تحليل البروتين الارتكاسي “C”.. ما شدة الالتهابات التي تحملها أجسامنا

تحليل البروتين الارتكاسي "C" أو "CRP"

camera iconImage Source: Canva

tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

تحليل مستوى البروتين الارتكاسي “C” في الدم هو أحد التحاليل المخبرية التي تُطلب بكثرة من قبل الأطباء، ومن المعروف أنه يكشف عن وجود التهابات في الجسم وعن شدة هذه الالتهابات، ولذلك يسميه الناس “تحليل نسبة الالتهابات”.

ما البروتين الارتكاسي “C”

البروتين الارتكاسي “C” (C Reactive Protein واختصارًا CRP)، هو بروتين يتم تركيبه في الكبد ويوجد في الدم بمستويات ترتفع استجابة للحالة الالتهابية، لذلك يعد بروتين الطور الحاد، وتتطور استجابة الطور الحاد في مجال واسع من الحالات الالتهابية الحادة والمزمنة، مثل الإنتانات الفطرية أو الفيروسية أو الجرثومية، والروماتيزم والأمراض الالتهابية الأُخرى، والأذية أو التنخر النسيجي، والخباثات، والاضطرابات المناعية الذاتية، وفي أثناء استجابة الطور الحاد تزداد مستويات “CRP” بشكل سريع في أقل من ساعتين من طور الأذية، وتصل إلى الذروة بعد 48 ساعة، ومع زوال استجابة الطور الحاد ينخفض “CRP” بنصف عمر قصير نسبيًا يُقدّر بـ18 ساعة.

كذلك هناك رابط بين ارتفاع نسبة البروتين الارتكاسي “C” في الدم، وارتفاع خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي (تضيّق شرايين القلب)، وبالتالي حدوث النوبات القلبية، كما أن الأشخاص الذين يكون مستوى البروتين الارتكاسي “C” لديهم مرتفعًا وتعرضوا للإصابة بنوبة قلبية من قبل يكونون أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أخرى.

وبما أنه يوجد عدد كبير من الحالات المختلفة التي يزداد فيها إنتاج “CRP”، لذلك لا يشخص مستوى “CRP” المرتفع مرضًا معيّنًا، ولا يحدد موقع الالتهاب في الجسم، ما يستلزم القيام بالفحوصات التشخيصية الأخرى في حال ارتفاعه للحصول على تشخيص أدق.

ما الحالات التي تستدعي إجراء تحليل “CRP”؟

  • التحقق من وجود عدوى في حال معاناة المريض من بعض الأعراض والعلامات التي تشير إلى إصابته بالعدوى، مثل الحمى والقشعريرة.
  • المساعدة على تشخيص الأمراض الالتهابية المزمنة، مثل التهاب المفاصل الرثواني أو الذئبة الحمامية.
  • في حال تم تشخيص المصاب على أنه بالفعل يعاني عدوى ما أو مرضًا يؤدي إلى ارتفاع “CRP”، عندها تكمن أهمية القيام بهذا التحليل من أجل مراقبة تطور المرض ومتابعة العلاج.
  • تحديد مدى خطورة الإصابة بمرض الشريان التاجي.
  • تقييم خطورة التعرض لنوبة قلبية ثانية.

كيف يُجرى التحليل؟

بشكل عام، يمكن إجراء هذا الفحص دون أي شروط خاصة مثل الصيام لعدة ساعات أو ما شابه، ولكن يمكن أن تؤدي التمارين الشاقة للغاية، مثل تمارين رفع الأثقال المكثفة أو الجري لمسافات طويلة للغاية، إلى زيادة مفاجئة في مستوى “CRP”، لذا يجب تجنب ممارسة هذه الأنشطة قبل إجراء الاختبار.

ويُجرى التحليل بسحب عينة دم وريدية من أحد أوردة الذراع، وتوضع في أنبوب خاص، وتُرسل إلى المختبر لإجراء الفحص إما يدويًا وإما باستخدام الأجهزة الخاصة، ومن المحتمل أن يستغرق ظهور نتائج هذا التحليل بضعة أيام.

عادة ما يُجرى تحليل “CRP” القياسي، ولكن في حالة تقييم خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، يُجرى تحليل “CRP” عالي الحساسية (hs-CRP)، وهو اختبار أكثر حساسية من الاختبار القياسي، إذ يمكنه اكتشاف زيادات طفيفة ضمن النطاق الطبيعي لمستويات البروتين الارتكاسي “C”، ويُجرى بجهاز خاص، ويعطي الاختبار نتائجه خلال 25 دقيقة.

كيف تفسر النتائج؟

قد تختلف القيم الطبيعية والمرضية لتحليل “CRP” من مختبر لآخر، وذلك بالاعتماد على طريقة إجراء الفحص، والجهاز المستخدم، وتقاس النتائج بالمللي غرام/ليتر.

وبشكل عام تفسر نتائج تحليل “CRP” القياسي كما يلي:

  • النسبة الطبيعية: 10 ملغ/ل أو أقل.
  • النسبة المرتفعة: أكثر من 10 ملغ/ل.

مع ملاحظة أن نسبة “CRP” قد ترتفع قليلًا مع التقدم بالعمر.

أما نتائج اختبار “CRP” عالي الحساسية فتفسر كما يلي:

  • خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب: عندما يكون مستوى “hs-CRP” أقل من 2.0 ملغ/ل.
  • خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب: عندما يكون مستوى “hs-CRP” مساويًا أو أكبر من 2.0 ملغ/ل.

وتختلف مستويات “CRP” لدى الشخص بمرور الوقت، لذلك ينبغي أن يعتمد تقييم خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي على متوسط اختبارين من اختبارات “CRP” عالي الحساسية، ويفضّل إجراء الاختبارين بفارق أسبوعين على الأقل.

ما أسباب ارتفاع نسبة “CRP” في الدم؟

من أبرز أسباب ارتفاع “CRP” ما يلي:

  • العدوى الالتهابية (جرثومية أو فيروسية) في أي مكان بالجسم.
  • الأمراض الالتهابية المزمنة، مثل التهاب الأوعية الدموية، والتهاب المفاصل الرثواني.
  • أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمامية الجهازية (Lupus)، مع التنويه إلى أن مستويات “CRP” لا تميل إلى الارتفاع عند الإصابة بالذئبة ما لم يكن التهاب المصل أو التهاب الزليل موجودًا.
  • بعض أنواع السرطان والأورام الخبيثة بشكل خاص، مثل سرطان الرئة وسرطان الدم وسرطان القولون.
  • أمراض القلب المختلفة والنوبة القلبية.
  • أمراض الجهاز الهضمي والتهاب الأمعاء.
  • التهاب العظام.
  • الإصابة بالحروق.
  • الفشل الكلوي.
  • التدخين والبدانة.
  • انقطاع النفس الانسدادي الليلي (OSA).
نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة