وفيات وإصابات بـ”الكوليرا” في حلب ودير الزور والرقة

  • 2022/09/11
  • 11:16 ص

مستشفى حلب الجامعي - تشرين الأول 2020 (مستشفى حلب الجامعي / فيس بوك)

أعلنت “الإدارة الذاتية”، في شمال شرقي سوريا، عن تسجيل ثلاث وفيات بمرض “الكوليرا”، مؤكدة انتشار المرض في المناطق التي تسيطر عليها، وبالأخص في محافظتي الرقة ودير الزور، فيما أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري عن تسجيل 15 حالة إصابة بالمرض في حلب.

وأكد الرئيس المشترك لهيئة الصحة في “الإدارة”، جوان مصطفى، لوكالة “هاوار“، السبت 10 من أيلول، تسجيل عدة إصابة بمرض “الكوليرا” في الرقة والريف الغربي لدير الزور.

وأرجع مصطفى سبب انتشار مرض “الكوليرا” إلى الدراسات الأولية التي أجرتها الهيئة نتيجة شرب مياه غير صالحة للشرب، كما أوضح أن المصابين يتلقون العلاج في مستشفى “كسرة” بريف دير الزور، وأن بعض الحالات تماثلت للشفاء.

وذكر مصطفى أن هيئة الصحة دعت جميع المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لتقديم الدعم اللازم لمواجهة الانتشار.

وقال مصدر طبي من مستشفى “الكسرة”، السبت، لموقع “نورث برس” المحلي، إن المستشفى أجرى مسحًا لـ50 حالة مشتبهًا بإصابتها بمرض “الكوليرا”، تبين إصابة 24 منها بالمرض بسبب شرب المياه الملوثة.

وعن الأسباب “المفترضة” لتلوث المياه، أوضح المصدر للموقع، أن التلوث مصدره مياه نهر “الفرات”، بسبب انخفاض منسوب النهر، وعدم استعمال مواد التعقيم والتصفية في محطات ضخّ المياه.

وكإجراء وقائي، أعلنت مؤسسة المياه في “الإدارة” توزيع مادة الكلور السائل على وحدات المياه بريف دير الزور الغربي لتعقيم مياه الشرب.

15 حالة في حلب

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام عن تسجيل 15 حالة إصابة بـ”الكوليرا” في مدينة حلب، دون وقوع أي حالة وفاة، في حين يتلقون العلاج.

وبحسب ما نقلته الوكالة السورية للأنباء (سانا)، مساء السبت 10 من أيلول، عن الوزارة، رُصدت حالة اشتباه بالإصابة بـ”الكوليرا” في حلب لطفل عمره تسع سنوات يعاني أعراض إسهال حاد مترافق بإقياء متكرر، وبعد التحليل تبين إصابته بالمرض، وأُعطي العلاج اللازم، وخرج من المستشفى بعد أيام، دون تحديد الوزارة تاريخ اكتشاف الحالة.

وبينت الوزارة أنه في ذات الفترة سُجلت زيادة في أعداد المراجعين بشكوى “اضطرابات هضمية” في مستشفيات حلب، وبعد إجراء التحليل لعدد من الحالات المشتبهة، أثبتت 15 حالة إيجابيتها لمرض “الكوليرا”، مع تأكيد الوزارة توفر العلاج في المستشفيات.

وبحسب الرصد الوبائي للمرض، جرى إثبات عينة إيجابية واحدة من الصرف الصحي، وأخرى من معمل لصنع مكعبات الثلج، حيث أُغلق على الفور، وفق الوكالة.

لا حالات في دمشق وريف حلب الشمالي

من جهته، أكد مدير مستشفى “المواساة الجامعي”، عصام الأمين، عدم وجود أي حالات راجعت المستشفى، ولم تسجل أي إصابة بمرض “الكوليرا” أو وجود اشتباه بالإصابة، بحسب تصريحه لصحيفة “الوطن” المحلية اليوم، الأحد.

أما في مناطق شمال غربي سوريا، فأكد وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، الدكتور مرام الشيخ، لعنب بلدي في تصريح سابق، عدم تسجيل أي إصابة بمرض “الكوليرا” حتى يوم الجمعة 9 من أيلول، في مناطق سيطرة “المؤقتة” بريف حلب.

واعتبر الشيخ أن النظام الصحي في المنطقة “قادر على التعامل مع أي طارئ في حال حدوثه” بخصوص انتشار المرض، مستندًا بذلك إلى “تجارب القطاع السابقة، وقصة نجاحه السابقة بمواجهة فيروس (كورونا)”.

كيف تنتشر عدوى “الكوليرا”؟

الكوليرا مرض معدٍ، يصيب الصغار والكبار، تتسبب به جراثيم عصوية الشكل تسمى “ضمة الكوليرا”، تعيش في الظروف الطبيعية بالماء الآسن عند مصبات الأنهار، ومناطق التقائها بالبحار والمحيطات.

تنتقل بكتيريا “ضمة الكوليرا” إلى الشخص السليم عن طريق مياه الشرب أو الخضراوات أو الفواكه الملوثة ببقايا براز أشخاص مصابين.

ويموت المرضى المصابون بإصابات شديدة بـ”الكوليرا” في غضون ثلاث ساعات، إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي اللازم.

وعادة ما يتطور المرض من البراز السائل إلى التجفاف والصدمة (هبوط في الدورة الدموية) في غضون أربع إلى 12 ساعة، وتحدث الوفاة في غضون 18 ساعة إلى عدة أيام، ما لم يقدم العلاج بالسوائل عن طريق الفم أو الوريد حسب الحالة.

وتعتبر الجراثيم الموجودة في براز الشخص المصاب المصدر الرئيس للتلوث، فتحدث العدوى عن طريق تلوث مياه الشرب بالفضلات البشرية التي تحتوي على جرثوم “الكوليرا”، أو عن طريق دخول الجرثوم بطريقة مباشرة عبر الفم باستعمال أدوات ملوثة به أو تناول طعام ملوث نيء أو سيئ الطبخ (خاصة الأسماك والخضراوات والفواكه).

كما يكون للذباب في بعض الأحيان دور بسيط في نقل العدوى خصوصًا في أثناء الأوبئة.

وتبقى الجراثيم موجودة في براز المصاب لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين من العدوى، ولأن ثلاثة أرباع المصابين بـ”الكوليرا” لا تظهر لديهم الأعراض، فإنهم ينقلون العدوى دون أن يعلموا أنهم مصابون، وهذا يزيد من انتشارها.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية