أغنام الحسكة تواجه “الجدري” دون لقاحات

  • 2022/09/18
  • 12:30 م

قطيع من الأغنام في القامشلي في آب 2022 (عنب بلدي/ مجد السالم)

الحسكة – مجد السالم

يعاني مربو المواشي في محافظة الحسكة غلاء الأدوية البيطرية وضعف الرقابة عليها، إذ تبدأ في شهر أيلول حملة التلقيح ضد الأمراض الوبائية التي تهدد الثروة الحيوانية، ومن أهمها مرض “جدري الأغنام” سريع الانتشار.

صبيح المصطفى (50 عامًا) من ريف ناحية جزعة التابعة لمنطقة اليعربية، ويربي 60 رأسًا من الأغنام، قال لعنب بلدي، إن العلاجات البيطرية “مكلفة جدًا”، موضحًا أنه مجبر على الالتزام بها، وتلقيح وتحصين الأغنام ضد الأمراض الخطرة والمعدية كـ”جدري الأغنام”.

بينما يمتنع المربي صبيح عن تلقيح الأغنام ضد الأمراض الأقل خطورة، كالجرب والقمل والقراد، لأن ذلك بحسب قوله، من الممكن أن يجعل تربية الأغنام خسارة اقتصادية بالنسبة إليه.

وبحسب المربي، لا يعني تلقيح الأغنام ضد “الجدري” تحصينها بنسبة 100%، لأن بعض الأدوية البيطرية فاقدة لفاعليتها ومنتهية الصلاحية، نتيجة غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة على نوعية وجودة اللقاحات المتوفرة في السوق.

التلقيح يقي من الخسارة

الطبيب البيطري مصطفى العلو (44 عامًا)، من ريف القامشلي الجنوبي، أكد لعنب بلدي وجود العديد من الصعوبات فيما يخص اللقاحات والأدوية البيطرية المتوفرة في المنطقة، خصوصًا لقاح “الجدري”.

وقال العلو، إن على مربي الأغنام عدم شراء أي لقاح إذا لم يكن متأكدًا من مصدره وبلد المنشأ، وإن الأفضل أخذ اللقاحات الضرورية من الجهات الرسمية كمديريات الإنتاج الحيواني.

واعتبر الطبيب البيطري أن تلقيح الأغنام ضد بعض الأمراض ضروري جدًا، أبرزها مرض “جدري الأغنام” و”الحمى” و”البستريلا”.

وبحسب الطبيب، فإن “جدري الأغنام” خطر جدًا، وهو مرض فيروسي معدٍ، ينتقل بالتماس المباشر أو غير المباشر بالرذاذ المتطاير من أنف الشاة المصابة، وعند إصابة الحملان الصغيرة به قد تصل نسبة النقوق إلى 100%، أما عند إصابة الأغنام الكبيرة فقد “يهلك” 50% من القطيع.

وعن أعراض المرض، قال الطبيب العلو، إنها تشمل عادة الخمول وارتفاع درجات الحرارة للأغنام المصابة حتى 42 درجة مئوية، مع ظهور عقد تحت الجلد، خاصة في المناطق الخالية من الصوف كالضرع وحول العينين، ومنطقة الفخذ الداخلية.

لقاحات غير كافية

في 7 من أيلول الحالي، أعلنت “الإدارة الذاتية” أن “مديرية الثروة الحيوانية” التابعة لها، بدأت بتوزيع لقاح “الجدري” على اللجان الزراعية التي ستقدمه بدورها إلى المربين بشكل مجاني.

لكن بحسب حديث عدة مربين قابلتهم عنب بلدي، سيتم توزيع اللقاحات فقط لأعداد القطعان المسجلة لدى “الإدارة الذاتية”، ولا يشمل القطعان التي يربيها المقيمون في مناطق من الحسكة واقعة تحت سيطرة النظام.

كما أن الكميات المتوفرة غير كافية ولا تتناسب مع العدد الموجود للقطعان، ما يجبر بعض المربين على شراء كميات إضافية من اللقاحات عن طريق الصيدليات البيطرية لتغطية وتحصين كامل قطعانهم.

الطبيب البيطري أكد أن عدد اللقاحات الموزعة حتى الآن لا تكفي لنحو 20% من القطعان الموجودة.

ويصل عدد رؤوس الأغنام في القامشلي وريفها إلى نحو مليون رأس، بحسب تصريح الرئيس المشترك لـ”مديرية الثروة الحيوانية في القامشلي” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، محمد كاظم، لموقع “بوير” مطلع العام الحالي.

وبحسب عدة مربين قابلتهم عنب بلدي في المنطقة، فإن الأدوية البيطرية الوطنية (السورية) غير متوفرة، كما تلعب المحسوبيات والرشى دورًا في توفيرها لمربين دونًا عن غيرهم، لذا يلجأ بعض المربين إلى شراء أدوية أجنبية صينية وتركية أو عربية كالأردنية، إذ يبلغ ثمن العلبة الواحدة من لقاح “جدري الأغنام” نحو عشرة دولارات.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع