تتزايد حالات الإصابة والوفاة بمرض “الكوليرا” في سوريا، ليصل عدد الوفيات المعلنة إلى خمس.
وأعلنت الرئيسة المشتركة لـ”لجنة الصحة” في “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، مريم العوض، ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض “الكوليرا” في المنطقة إلى ثلاث وفيات اليوم، الثلاثاء 13 من أيلول.
كما ارتفعت أعداد الإصابات بمرض “الكوليرا” في شمال شرقي سوريا إلى 184 إصابة، بحسب حديث العوض لوكالة “نورث برس“، إذ أكدت انتشار المرض بشكل “كبير” في ريف دير الزور الغربي.
وبحسب رئيسة اللجنة، فإن زيادة الإصابات ناتجة عن “تلوث المياه”، مطالبة البرامج الدولية، والمنظمات الداعمة للقطاع الصحي، بمساندة “لجنة الصحة” بالأدوية اللازمة، خاصة الكلور للحد من انتشار “الكوليرا”.
وقال مدير مكتب المياه في “مجلس الرقة المدني”، حسين الجرجب، الاثنين، إن المكتب “كثّف” من عمله في مراقبة المياه وتعقيمها، وذلك على خلفية انتشار مرض “الكوليرا” في ريفي الرقة ودير الزور.
وفاة شخصين في حلب
بدورها، قالت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، مساء الاثنين 12 من أيلول، في بيان لها، إنها سجلت حالتي وفاة ناجمة عن الإصابة بـ”الكوليرا” في محافظة حلب، وذلك بسبب “تأخر طلب المشورة الطبية ووجود أمراض مزمنة مرافقة”.
كما وصل عدد الإصابات المثبتة بالمرض إلى 20 إصابة في محافظة حلب، وأربع إصابات في اللاذقية، وإصابتين في دمشق “لشخصين قادمين من حلب، أحدهما مرافق مريض دون أعراض”، بحسب البيان.
ونوه البيان إلى أن الوزارة بصدد إصدار ونشر تحديث عن الوضع الوبائي عبر منصاتها الرسمية حول مرض “الكوليرا” كل 48 ساعة، مشيرة إلى أنها زوّدت المستشفيات بـ”مخزون إضافي” من العلاج تحسبًا لأي زيادة في أعداد الإصابات.
“لا إصابات” رسميًا شمال غربي سوريا
وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، مرام الشيخ، قال اليوم، الثلاثاء 13 من أيلول، لعنب بلدي، إن الوزارة لم تسجل أي إصابات بالمرض في مناطق سيطرتها بريف محافظة حلب شمالي سوريا.
ومساء الاثنين، قال مدير دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة بحكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب، رياض المحمد، إنه إلى الآن لم تسجل مناطق شمال غربي سوريا أي إصابة بمرض “الكوليرا”.
اقرأ أيضًا: كيف تنتشر عدوى “الكوليرا”؟
“الأمم المتحدة”: مصدر المرض نهر “الفرات”
وفي 12 من أيلول الحالي، أعرب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا، عن “قلقه الشديد” جراء “تفشي الكوليرا المستمر” في سوريا.
وقال رضا في بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إنه بناء على تقييم “سريع” أجرته السلطات الصحية والشركاء في سوريا، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص مياهًا غير آمنة من نهر “الفرات”، واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، ما يؤدي إلى تلوث الغذاء، مؤكدًا أن “الكوليرا” لا تزال تشكّل تهديدًا عالميًا للصحة العامة، ومؤشرًا على عدم المساواة.
وتضمّن البيان دعوة الأمم المتحدة الدول المانحة إلى تمويل إضافي عاجل لاحتواء تفشي المرض ومنع انتشاره، ودعم البلدان المجاورة للإسراع بالموافقات اللازمة لضمان تسليم الأدوية والإمدادات الطبية المنقذة للحياة في الوقت المناسب.
“الكوليرا” مرض معدٍ، يصيب الصغار والكبار، تتسبب به جراثيم عصوية الشكل تسمى “ضمة الكوليرا”، تعيش في الظروف الطبيعية بالماء الآسن عند مصبات الأنهار، ومناطق التقائها بالبحار والمحيطات.
تنتقل بكتيريا “ضمة الكوليرا” إلى الشخص السليم عن طريق مياه الشرب أو الخضراوات أو الفواكه الملوثة ببقايا براز أشخاص مصابين.
ويموت المرضى المصابون بإصابات شديدة بـ”الكوليرا” في غضون ثلاث ساعات، إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي اللازم.
–