شهدت خطوط التماس المشتركة بين مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وما يقابلها من مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، توترات أمنية وعسكرية ارتفعت وتيرتها مؤخرًا، ولا سيما على خطوط التماس في الحسكة.
وأسفرت التوترات عن مقتل عنصرين في صفوف “الجيش الوطني”، قوبلت بتصعيد حدة الاستهداف التركي لمناطق نفوذ “قسد” في ريف محافظة الحسكة الشمالي والغربي.
تسلل ومقتل عنصرين في “الوطني”
أعلنت “هيئة ثائرون للتحرير“، المكوّنة من عدة فصائل والمنضوية تحت راية “الجيش الوطني”، مساء الجمعة 9 من أيلول، مقتل عنصرين ضمن صفوفها في محور منطقة العالية جنوبي مدينة رأس العين شمالي الحسكة.
ونعت “ثائرون” كلًا من علي الكنج وصالح غازي بكور، المنحدرين من مدينة حمص، وقُتلا في أثناء صد هجوم لـ”المجموعات الإرهابية” (في إشارة إلى “قسد“) صاحبة النفوذ في المنطقة.
وجاء مقتلهما بعد إعلان “ثائرون” عن إفشال محاولة تسلل لـ”قسد” في محور منطقة العالية و”تحييد” عدد من المجموعة المهاجمة بين قتيل وجريح.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة، أن قصفًا مدفعيًا مصدره مناطق نفوذ “الجيش الوطني”، استهدف مواقع عديدة ضمن مناطق نفوذ “قسد” في ريف بلدة تل تمر، شمال غربي الحسكة، خلال يوم الجمعة.
“تحييد” واستهداف
مقتل العنصرين وصد محاولة التسلل وارتفاع حدة التوترات تأتي ضمن سلسلة من تصعيد عسكري تشهده المنطقة، إذ أصبح الإعلان عن مقتل عناصر أو استهداف مواقع بشكل شبه يومي من كلا طرفي خطوط التماس، التي تشمل ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي رأس العين وتل أبيض، شمالي سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية عبر حسابها في “تويتر”، الجمعة، “تحييد” أربعة “إرهابيين” من حزب “العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” (الكردية) شمالي سوريا، أطلقوا نيرانًا “تحرشية” في منطقتي عملية “نبع السلام” ( مدينتا رأس العين وتل أبيض)، وعملية “غصن الزيتون” (عفرين وريفها).
وكالة “هاوار” المقربة من “قسد” قالت، إن طائرة مسيّرة تركية استهدفت الطريق الدولي “M4” في محيط قرية الطويلة غربي بلدة تل تمر، بالتزامن مع استهداف المنطقة بالمدفعية وأسلحة رشاشات “الدوشكا”.
وأضافت الوكالة أن القوات التركية و”الجيش الوطني” استهدفا بقذائف المدفعية قرية الكوزلية غربي بلدة تل تمر بمحاذاة الطريق الدولي “M4”.
تصعيد منذ التلويح بعملية تركية
خضوع الشمال السوري (مناطق سيطرة المعارضة و”قسد”، ومناطق سيطرة المعارضة والنظام) لاتفاقين بين روسيا وتركيا بحضور رئيسي البلدين، أوقف العمليات العسكرية، إلا أن عمليات التسلل والقصف لم تتوقف بوتيرة متفاوتة.
وبدأت حدة الأعمال العسكرية التركية بالتصاعد منذ بدء الحديث الإعلامي التركي عن عملية عسكرية محتملة ضد “قسد” في سوريا، إذ تستمر الأخيرة بدفع تعزيزاتها العسكرية إلى ريف الحسكة الشمالي على خطوط التماس مع قوات “الجيش الوطني”.
وتلوّح تركيا، منذ أيار الماضي، بتنفيذ عمليات عسكرية جديدة في شمالي سوريا لـ”ضمان أمن” حدودها الجنوبية.
وتنشط حركة الطيران المسيّر التركي في أجواء محافظة الحسكة الخاضعة لنفوذ “قسد” شمال شرقي سوريا، إذ تستهدف تركيا المنطقة باستمرار منذ مطلع العام الحالي.
اقرأ أيضًا: على وقع اشتباكات “قسد” وتركيا.. شمال شرقي سوريا إلى الواجهة
وتتكرر الاشتباكات بين “قسد” و”الجيش الوطني” باستمرار على خطوط التماس بين مناطق سيطرتهما، سواء بالأسلحة المتوسطة دون عمليات تقدم ومحاولات تسلل، أو خلال تسلل أحد الطرفين إلى نقاط تماس الآخر.
وتصنّف تركيا “العمال الكردستاني” على قوائم “الإرهاب”، كما أن الحزب مصنّف على قوائم “الإرهاب” لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأوروبية.
وتعتبر تركيا “قسد” الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية” امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” (PKK)، وهو ما تنفيه “قسد” رغم إقرارها بوجود مقاتلين من الحزب تحت رايتها، وشغلهم مناصب قيادية.
–