“ما استلمت بنزين حر منذ شهر، وأمامي 800 شخص ينتظرون دورهم”، بهذه الكلمات اشتكى إبراهيم (45 عامًا) أحد سكان ريف درعا، من عدم تسلّمه مخصصاته من “البنزين الحر” منذ شهر.
وقال الشاب لعنب بلدي، إن أمامه 800 مستفيد، وهذا ما قد يضطره للانتظار لمد شهر آخر أو أكثر لتسلّم مخصصاته.
والبنزين “الحر” هو كميات إضافية على البنزين المدعوم، تسلّم لحامل البطاقة الإلكترونية بسعر التكلفة.
وفي تموز الماضي، أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري، عن بدء العمل بآلية جديدة لتوزيع مادتي البنزين والمازوت بالسعر “الحر” وفق نظام الرسائل النصية القصيرة،
وحددت الوزارة سعر ليتر البنزين المدعوم بـ2500 ليرة سورية (65 سنتًا)، و4000 ليرة سورية (90 سنتًا) لسعر الليتر من البنزين “الحر”.
وتصل كميات البنزين “الحر” إلى 60 ليترًا تُسلّم على ثلاث دفعات شهريًا لفترة تمتد لعشرة أيام بين كل تسليم.
اقرأ أيضًا: أسعار المحروقات “تحلّق” في درعا.. التوريدات لم تصل حتى الآن
وعن طريق شرائه البنزين من “البسطات” بسعر 9000 ليرة سورية (ما يقارب دولارين)، يعوّض إبراهيم الذي يمتلك سيارة خاصة نقص الكميات بعد نفاد مخصصاته من البنزين المدعوم.
ورصدت عنب بلدي شكاوى لمواطنين على مجموعات محلية في مواقع التواصل الاجتماعي من تأخير تسليم البنزين “الحر”.
وسام (25 عامًا) صاحب “بسطة” محروقات في ريف درعا، قال لعنب بلدي، إن تأخير توريد المحروقات للمستفيدين، وخاصة البنزين، يقلل الكميات بالسوق السوداء ما يزيد من سعره.
وأضاف أنه بعد تحويل تسليم المخصصات عن طريق الرسائل النصية في تموز الماضي، وعدم الالتزام بالفترات الزمنية المخصصة، ارتفع سعر البنزين من 6000 إلى 9000 ليرة سورية.
وقال إن بعض مالكي السيارات يقتصدون في استعمالها للتوفير من مخصصاتها وبيعها لـ”البسطات”، في حين يشتري بعض مالكي السيارات الذين لا تكفيهم مخصصاتهم الوقود من السوق السوداء، وكذلك مالكو الدراجات النارية.
ارتفاع أجور النقل
وبحسب شهادات حصلت عليها عنب بلدي، سبّب ارتفاع سعر البنزين غلاء أجور النقل في درعا.
وتخضع تسعيرة أجور النقل (التاكسي) لتحديد كيفي من قبل السائق، وسط ضعف الرقابة من الجهات المسؤولة.
وقال الشاب حسين (21 عامًا)، إن سائق سيارة الأجرة تقاضى منه 9000 ليرة سورية لمسافة لا تتعدى ثلاثة كيلومترات.
وعند سؤال سائق “التاكسي” عن سبب رفع الأجرة، قال إن البنزين ارتفع ووصل إلى 9000 ليرة لليتر الواحد.
ووصلت أجرة السيارة من بلدة تل شهاب إلى مدينة طفس أو درعا (من 12 إلى 14 كيلومترًا) إلى 50 ألف ليرة سورية (11.2 دولار).
وترافق ارتفاع أسعار البنزين مع ارتفاع في سعر مادة المازوت، إذ ارتفع سعر ليتر المازوت على “البسطات” من 5200 ليرة إلى 6300 ليرة سورية (1.4 دولار)، ما شكّل أعباء مالية على المواطنين وخاصة المزارعين.
ويثير ارتفاع سعر المازوت مخاوف السكان من شتاء لا يتمكنون فيه من شراء محروقات التدفئة بعد غلاء أسعارها.
–