمل الفريق والمدير الفني سيكون في منتصف تشرين الثاني المقبل، وعليه فإن الفريق يكون قد خاض 15 جولة في الدوري وستة لقاءات في دور المجموعات ضمن الشامبيونزليج، وتوقف من أجل المونديال ورحيل اللاعبين إلى منتخباتهم المشاركة في كأس العالم، ناهيك عن “بريستيج” النادي الذي لم يعد يحتمل التبديل المتكرر للمدربين في السنوات الأخيرة، إلى جانب الوضع الاقتصادي أيضًا، لأن أليغري مرتبط بعقد مع يوفنتوس حتى صيف 2025، كما يحصل المدرب على سبعة ملايين يورو كراتب سنوي صافٍ، تزيد عليه المكافآت.
الصحف والمجلات الإيطالية، كما جرت العادة، تدور بين الإشاعات والتسريبات، وما تخلقه افتراضيًا بأقلام وأصوات الإعلاميين هنا وهناك، الحديث الآن عن كسر قواعد الاحترام بين المدرب واللاعبين في غرفة الملابس، وعن نفاد صبر النجم الأسبق نيدفيد من المدرب أليغري، وأنه بدأ يستمع إلى بعض الأصوات في غرفة ملابس الفريق.
وللأمانة، فإن الحديث المتكرر في الساعات الأخيرة عن تخدير الجماهير من قبل إدارة النادي بنتائج المباريات المقبلة قد يخدم أليغري فعلًا، فخلال شهر واحد سيلعب الفريق مباراتين في دوري الأبطال مع مكابي حيفا وينتظر نتائج الصدام بين سان جيرمان وبنفيكا، وسيلعب في الدوري أمام مونزا وبولونيا وتورينو وميلان، وستكون الأصعب أمام ميلان بالفعل، لكن الفوز وتحقيق النقاط الثلاث في كل المباريات قد يجعل المدرب والفريق بوضع بعيد عن النقد الحالي والمستمر، ويعطي فرصة للإدارة كي تهرب من مقصلة الجماهير حتى فترة التقييم خلال تشرين الثاني المقبل.
الكرة في ملعب أليغري لينقذ نفسه والفريق والإدارة، ويضمن بقاءه حتى نهاية الموسم وظهور الحصاد بالكامل، شهر ساخن لعميد الكرة الإيطالية، للوصول إلى مركز متقدم في الدوري ومنافسة حقيقية تحجز بطاقة تأهل للدور الثاني في الشامبيونز، فكيف حالك وحال اليوفي سيد أليغري؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :