ترجمة: هل تغير “قنبلة السلطان أحمد” أوضاع السوريين في تركيا؟

camera iconوقفة تضامنية لسوريين في موقع التفجير في السلطان أحمد - 13 كانون الثاني (رويترز)

tag icon ع ع ع

بدأ الأسبوع مع وعود للاجئين السوريين في تركيا، ويبلغ عددهم 2.2 مليون لاجئ، وانتهى بتهديد لهم مع تفجير اسطنبول.

كتبت جوكهان شاهين في International Business Time

أعلن وزير العلاقات الأوروبية التركي، الاثنين الماضي، أن السوريين سيمنحون إذن عمل حالما يتم تأكيد حالات اللجوء التي تقدموا بها.

وبعد يوم على تصريحات منح إذن العمل، صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن منفذ هجمات اسطنبول الذي وقع في منطقة السلطان أحمد، مركز السياحة في اسطنبول، وأودى بحياة 10 أشخاص وأصاب 15 أخرين، هو من أصل سوري.

وقال أردوغان، خلال خطابه للسفراء الأتراك، “عليكم أن تقفوا بجانب الحكومة التركية أو المنظمات الإرهابية، لايوجد خيار أخر”.

واعتبر بعض السوريين اللهجة تحذيرًا لهم، فما تحدث به أردوغان كان واضحًا بأن كل من ينتفع من تركيا ويخونها سيعاقب.

انتقد فارس، لاجئ سوري يعيش في اسطنبول، خطاب الرئيس التركي قائلًا “ما حدث يوم الثلاثاء هو لعبة لإيقاف تدفق السوريين إلى تركيا”.

ويواجه السوريون اليوم مشاكل في الفيزا والمبيت والعمل، والآن أضيفت مشكلة أخرى، مشكلة القنبلة.

اسطنبول، المدينة التاريخية التي تمتد من الشرق إلى الغرب وتستضيف قرابة 366 ألف لاجئ سوري، أكثر مما تستضيفه أوروبا مجتمعةً، تتخوف من توتر بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك، وفق لجنة الإنقاذ الدولية.

السوريون وثقافة “كبش الفداء”

يقيم وائل الحربا، الذي جاء من إدلب، في تركيا منذ أربع سنوات، ويقول إن السوريين هم “كبش فداء” مناسب، فأردوغان ألقى اللوم على سوري حتى قبل التحقيق. ويضيف “عندما يحدث أي شيء سيئ، يعزى دائمًا إلى السوريين”.

يعترف الحربا بصعوبة اندماج أعداد كبيرة من الأجانب في أي مجتمع، ولم يكن الموضوع سهلًا بالنسبة للأتراك أيضًا.

الحربا يذكر الاشتباكات التي وقعت في غازي عنتاب، في آب 2014، وإثرها نقلت السلطات التركية مئات اللاجئين السوريين من المدينة إلى المخيمات، بسبب احتجاجات غاضبة من السكان المحليين.

ودخل مئا آلاف السوريين تركيا بسبب اليأس والبحث عن عمل وحياة أفضل، وارتفعت المنافسة مع الأتراك في البحث عن عمل، ومسكن وكل شيء.

عندما وصل الحربا إلى جنوب تركيا لمدينة هاتاي في آذار 2010، كانت أفضل الشقق تؤجر بـ 300 ليرة تركية في الشهر، أما الأن تؤجر نفس الشقق بأكثر من 1000 ليرة.

الأتراك ودّوا لو أن اللاجئين لم يصلوا تركيا

يقول صديق الحربا التركي “أود لو تعودون إلى سوريا، كانت الحياة أفضل قبل مجيئكم، قبل أن تأتوا كان لدينا عمل واحد وكنا ندير حياتنا، أما الآن فنحتاج ثلاثة وظائف لإدارة أمورنا”.

يذكر تقرير صادر عن معهد سياسات الهجرة، معلومات توافق ما قاله الحربا، ويقول التقرير إن الكثير من اللاجئين يكافحون ليصلوا إلى الخدمات والسكن، ويجبرون على العمل غير الشرعي بأجور زهيدة.

في نفس الوقت، يوجد إحساس متزايد لدى الأتراك أن القادمين ساهموا برفع الأسعار، وبالمنافسة في نطاق العمل والحصول على وظائف.

وستمكّن التغييرات المقترحة على القانون السوريين من العمل بشكل قانوني، وسيسمح القانون لأرباب العمل بشملهم بنسبة 10% من كوادر عملهم ،ويبشر التغيير بالخير بالنسبة لمستقبل اللاجئين في تركيا.

ووفق التنظيم الجديد فإن اللاجئين يمكنهم أن يصبحوا جزءًا من النظام، ويمكن أن يحصلوا على التأمين الصحي والطبابة والتعليم لأطفالهم.

قنبلة السلطان أحمد “لن تغير الخطة”

يبدو أن الاتحاد الأوروبي فكر بهذا المنطق عندما عقد اتفاق مع تركيا، في تشرين الثاني الماضي، ووعد بـ 3 مليارات يورو نقدًا مقابل عدم السماح للاجئين بالتدفق إلى أراضيه.

ولذلك، من غير المحتمل أن تغير قنبلة السلطان أحمد هذه الخطة.

على عكس الحربا، يتفائل اللاجئ السوري سلام رزق بأن “قنبلة السطان أحمد” لن تغير المواقف الموجودة تجاه السوريين، مردفًا “هم لا يستلطفوننا بكل الأحوال”.

وعبر سلام عن ثقته أن تصريحات العمل ستنفذ، مضيفًا “يوجد احتمال لتأجيلها ولكنها ستمنح لأن الحكومة صرحت بذلك”.

يقول سلام إن اسطنبول مدينة عالمية ومن شأنها أن تعود بسرعة، والسوريون المقيمين فيها ستعود حياتهم إلى شكلها الطبيعي.

الأقل حظًا هم السوريون العالقون في سوريا حيث بدأت تركيا بتطبيق نظام الفيزا عليهم، بينما يطبق الأردن ولبنان إجراءات شديدة لمنعهم من الدخول.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة