“تحرير الشام” تعتدي على إعلاميين وتفرّق “قافلة السلام”

  • 2022/09/12
  • 5:33 م
عناصر في "لواء عبد الرحمن بن عوف" التابع لـ"هيئة تحرير الشام" خلال استعراض عسكري في بلدة تل الكرامة شمالي إدلب في الذكرى الـ11 للثورة السورية - 19 من آذار 2022 (المراسل العسكري)

عناصر في "لواء عبد الرحمن بن عوف" التابع لـ"هيئة تحرير الشام" خلال استعراض عسكري في بلدة تل الكرامة شمالي إدلب في الذكرى 11 للثورة السورية _ 19 من آذار 2022 (المراسل العسكري)

اعتدى عناصر من “هيئة تحرير الشام”، صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، على ناشطين إعلاميين خلال تغطيتهم لـ”قافلة السلام” قرب معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.

وتعرّض كل من الإعلاميين هادي العبد الله، وأحمد فلاحة، وملاذ عربو، ومحمد الفيصل، ومحمد الضاهر، لاعتداءات بالضرب والشتيمة، خلال تغطية “قافلة السلام”، وهي تجمع لمئات الأشخاص قرب المعبر لمحاولة الدخول إلى تركيا وإكمال الهجرة إلى أوروبا.

وبحسب ما نشره الإعلاميون عبر صفحاتهم في “فيس بوك”، فإن عناصر من “تحرير الشام” اعتدوا عليهم وعلى بعض المدنيين الموجودين قرب المعبر الحدودي بالضرب، ومنعوهم من التصوير، وحاولوا مصادرة معداتهم.

ونشر الإعلاميون تسجيلات مصوّرة اليوم، الاثنين 12 من أيلول، للاعتداء الذي تعرضوا له، مستنكرين سياسة تعامل عناصر “الهيئة” معهم، موجهين تهمة لهم بـ”التشبيح”.

مدير المركز الإعلامي العام (MMC) العامل في إدلب، محمد الضاهر، قال لعنب بلدي، إن عناصر “الهيئة” هاجموا الإعلاميين الذين توجّهوا إلى معبر”باب الهوى” لنقل رسالة المدنيين الذين يريدون التوجه إلى أوروبا ضمن “قافلة السلام”.

وأضاف أن العناصر حاولوا سلب معداتهم الصحفية في أثناء تغطية الحدث، مشيرًا إلى أن الناشط أحمد فلاحة تعرض للضرب المبرح من قبل عناصر “الأمن العام”، وسُلبت معداته بالقوة.

ولفت الضاهر إلى أن التجمع تفرق نتيجة الممارسات “القمعية”، موضحًا أنه لا يزال هناك بعض الشبان والعائلات في ساحة مدينة سرمدا متجمعين تحت مسمى “قافلة السلام”.

إدانة ورفض.. الانتهاكات مستمرة

أصدرت “رابطة الإعلاميين السوريين” (العاملة في المنطقة) بيانًا أدانت فيه حادثة الاعتداء على الإعلاميين، واستنكرت التصرف بحقهم، رافضة كل أشكال التعدي ومنع التغطية الإعلامية، وأي نوع من مصادرة الحريات.

وقالت “الرابطة”، إن حرية التعبير عن الرأي حق أساسي تضمنه كل الشرائع الدولية، بما لا يتعارض مع أخلاقيات المجتمعات والعمل الإعلامي، وأي تقييد لهذه الحرية يعتبر انتهاكًا صارخًا يدين الأطراف التي ترتكب الانتهاك.

وأشارت إلى رفضها الدعوات “المشبوهة” لتنظيم قوافل هجرة “عشوائية” للشباب من المنطقة.

وفي 3 من أيار الماضي، وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 711 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ آذار 2011، على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.

وذكرت في تقريرها السنوي، أن “تحرير الشام” قتلت ثمانية أشخاص من أصل الحصيلة، بينهم اثنان بسبب التعذيب.

ويتعرض العاملون في المجال الإعلامي للعديد من الانتهاكات بالمنطقة التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”، خصوصًا الانتهاكات المتعلقة بالتضييق على الحريات الإعلامية.

وفي آب الماضي، أعدّت عنب بلدي ملفًا ناقشت فيه مع صحفيين وناشطين، أسباب عدم وقف الانتهاكات الممارَسة بحق الإعلاميين في مناطق شمال غربي سوريا، حيث تسيطر الجهات المعارضة للنظام السوري، وذلك في ظل وجود عدد من الروابط الصحفية والاتحادات المهنية التي ينتسب إليها الإعلاميون.

ولا يقتصر الأمر على مناطق سيطرة “الهيئة”، إذ تعتبر سوريا من أبرز البلدان التي تشهد حالات التضييق على الحريات الإعلامية، وما يرافقها من تهديدات تمس أمن وسلامة الإعلاميين وحرية العمل الإعلامي.

ما “قافلة السلام”؟

تجمع للعديد من الأشخاص في الشمال السوري لمحاولة دخول الأراضي التركية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي بشكل سلمي، ومنها إلى دول أوروبا لطلب اللجوء، وسط تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في الشمال السوري.

انطلقت الحملة من خلال عدد من الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون معرفة القائمين عليها، أو تقديم أي طلب للحصول على موافقة رسمية من السلطات الأمنية المسيطرة على المعبر، أو من الجهات المسؤولة والدول والمنظمات المعنية بشؤون اللاجئين، للعمل على تسهيل طريق القافلة، لتحقيق أهدافها والوصول إلى أوروبا.

منشور الناشط الإعلامي هادي العبدالله بعد تعرضه لاعتداء قرب معبر “باب الهوى”- 12 من أيلول 2022 (هادي العبدالله/ فيس بوك)

منشور الناشط الإعلامي محمد الضاهر بعد تعرضه لاعتداء قرب معبر “باب الهوى”- 12 من أيلول 2022 (محمد الضاهر/ فيس بوك)

مقالات متعلقة

حريات صحفية

المزيد من حريات صحفية