"الإدارة الذاتية" تتذرع بالحرب في أوكرانيا
وسط انتشار “الكوليرا”.. لا أدوية في مستوصفات الرقة المجانية
أسعفت ريم الحمود (36 عامًا) من سكان قرية الصالحية في ريف الرقة الشمالي، طفلها ذا السبع سنوات، بعد أن ارتفعت حرارته بشكل كبير خلال ساعات الصباح الأولى.
وقالت ريم لعنب بلدي، إنها تفاجأت عند وصولها إلى المستوصف باستخدام الممرض كمّادات قماشية لتخفيض حرارة الطفل، مخبرًا إياها بأن المستوصف خالٍ من أدوية الإسعافات الأولية وخافضات الحرارة.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، شهدت مستوصفات الرقة ومراكزها الصحية التي تقدم خدماتها مجانيًا للمرضى الذين يراجعونها، منذ مطلع الأسبوع الحالي، نفادًا في الأدوية، وبدأت تعمل على إجراء المعاينات للمرضى وتوجيههم بشراء الدواء من خارج المستوصفات وعلى نفقة المرضى الخاصة.
يأتي نفاد الأدوية وسط انتشار مرض “الكوليرا” خاصة شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، إذ أعلنت، في 10 من أيلول الحالي، لأول مرة بشكل رسمي تسجيل ثلاث وفيات بالمرض، مؤكدة انتشار المرض في المناطق التي تسيطر عليها، خصوصًا في محافظتي الرقة ودير الزور.
معاينات بلا علاج
اضطر فاضل الياسين (42 عامًا) لرمي وصفة علاجية كان قد حصل عليها من مستوصف “الصالحية” شمال الرقة، بعد أن طلب منه الطبيب شراء الدواء من الصيدليات الخاصة بحكم أن صيدلية المستوصف خالية تقريبًا من الأدوية، بحسب ما قال له الطبيب.
وقال فاضل لعنب بلدي، إنه توجه للمستوصف ليس للحصول على المعاينة المجانية فقط وإنما كان هدفه الحصول على الدواء أيضًا، بسبب عدم قدرته المادية على شراء الأدوية من الصيدليات.
واعتبر فاضل أن تقديم العلاج أهم بالنسبة للمرضى من المعاينات المجانية، لأن معظم المرضى، ولا سيما أصحاب الأمراض المزمنة، يعلمون جيدًا ماهية حالتهم الصحية، وتوجههم للمراكز المجانية هو للحصول على الدواء مجانًا وليس للمعاينة.
ويوجد في مدينة الرقة 28 مركزًا صحيًا تقدم خدماتها مجانيًا للسكان، وتقسم إلى المستشفيات العامة والمستوصفات والنقاط الطبية، ولا سيما المستوصفات التي كانت تقدم الدواء مجانًا وتدعمها المنظمات الدولية، بحسب ما قالته شيرين الهادي، ممرضة في “لجنة الصحة” بـ”مجلس الرقة المدني”.
وأشارت الممرضة، لعنب بلدي، إلى أن نفاد الأدوية في المستوصفات بدأ يتعاظم منذ بدء “الغزو” الروسي لأوكرانيا، فمع التوجه الدولي لدعم الملف الإنساني للحكومة الأوكرانية، بدأت المنظمات الدولية بتخفيف دعمها للمنظمات المحلية في الرقة.
وذكرت أن استمرار تقلص الدعم سيجبر “لجنة الصحة” على تبني دعم المراكز الصحية المجانية، لكن ذلك لن يصب في مصلحة العاملين فيها، لأن المرتبات المالية الباهظة التي تدفعها المنظمات الدولية لن تستطيع “الإدارة الذاتية” دفعها.
وفي تصريح لوكالة “نورث برس” نهاية آب الماضي، قال العضو في مكتب الرعاية الصحية بـ”لجنة الصحة” عبود البديوي، إن سياسة عمل المراكز الصحية المجانية تقوم على تقديم الخدمات وبعض أنواع الأدوية في حال توفرها.
وأضاف أن لجنة الصحة لا تتدخل في عمل المراكز الصحية المدعومة من قبل المنظمات إلا في حال تقديم السكان شكاوى بحقها، وتعمل تلك المراكز وفق نظام عمل خاص بها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :