مخابرات النظام لوجهاء داعل: شكّلوا مجموعات أمنية تحميكم
طالب رئيس فرع “الأمن العسكري” في محافظة درعا، لؤي العلي، وجهاء في مدينة داعل، شمالي درعا، بتشكيل مجموعات محلية تتبع إداريًا له، لحمايتهم من انتشار جديد لـ”المخابرات الجوية” في المدينة.
وقال قيادي سابق في فصائل المعارضة لعنب بلدي، إن خلافًا حصل بين “اللواء الثامن” و”المخابرات الجوية” شرقي درعا، خلال الأيام القليلة الماضية، ما أتاح خيار نقل نشاط “الجوية” إلى ريف درعا الأوسط، ممثلًا بمدن داعل وأبطع والشيخ مسكين.
وأضاف القيادي (تحفظ على اسمه لأسباب أمنية)، أن سكان المنطقة يتخوفون من انتشار جديد لـ”الجوية”، لما لها من “سمعة سيئة”، إذ سبق والتقى وجهاء من داعل، قبل أيام، مع لؤي العلي لتفادي تفويض “المخابرات الجوية” في المدينة.
وبات لؤي العلي يستغل تخوف الأهالي، عبر دفع عشائر داعل إلى تشكيل مجموعات أمنية تابعة له، قائلًا: “إن كنتم تابعين لي، لا أحد يستطيع الاقتراب منكم أمنيًا”.
وفي تشرين الثاني 2021، وبعد انتهاء “التسويات” الأخيرة بمحافظة درعا، حدثت تغييرات بدّلت خريطة السيطرة على صعيد أفرع النظام الأمنية، إذ انسحبت “المخابرات الجوية” من مدينة داعل وأبطع وتسيل، وحل محلها “الأمن العسكري”.
وانحسر وجود “المخابرات الجوية” في الريف الشرقي إلى جانب “اللواء الثامن”، بينما حافظت استخبارات “أمن الدولة” على سيطرتها في الريف الشمالي للمحافظة.
لؤي العلي.. وجود “غير ملموس”
يعتمد العميد لؤي العلي على استراتيجية تشكيل مجموعات محلية، كوادرها قياديون سابقون بفصائل المعارضة، وعناصر من حملة بطاقات “التسوية”، على عكس “المخابرات الجوية” و”أمن الدولة” اللذين يعتمدان على الجنود المتطوعين بمخابرات النظام.
واستطاع العلي، من خلال استراتيجيته، السيطرة على ريف درعا الغربي، عبر هذه المجموعات، دون وجود ملموس لقوات النظام، ومن أشهرها مجموعة مصطفى المسالمة، الملقب بـ”الكسم”، ومجموعة عماد أبو زريق في بلدة نصيب غربي درعا.
وخضعت مدينة داعل لـ”تسوية” منفردة، في حزيران 2018، بمعزل عن بقية مناطق الريف الغربي، ما سهّل أمام النظام إعادة القبضة الأمنية عليها عبر فرع “المخابرات الجوية”.
تعود جذور هذه التغييرات إلى سيطرة النظام السوري، بدعم جوي روسي وبري إيراني، على الجنوب السوري بالكامل في تموز 2018، ما تسبب ببدء مرحلة من الفلتان الأمني، لا تزال مستمرة حتى اليوم.
وكانت لمدينة داعل حصتها من هذا الفلتان الأمني، إذ شهدت المدينة، على مدار السنوات الماضية، عمليات استهداف طالت عناصر من “المخابرات الجوية” التابعة للنظام، إضافة إلى مقاتلين من فصائل المعارضة.
انسحاب “المخابرات الجوية” من مدينة داعل، خفف من حدة الفلتان الأمني فيها، لكنه لم يوقفه بشكل كامل، بحسب ما رصدته عنب بلدي منذ مطلع العام الحالي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :