جولة الشامبيونزليغ الكاشفة
عروة قنواتي
من حق كل متابعي كرة القدم ألا يقبلوا بحكم سريع على جدوى منافسة أنديتهم أو أي نادٍ كبير ومشهور من الجولة الأولى في دور المجموعات أو خلال مرحلة الذهاب في الدور الأول.
قلب الطاولات في المشهد الأخير لم يكن يأتي بمحض المصادفة أو بالتفاصيل البسيطة التي تُعرف بها بطولة دوري أبطال أوروبا، ولكن تستطيع أن ترسم ملامح المنافسة بشكل أولي، وتستطيع أيضًا أن تفهم نوع الاستعداد لأي فريق مشارك في البطولة من المباراة الأولى.
أحيانًا تكون الصافرة الأولى هي الاختبار الأخير لبعض اللاعبين والمدربين في أنديتهم، وهذا ما حدث تمامًا مع المدرب الألماني السيد توماس توخيل، الذي أقيل بعد هزيمة البلوز تشيلسي أمام دينامو زغرب الكرواتي بهدف دون رد.
ناهيك عن أن الألماني الثاني يورغن كلوب قد دخل “فاصل الخطر” بعد الهزيمة الثقيلة أمام نابولي الإيطالي برباعية مقابل هدف، ومن هنا يأتي أول التوقعات بأن تشيلسي وليفربول لن يكونا ضمن المنافسين على النهائي في هذه النسخة، ولربما لن يصل أي منهما لمربع الكبار.
أحكام أولية أيضًا تطال مستوى التنافس بين النجوم والهدافين في البطولة بشكل خاص وبتحطيم الأرقام بشكل عام، والواضح إلى الآن أن التنافس بين ليفاندوفسكي من برشلونة وإيرلينغ هالاند من مانشستر سيتي سيكون بطعم آخر، والأقرب للواقع أيضًا أن استمرار هالاند بالتسجيل والإبداع في الغزارة التهديفية سيهدد عرش ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو قريبًا.
نظرًا إلى المواسم الأربعة الماضية، نجد أن فرصة دخول فائز جديد إلى منصة دوري الأبطال ولائحة شرف البطولة ما زالت قائمة، على الرغم من الأداء غير المقنع للفريق الفرنسي باريس سان جيرمان أمام اليوفي الإيطالي.
إلا أن قائمة الأسماء والنجوم في الفريق الباريسي تطرح إمكانية وصوله للنهائي وفق المنطق، بالإضافة إلى نادي مانشستر سيتي الذي استعرض في جولته الأولى أمام إشبيلية الإسباني برباعية نظيفة، ولا أعتقد أن غيرهما يستطيع الدخول إلى قائمة التكهنات والتوقعات بالصعود إلى المنصة الذهبية.
المنافسة الكلاسيكية وقدرة الأندية الغائبة عن المنافسة وحمل اللقب في السنوات الأخيرة ما زالت أيضًا واردة بعودة برشلونة الإسباني، بعد أن هندس صفوفه مع السيد تشافي بعديد اللاعبين والنجوم في كل الخطوط، ومن الوارد أيضًا أن يكون رقمًا صعبًا في البطولة وإقصائياتها إلى جانب خصمه ريال مدريد بطل المسابقة وسيدها بـ14 لقبًا.
كل المؤشرات البعيدة عن مقولة “لا مستحيل في كرة القدم ” تؤكد أن السيتي والبايرن وباريس وبرشلونة وريال مدريد، ولربما ليفربول إذا استطاع أن يصحو مبكرًا، سيدخلون إلى قائمة المنافسين.
وأكاد أجزم أن الأندية الإيطالية لن يكون لها نصيب في لقب هذا الموسم ولا الأندية البرتغالية، ولن يكون هناك أي مفاجآت من أندية مغمورة ولا متوسطة القوة منها، ولن تسمح الأندية الكبرى بهذه المغامرة في موسم أوروبي تاريخي سيكون بعد المونديال بطابع آخر مختلف عما قبله.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :