أعطال فنية وانتهاء صلاحية.. طائرات النظام السوري تتساقط
عنب بلدي – حسام المحمود
منذ مطلع أيلول الحالي، تكررت حادثة سقوط طائرات عسكرية تابعة للنظام السوري، جراء أعطال فنية في أكثر من منطقة، ما يفتح الباب أمام تساؤلات تتعلق بجودة وعمر المركبات الجوية العسكرية التي تستخدمها قوات النظام، والتي ظلّت حبيسة قواعدها لعقود من الزمن، قبل استعراض قوتها فوق منازل المدنيين والبنى التحتية خلال الثورة السورية.
في 4 من أيلول الحالي، سقطت طائرة مروحية عسكرية في مدينة حماة، وسط سوريا، إثر “عطل فني”، وفق ما ذكرته الوكالة السورية للأنباء (سانا) حينها، بينما ذكرت إذاعة “شام إف إم” المحلية، أن مروحية سقطت شمال شرقي حماة خلال “مهمة تدريبية”، ما أدى إلى مقتل طاقمها المكوّن من ثلاثة عسكريين.
وسبق هذه الحادثة بيومين سقوط طائرة حربية لقوات النظام في ريف السويداء الشمالي الشرقي، وفق صفحات إخبارية محلية، منها صفحة “السويداء 24″، التي نشرت، في 2 من أيلول الحالي، صورًا قالت إنها من موقع سقوط الطائرة في محيط بلدة الخالدية، شمال شرقي المحافظة، مع ترجيح أن يكون سبب السقوط خللًا فنيًا، باعتبار أن المنطقة التي سقطت بها الطائرة لم تشهد حينها أي عمليات عسكرية.
وكانت وكالة “سبوتنيك” الروسية، نقلت خبر سقوط الطائرة الحربية بريف السويداء، لكن وسائل إعلام النظام لم تتناول الحادثة.
العمليات العسكرية في سوريا، ومساعي النظام للسيطرة بالقوة، أخرجت إلى النور ملامح ضعف القوة الجوية لدى النظام، ما بدا بوضوح من خلال الاستعانة بروسيا، وجلب تدخلها العسكري المتواصل منذ سبع سنوات، والذي قدمت خلاله موسكو للنظام أكثر من 100 ألف طلعة جوية قتالية حتى 12 من آب 2021، وفق تصريحات نقلتها وكالة “سبوتنيك” عن قائد القوات الجوية الروسية الموفدة إلى سوريا، يفغيني نيكيفوروف، بمناسبة الذكرى الـ109 ليوم الطيران القتالي الروسي، وذلك على هامش احتفالية أُقيمت بهذه المناسبة في قاعدة “حميميم” الجوية بريف اللاذقية.
وفي 14 من كانون الثاني 2016، أجرت روسيا والنظام السوري عمليات جوية مشتركة، للمرة الأولى منذ بدء تدخلها في سوريا.
طائرات مستهلكة
تستخدم القوات الروسية في طلعاتها الجوية طيرانها المنفصل عن طيران النظام، متخذة من قاعدة “حميميم” باللاذقية مركزًا لطائراتها، كما أنها أنشأت، عام 2016، في القاعدة الجوية منحدرًا تبلغ مساحته 250 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى صف من ملاجئ الطائرات المحصنة في الزاوية الشمالية الغربية للمنشأة التي بُنيت بين عامي 2018 و2019، وذلك لحمايتها من هجمات الطائرات المسيّرة من مناطق المعارضة.
المحلل العسكري طارق حاج بكري، أوضح لعنب بلدي أن القوة الجوية لدى النظام السوري تقتصر على طائرات قديمة ومتهالكة، تتراوح أنواعها بين “ميغ 17” و”ميغ 29″، التي تعتبر أحدث ما يمتلكه النظام من الطيران الحربي، باستثناء بعض الطائرات الحديثة التي جيء بها إلى سوريا قبل اندلاع الثورة.
ولفت حاج بكري إلى أن معظم هذه الطائرات مستهلكة في روسيا، وتجري إعادة تعميرها ثم إرسالها إلى سوريا كطائرات جديدة بعد انتهاء عمرها هناك، وهي غير مواكبة للطيران الحديث على مستوى المتانة أو التكنولوجيا.
وحول عمر الطيران الذي يستخدمه النظام السوري ويضعه في الخدمة، رجّح المحلل العسكري وجود هذه الطائرات في سوريا قبل اندلاع حرب تشرين عام 1973، ولا سيما “ميغ 21” و”ميغ 17″، ثم دخلت “ميغ 29” إلى سوريا في ثمانينيات القرن الماضي، وهناك طائرات “ميغ 25″ و”سو 24″ و”سو 22”.
وشدد المحلل العسكري على أن موسكو لا تقدم للنظام عتادًا عسكريًا حديثًا، إذ قدّمت لسوريا منظومة الدفاع الجوي “إس 200” في ثمانينيات القرن الماضي، رغم أنه كان مستخدمًا في روسيا بالستينيات.
وفيما يتعلق بمنظومة “إس 300″، التي تحدثت شركة استخبارات فضائية إسرائيلية، في آب الماضي، عن سحبها من سوريا، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، منها “تايمز أوف إسرائيل”، أوضح حاج بكري أن المنظومة بطبيعة الحال قديمة وغير محسوبة على الأسلحة الحديثة بالنسبة إلى موسكو التي تستخدمها منذ عقود.
وبالحديث عن قدرات طائرات النظام، شكّك المحلل العسكري بوجود أي قوة أو قدرة لدى هذا الطائرات أمام أي دولة، موضحًا أن للطائرة عمرًا وساعات محددة من التشغيل اليومي يجب ألا تتجاوزها، لكن النظام استنزفها على مدار سنوات خلال العمليات العسكرية التي شنتها قواته ضد المدن والقرى والبلدات السورية، دون إغفال فكرة أن الطائرات قديمة بطبيعة الحال، ومحركاتها منهكة، ومن الصعب تأمين قطع غيار لصيانتها.
أرقام خادعة؟
لا يقدم النظام السوري معلومات أو أرقامًا حول العتاد العسكري الذي يمتلكه، بينما ذكر موقع “غلوبال فاير باور” العسكري، في حزيران 2020، أن النظام السوري يمتلك 456 طائرة عسكرية، ما يضعه في المرتبة الـ29 في القوة الجوية عالميًا، وفي المرتبة الـ15 عالميًا من حيث أعداد الطائرات المقاتلة بـ199 طائرة مقاتلة، 20 منها مخصصة للهجوم، وخمس طائرات للنقل، و67 طائرة للتدريب.
أما عدد الطائرات المروحية الكلي فهو 165، من بينها 27 طائرة مروحية هجومية.
ولا تعتبر الطائرتان اللتان سقطتا، في أيلول الحالي، خسارة النظام الجوية الوحيدة خلال العام الحالي، إذ ذكرت “سانا”، في 17 من شباط الماضي، أن اثنين من طاقم حوامة تابعة لقوات النظام قُتلا جراء ما وصفته الوكالة بـ”الهبوط الاضطراري” في المنطقة الساحلية، في حين أظهرت الصور المرفقة بخبر الوكالة تحطم الطائرة بالكامل.
الطيار المنشق يوسف حمود، شكّك بجدوى محاولة إصلاح أو إعادة تأهيل الطيران العسكري لدى النظام، باعتبار أن الطائرات قديمة للغاية.
وأشار حمود إلى أن الصيانة قد تسمح بإقلاع الطائرة لكنها لن تهبها عمرًا جديدًا، لافتًا إلى أن “سوخوي 24″ و”ميغ 29” هما أحدث النماذج في القوى الجوية التابعة للنظام، وهما طائرتان من الجيل الثالث قديمتا المنشأ.
وحول الأرقام التي تتحدث عن 456 طائرة عسكرية لدى النظام، شكّك يوسف حمود بدقة الرقم خلال سنوات الثورة، وسقوط بعض الطائرات، وخروج غيرها عن الخدمة بسبب الأعطال، لافتًا في الوقت نفسه إلى امتلاك النظام سربًا من أربع طائرات تقريبًا، طرازها “ميغ 29” في مطار “السين”، وسرب طائرات “سوخوي 24” في مطار الـ”تي فور”، يضم ربما ست طائرات.
ويمتلك النظام طائرات تدريبية من نوع “لام 36” في “الضمير” ومطار “الشعيرات” بحمص، وهناك أيضًا طائرات تدريبية، و”الحوامة 8″ وهي قديمة جدًا، مقارنة بـ”الحوامة 124″ التي تعتبر الأحدث لدى النظام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :