أزال سكان محليون برفقة وجهاء من بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، التعديات على خط الكهرباء المدعوم الذي يغذي عيون “الساخنة”، المصدر الرئيس لمياه الشرب في البلدة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن مياه عيون “الساخنة” عادت للجريان، في 13 من أيلول الحالي، بعد إزالة التعديات على خط كهرباء الضخ، وتوقيف بعض الآبار في محيط العين في منطقة الفوار غربي درعا.
أحد الوجهاء في البلدة (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب خاصة) قال لعنب بلدي، إن شبانًا من البلدة نفذوا خلال الأيام الماضية حملة لفصل الشبكات المخالفة على خط الكهرباء، وإغلاق الآبار في محيط الحرم المائي للعين، موضحًا أنه نتج عن هذه الحملة المستمرة عودة نحو 70 إلى 80% من المياه للنبع.
عيون “الساخنة” ينابيع عذبة تشغلها أربع مضخات ضخمة تغذي ما يقارب 15 ألف نسمة من سكان تل شهاب، إلا أنها جفت بشكل كامل مطلع أيلول الحالي، ما دفع السكان للتحرك لعودة تأمين مياه الشرب للبلدة.
وليد (35 عامًا) أحد سكان البلدة، قال لعنب بلدي، إنه في ظل غياب أي رادع أخلاقي أو حكومي أو عشائري، توجد العديد من المخالفات التي أثرت على النبع حتى أدت إلى جفافه بشكل كامل، وسط ارتفاع أسعار مياه الشرب من الصهاريج.
وأوضح وليد أن وجهاء البلدة اتفقوا على إجبار أصحاب الآبار على تشغليها لساعات محددة فقط خلال النهار، وسط عدم الثقة بمدى التزام أصحاب الآبار بهذا الاتفاق.
ووصلت تكلفة شراء صهريج واحد (بسعة 30 برميلًا) من مياه الشرب في البلدة إلى نحو 100 ألف ليرة سورية، الرقم الذي يفوق قدرة معظم العائلات.
محوّلات مخالفة
تغذي محطات الكهرباء في ريف درعا الغربي مراكز الضخ بخطوط توتر تؤمّن كهرباء دائمة لتأمين تشغيل مستمر لمياه الشرب.
إلا أن مزارعين في ريف درعا ركّبوا محوّلات خاصة على هذا الخط، لتشغيل آبار زراعية بطاقة إنتاجية كاملة، والتي بدورها استنزفت مخزون مياه الشرب في محيط بحيرة المزيريب وزيزون وتل شهاب وعيون العبد.
أحد وجهاء بلدة تل شهاب (تحفظ على ذكر اسمه) قال لعنب بلدي، إن خطورة تشغيل هذه الآبار على خطوط التوتر “المدعوم” تكمن في استجرار كامل للمياه من جوف هذه الآبار، على خلاف تشغيلها على الطاقة الشمسية التي تؤمّن ساعات تشغيل محددة لا تتجاوز ثماني ساعات باليوم.
الاعتماد على مياه الصهاريج
إثر جفاف عيون “الساخنة”، أصبحت الصهاريج المصدر الرئيس لمياه الشرب في بلدة تل شهاب، بحسب ما قاله عمار (27 عامًا) من سكان البلدة، موضحًا أن عائلته تحتاج باليوم إلى ثلاثة براميل بالحد الأدنى، إذ يصل سعر البرميل الواحد لنحو 2500 ليرة سورية.
ويرى الشاب أن “من الظلم أن نشتري المياه وبلدنا غنية بالمياه العذبة والصحية”، معتبرًا أن الحلول تبدأ من إزالة كل التعديات على خط التوتر وإغلاق الآبار في حرم النبع، وكذلك صيانة وإزالة التعديات على خط الدفع المغذي للبلد.
كما يتخوف سكان البلدة من خطورة مياه الصهاريج على الصحة العامة، إذ لا يُعرف مصدر المياه ولا تخضع للتعقيم بمادة الكلور.
–