ذكر تقرير غربي أن أبناء من العشائر السورية يساعدون القوات الأمريكية في حربها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، رغبة منهم بالثأر من التنظيم لقتله العديد من أفرادها سابقًا عندما كان يسيطر على المنطقة.
ونشرت وكالة “رويترز” للأنباء تقريرًا، الثلاثاء 13 من أيلول، قالت فيه، “تلجأ الولايات المتحدة إلى مساعدة رجال العشائر التواقين للثأر من الفظائع التي ارتكبها التنظيم المتشدد عندما سيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق”.
وأوضح التقرير، الذي ترجمته عنب بلدي، أن الغارة الأمريكية التي قتلت زعيم تنظيم “الدولة” السابق، ماهر العقال، في تموز الماضي، لم تكن دون مساعدة أحد الأشخاص من عشيرة “الشعيطات” الذين تعقبوا العقال، وزرع أشخاص من ذات العشيرة جهاز تتبع على الدراجة النارية التي كان يركبها عندما قُتل.
وقال رجل العشيرة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، للوكالة، إن أقارب من العشيرة كانوا على اتصال بأسرة زعيم “التنظيم”، ويراقبونه سرًا منذ أشهر في شمالي سوريا، وأكد روايته ضابط مخابرات غربي بالمنطقة، حسب الوكالة.
وأضاف، “انتقمت بالدم لأبناء عشيرتي الذين صلبهم (تنظيم) داعش وأعدمهم وقطع رؤوسهم بلا رحمة. هدأت النار في قلوبنا”.
وقتل تنظيم “الدولة الإسلامية” أكثر من 900 شخص من أفراد قبيلة “الشعيطات” في ثلاث بلدات بمحافظة دير الزور شرقي سوريا عام 2014، عندما تمردوا على حكم التنظيم.
وأفادت ثلاثة مصادر استخباراتية غربية، وستة مصادر عشائرية للوكالة، بأن رجال العشائر العربية في سوريا الذين يسعون للثأر أصبحوا الآن جزءًا من شبكة متنامية من “الجواسيس العشائرية”، تقوم بدور مهم في حملة القوات الأمريكية ضد التنظيم.
أحد زعماء العشائر من بلدة غرانيج في ريف دير الزور الجنوبي، ياسر الكسّاب، قال للوكالة، إن “شبكات المخبرين هذه تعمل مع الأمريكيين الذين يزرعونها في كل مكان”، مضيفًا، “مخبرون من نفس العشيرة يرشدون عن أبناء عمومتهم في (الدولة الإسلامية)”، ويسهم بعضهم بشكل مباشر عبر خط هاتفي أنشأه التحالف لتلقي المعلومات، وفق الكسّاب.
وكان الخوف من عودة ظهور تنظيم “الدولة”، هو ما دفع عبد الله عمر (32 عامًا) إلى الإبلاغ عن أقاربه، حيث ينحدر من بلدة أبو حمام على ضفاف نهر “الفرات” جنوبي البصيرة.
وقال عبد الله، “أبلغت التحالف عن حوالي خمسة أشخاص، بينهم اثنان من أبناء عشيرتي اكتشفنا أنهما كانا مع (داعش)، يديران نقاط تفتيش ويحرقان المنازل”.
بينما أفادت مصادر أخرى مطلعة على عملية جمع المعلومات الاستخباراتية بحسب التقرير، بأن الأموال تُدفع في بعض الأحيان مقابل المعلومات، لكن العديد من المخبرين مدفوعون بالثأر من “الفظائع” التي ارتكبها التنظيم في ذروة قوته.
وأفاد الزعيم العشائري، الشيخ بشير دندال، بأن هجمات الكر والفر على نقاط التفتيش التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) زادت في الأشهر الأخيرة، كما تسبب المسلحون بخسائر فادحة في صفوف الجماعات المسلحة الموالية لإيران حول تدمر.
مخابرات بشرية
أصبحت معلومات المخابرات البشرية “حاسمة”، على عكس المعلومات التي تُجمع من أجهزة مثل الهواتف المحمولة والتي كانت وراء الضربات السابقة لـ”الجهاديين” الأجانب، لأن أعضاء التنظيم يتجنبون وسائل الاتصال المعرضة للمراقبة، بحسب التقرير.
وقال اثنان من أقارب العقال للوكالة، إنه كان يختبئ في مكان مكشوف بشمالي سوريا، ويقضي معظم وقته في الأراضي التي يسيطر عليها مسلحون من العرب المدعومين من تركيا، ويبتعد عن مناطق قريبة من مسقط رأسه حيث يمكن التعرف عليه.
وصرحت القيادة المركزية الأمريكية حينها، أن الضربة ضد العقال، الذي كان مسؤولًا عن تطوير شبكات “الدولة” خارج العراق وسوريا، جاءت بعد تخطيط مكثف.
وتعتبر عشيرة “الشعيطات” فرعًا من قبيلة “العكيدات” السورية، التي قاتلت مع القوات المدعومة من الولايات المتحدة لطرد التنظيم من أجزاء بشمال شرقي سوريا، وسيطرت معها على مدينة الرقة عام 2017.
وكانت القوات الأمريكية قتلت، قبل العقال، زعيمي التنظيم، عبد الله قرداش الملقب بـ”أبو إبراهيم الهاشمي القرشي”، في شباط 2022، و”أبو بكر البغدادي” عام 2019، في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
–