بعد ضربها مطار “حلب”.. إسرائيل: لن نوافق على استخدام سوريا كمحور لنقل الأسلحة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، إن بلاده لن توافق على استخدام سوريا كمحور لنقل الأسلحة إلى “المنظمات الإرهابية”.
وخلال جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم، الأحد 11 من أيلول، قال لابيد، إن إسرائيل تعمل على “منع إيران من إنشاء قواعد إرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا”، مضيفًا، “لن نقبل بإقامة قواعد إيرانية أو قواعد ميليشيات على حدودنا الشمالية”.
ويأتي كلام لابيد كأول تصريح رسمي من الحكومة الإسرائيلية بعد قصف مطار “حلب” في 6 من أيلول الحالي، إذ لا تعترف إسرائيل أو تعلّق عادة على ضرباتها ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، ولكنها تؤكد عزمها على إيقاف إرسال الأسلحة الإيرانية إلى سوريا.
وكان رئيس لجنة الخارجية والأمن في “الكنيست”، رام بن باراك، أشار، في 7 من أيلول الحالي، خلال مقابلة مع راديو “يديعوت أحرونوت“، إلى مسؤولية إسرائيل عن القصف الأخير لمطار “حلب”، إذ قال “إن سبب مثل هذه الهجمات إيصال رسالة إلى الأسد”.
وأضاف، “إذا هبطت طائرات هدفها بالكامل تشجيع الإرهاب، فمن المحتمل أن تتضرر قدرة الحركة الدولية لسوريا أيضًا”.
وتحدث رئيس شعبة المخابرات العسكرية السابق، عاموس يادلين، لذات الإذاعة، عن أسباب الضربات الإسرائيلية في سوريا، بأنها لمنع إيران من إرسال صواريخ ومكوّنات دفاع جوي لـ”حزب الله”.
وبحسب دراسة أجراها مركز “جسور للدراسات”، في 24 من شباط الماضي، فإن الضربات الإسرائيلية تستهدف مستودعات أسلحة ورؤوس صواريخ ومنظومات دفاع جوي تابعة لإيران، قبل نقلها إلى لبنان، إضافة إلى نقاط رصد متقدمة لـ”حزب الله”.
ويتزامن التصعيد الإسرائيلي مع اقتراب الولايات المتحدة وإيران من التوقيع على اتفاق نووي، ترفضه تل أبيب وتحاول ثني واشنطن والغرب عن إحيائه.
استهدافات متكررة
تكررت في مناطق مختلفة من سوريا عمليات القصف الإسرائيلي على مواقع تتخذها إيران مقار لقواتها أو لميليشيا تابعة لها، منها مواقع عسكرية تتبع لقوات النظام السوري، ومنشآت يُشتبه بتطويرها أسلحة أو احتوائها على مخازن للأسلحة، وصولًا إلى مهابط مطارات مدنية، كما حصل في مطاري “دمشق” و”حلب” الدوليين مؤخرًا.
وبينما يقول النظام إن القصف يستهدف منشآت مدنية أو حكومية، تنفي إيران وجود أي نشاط عسكري أو استخباراتي لها في المنطقة، وتقول إن وجودها يقتصر على الاستشارات العسكرية.
وفي 6 من أيلول الحالي، قصفت إسرائيل للمرة الثانية على التوالي خلال أسبوع مطار “حلب”، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة لثلاثة أيام، ولحقت أضرار مادية بمدرجه، وفق ما نشرته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
وفي 31 من آب الماضي، استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع في مطار “حلب الدولي” وفي محيط العاصمة السورية دمشق، وسط تضارب الأنباء حول الأهداف من الضربات.
وقالت مصادر ميدانية لوكالة “تسنيم“، إن طائرة هبطت في مطار “حلب”، وفي تصرف “انفعالي”، ردت إسرائيل “على هذا الأمر باستهداف مدرج هذا المطار، في حين أن هذه الطائرة كانت قد هبطت قبل عشر دقائق في المطار”.
ووفقًا لبيانات تتبع الرحلة، التي قالت وكالة “تسنيم” إنها كانت هدفًا للضربات، فإن طائرة إيرانية خاضعة لعقوبات أمريكية كانت تهبط في حلب قبل الضربة الإسرائيلية، وهي مرتبطة بشركة الشحن الجوي الإيرانية “بويا إير”، التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات بسبب صلاتها المزعومة بـ”الحرس الثوري الإيراني”.
وقف الاتفاق النووي
وعلّق لابيد خلال جلسة مجلس الوزراء على البيان الثلاثي المشترك الذي أصدرته كل من فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا بخصوص الاتفاق النووي الإيراني، إذ أعرب عن شكره لموقفهم الرافض للتوقيع على اتفاقية نووية مع إيران في المستقبل القريب.
وقال لابيد، “أجرينا حوارًا سريًا ومكثفًا معهم، وقدمنا لهم معلومات استخبارية حديثة حول النشاط الإيراني في المواقع النووية”، مشيرًا إلى أنه يجري التحضير لتوقيع وثيقة تعاون استراتيجي واقتصادي وأمني مع الدول الأوروبية الثلاث.
وأوضح أن إسرائيل تدير حملة سياسية لوقف الاتفاق النووي ومنع رفع العقوبات عن إيران.
وكان البيان الثلاثي الأوروبي اتهم إيران بتقويض المحادثات النووية من خلال تقديم مطالب منفصلة عن تعهداتها الدولية، من بينها إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ثلاثة مواقع غير معلنة، فيما حذرت طهران الأوروبيين من التأثر بطرف ثالث يسعى لإفشال المفاوضات.
وأوضحت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن المواقف الإيرانية الأخيرة تثير شكوكًا بشأن نيتها العودة للاتفاق.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :