غضب بسبب اعتداء على إعلاميين في إدلب.. “تحرير الشام” تعلّق

  • 2022/09/13
  • 10:34 ص

عناصر من "جهاز الأمن العام" خلال حملة أمنية في مدينة إدلب _9 أيار 2022 (جهاز الأمن العام)

أثارت قضية اعتداء عناصر في “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، على ناشطين إعلاميين قرب معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، جدلًا واسعًا ومطالب بالمحاسبة.

الاعتداءات، التي حصلت الاثنين 12 من أيلول، أدانها إعلاميون وناشطون سوريون، وتبعها بيان من “الهيئة” نفت فيه أن تكون القضية متعلقة بالرأي العام، ووعدت بمحاسبة المخطئين الذي اعتدوا على الإعلاميين خلال تغطيتهم لـ”قافلة السلام” قرب معبر “باب الهوى”.

وتحوّلت القضية إلى حالة غضب من قبل السكان بعد أن تخلل الاعتداءات تسجيل مصور لاعتداء لفظي وشتيمة أحد العناصر للثورة السورية، خلال مصادرته كاميرا أحد الإعلاميين التي بقيت تسجّل ما حدث فترة من الزمن.

“تحرير الشام” تتعهد بالمحاسبة

نفت “تحرير الشام” أن تكون قضية اعتداء عناصر لديها على إعلاميين متعلقة بقضايا الرأي والتعبير، أو حقوق أو مطالب للناس، وفق تصريح حصلت عنب بلدي على نسخة منه عبر مراسلة إلكترونية مع المكتب الإعلامي لـ”تحرير الشام”.

وقالت “تحرير الشام”، إن احتكاكًا ومشاحنات حصلت من قبل بعض الأفراد “المسيئين”، حسب وصفها، تجاه قوى “الأمن والشرطة”، ما أدى إلى تفاقم المشهد، وبدرت تصرفات وسلوكيات غير مقبولة من بعض عناصر قوى الأمن.

وتجري “المؤسسات المعنية” تحقيقات بما يتعلق بسلوكيات خاطئة، لاتخاذ الإجراءات التنظيمية اللازمة. وأكدت “الهيئة” في بيانها أن العمل الإعلامي والصحفي مصون في المنطقة، وفق قانون العمل الصحفي، والإجراءات التي تحفظ الحقوق وتعبر عما وصفته بـ”الهوية الثورية الإسلامية”.

وطالبت “الهيئة” الإعلاميين بعدم استغلال الأخطاء والتجاوزات التي وقعت من البعض خلال نقل الحدث بغرض التهويل، وعدم تهميش جوانب من حقيقة الحدث ونقل صورة مغايرة لما حصل، دون تقليل من حجم الخطأ المرتكَب.

ونشرت وزارة الداخلية في حكومة “الإنقاذ” المظلة السياسية لـ”الهيئة”، أنها تابعت ما حصل في منطقة سرمدا شمالي إدلب من مشاحنات مع القوى الأمنية، وأنها فتحت تحقيقًا لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

تجمع عشرات الأشخاص قرب معبر “باب الهوى” شمالي سوريا لمحاولة الدخول إلى تركيا وإكمال الهجرة إلى أوروبا- 12 من أيلول 2022 (علي العيسى/ فيس بوك)

ماذا حدث؟

بيان “تحرير الشام” جاء بعد ساعات من اعتداء عناصر لديها بالضرب والشتيمة على ناشطين إعلاميين خلال تغطيتهم لـ”قافلة السلام” قرب معبر “باب الهوى”، منهم علي العيسى، وهادي العبد الله، وأحمد فلاحة، وملاذ عربو، ومحمد الفيصل، ومحمد الضاهر، الاثنين 12 من أيلول.

وبحسب ما نشره الإعلاميون عبر صفحاتهم في “فيس بوك”، فإن عناصر من “تحرير الشام” اعتدوا عليهم وعلى بعض المدنيين الموجودين قرب المعبر الحدودي بالضرب، ومنعوهم من التصوير، وحاولوا مصادرة معداتهم.

مراسل من بين الإعلاميين الذين تعرضوا للاعتداء، قال لعنب بلدي، إنه تعرّض لاعتداء لفظي ومُنع من التصوير، وحاول عناصر “المهام الخاصة” التابعة لـ”جهاز الأمن العام” في إدلب مصادرة هاتفه المحمول إلى جانب زميله.

