منذ بداية 2022، تعرضت المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري لكثافة في الغارات الإسرائيلية، وكانت المواقع الحيوية الأكثر استهدافًا، مع توقعات بأن ضربات العام الحالي ستزيد على ضربات أي من السنوات العشر السابقة.
وبلغ عدد المواقع التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية في سوريا حتى بداية أيلول الحالي 51 موقعًا، منها مطارا “حلب” و”دمشق”، ومواقع قريبة من ميناء “طرطوس”، وداخل أحياء على بعد حوالي عشرة كيلومترات جنوبي دمشق (السيدة زينب)، وعلى مركز البحوث العلمية في مصياف.
وشهدت الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022 ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الأهداف العسكرية التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية، بزيادة نسبتها 22.5% مقارنة بالمدة نفسها من عام 2021، بحسب دراسة لمركز “حرمون للدراسات المعاصرة”، صدرت في 7 من أيلول الحالي.
كما كانت خسائر النظام السوري وإيران، المادية والبشرية الناجمة عن هذه الغارات خلال ذات الفترة، “الأكثر” خلال عقد كامل من الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وفق الدراسة.
وقُتل 32 مجندًا، وضابط برتبة عميد، من صفوف قوات النظام في عام 2021، بينما شهدت الأشهر الثمانية الأولى فقط من عام 2022، سقوط 34 قتيلًا، منهم عشرة ضباط و22 مجندًا من قوات النظام، وضابطان من ميليشيات “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”.
تركيز على المنطقة الجنوبية
تركزت الضربات الإسرائيلية خلال العام الحالي على المناطق الجنوبية التي تشمل دمشق ومحيطها والجنوب السوري، بنسبة 78% من إجمالي المواقع التي تعرضت لغارات إسرائيلية.
وتركزت الاستهدافات الإسرائيلية لمواقع قريبة أو ضمن المطارات والمواني البحرية، ما يدل على أن عمليات تهريب الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الإيرانية إلى سوريا، تتبع المسار الجوي والبحري بالدرجة الأولى، ثم المسار البري بدرجة أقل، لأنه “أقل أمنًا وأكثر انكشافًا”، وفق “حرمون”.
واحتل مطار “دمشق” نحو ثلث الغارات الإسرائيلية خلال العام الحالي، ما يشير إلى أن المسار الجوي كان “مهمًا ومحوريًا” لنقل الأسلحة بالنسبة إلى إيران، بحسب ما قاله الكاتب والباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، صاحب الدراسة، لعنب بلدي.
ووفق الدراسة، يوجد تصاعد ملحوظ في عدد الرحلات الجوية بين طهران ودمشق منذ بدء العام الحالي، حيث ازدادت رحلات شركات الطيران التي تنقل الأسلحة والمعدات العسكرية والذخائر الى سوريا.
وبلغ المعدل الوسطي للرحلات الأسبوعية رحلتين أو ثلاث رحلات جوية، لشركات طائرات إيرانية مثل شركة “فارس قشم” التابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، وطائرات القوات الجوية الإيرانية، وشركة “بويا إير”، وذلك قبل الضربة الإسرائيلية التي عطلت مطار “دمشق”.
وأوضح قدور أن عدد الغارات الإسرائيلية التي تعرضت لها المناطق الجنوبية المحاذية لإسرائيل أيضًا “غير مسبوق”، وأن التوتر الذي تشهده المنطقة قد يدفع إسرائيل للتدخل البري لإبعاد الخطر الإيراني.
وتهدف ضربات إسرائيل، بحسب تصريحات مسؤوليها، إلى وقف توريد الأسلحة الإيرانية ومنظومات الدفاع الجوي إلى “حزب الله” اللبناني، وعدم السماح ببناء قواعد إيرانية أو ميليشيات تابعة لها جنوبي سوريا على مقربة من الحدود الإسرائيلية.
وبحسب دراسة صادرة عن مركز “جسور للدراسات”، في 24 من شباط الماضي، تستهدف الضربات الإسرائيلية مستودعات أسلحة ورؤوس صواريخ ومنظومات دفاع جوي تابعة لإيران، قبل نقلها إلى لبنان، إضافة إلى نقاط رصد متقدمة لـ”حزب الله”.
ووثّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر “تويتر”، حصيلة الضربات التي وجهتها إسرائيل إلى سوريا خلال عام 2021، وأوضح أنه جرى استهداف عشرات الأهداف في المعركة ما بين الحروب على الجبهة السورية، إلى جانب إحباط محاولة واحدة للتسلل من الأراضي السورية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
–