ورغم وجود بطاقة صحفية وتصريح بالتصوير وإبرازهما، بدرت من العناصر اعتداءات لفظية، دون أن يتمكنوا من سحب الأجهزة الذكية (الهاتف المحمول) منهما.

بعد الاعتداء اجتمع بعض الإعلاميين مع مدير المنطقة في سرمدا وقائد الشرطة، ومدير الحواجز، وتلقوا اعتذارات ووعودًا بمحاسبة المخطئين.

مدير المركز الإعلامي العام (MMC) العامل في إدلب، محمد الضاهر، قال لعنب بلدي، إن عناصر “الهيئة” هاجموا الإعلاميين الذين توجّهوا إلى معبر”باب الهوى” لنقل رسالة المدنيين الذين يريدون التوجه إلى أوروبا ضمن “قافلة السلام”.

اقرأ أيضًا: “تحرير الشام” تعتدي على إعلاميين وتفرّق “قافلة السلام”

وأضاف أن العناصر حاولوا سلب معداتهم الصحفية في أثناء تغطية الحدث، مشيرًا إلى أن الناشط أحمد فلاحة تعرض للضرب المبرح من قبل عناصر “الأمن العام”، وسُلبت معداته بالقوة.

“قافلة السلام”

هي تجمع للعديد من الأشخاص في الشمال السوري لمحاولة دخول الأراضي التركية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي بشكل سلمي، ومنها إلى دول أوروبا لطلب اللجوء، وسط تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في الشمال السوري.

انطلقت الحملة من خلال عدد من الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون معرفة القائمين عليها، أو تقديم أي طلب للحصول على موافقة رسمية من السلطات الأمنية المسيطرة على المعبر، أو من الجهات المسؤولة والدول والمنظمات المعنية بشؤون اللاجئين، للعمل على تسهيل طريق “القافلة”، لتحقيق أهدافها والوصول إلى أوروبا.

متظاهرون وسط مدينة إدلب احتجاجًا على شتم الثورة السورية والاعتداء على إعلاميين قرب معبر “باب الهوى” من قبل عناصر في “هيئة تحرير الشام”- 12 من أيلول 2022 (عنب بلدي)

متظاهرون غاضبون

وشهدت مدينة إدلب مظاهرة مسائية، الاثنين، لعدد من الأشخاص، رافضين ما بدر من سلوكيات من قبل عناصر “تحرير الشام”، ومطالبين بمحاسبة من شتم الثورة.

ورفع المتظاهرون أعلام الثورة السورية، ورددوا شعارات وأغاني عديدة، معربين عن غضبهم بسبب الاعتداء اللفظي وشتم الثورة التي بدأت منذ 11 عامًا، مستنكرين الاعتداء على الناشطين.

ويتعرض العاملون في المجال الإعلامي للعديد من الانتهاكات بالمنطقة التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”، خصوصًا الانتهاكات المتعلقة بالتضييق على الحريات الإعلامية.

وفي 3 من أيار الماضي، وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 711 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ آذار 2011، على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.

وذكرت في تقريرها السنوي، أن “تحرير الشام” قتلت ثمانية أشخاص من أصل الحصيلة، بينهم اثنان بسبب التعذيب.

وفي آب الماضي، أعدّت عنب بلدي ملفًا ناقشت فيه مع صحفيين وناشطين، أسباب عدم وقف الانتهاكات الممارَسة بحق الإعلاميين في مناطق شمال غربي سوريا، حيث تسيطر الجهات المعارضة للنظام السوري، وذلك في ظل وجود عدد من الروابط الصحفية والاتحادات المهنية التي ينتسب إليها الإعلاميون.

ولا يقتصر الأمر على مناطق سيطرة “الهيئة”، إذ تعتبر سوريا من أبرز البلدان التي تشهد حالات التضييق على الحريات الإعلامية، وما يرافقها من تهديدات تمس أمن وسلامة الإعلاميين وحرية العمل الإعلامي.

بيان “هيئة تحرير الشام” حول اعتداء عناصر لديها على إعلاميين قرب معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا- 12 من أيلول 2022 (المكتب الإعلامي لـ”تحرير الشام”)

مقالات متعلقة

  1. مطالب بمحاسبة عناصر من تحرير الشام اعتدوا على إعلاميين في إدلب
  2. "تحرير الشام" تعتدي على إعلاميين وتفرّق "قافلة السلام"
  3. "أحرار الشام" تتهم "الهيئة" بالحشد تجاه مقراتها شمال سوريا
  4. "الأمن العام" يعتدي على صحفيَين صورا اعتصامًا في إدلب

سوريا

المزيد من سوريا