أفرجت “هيئة تحرير الشام”، صاحبة النفوذ العسكري في عدة مناطق شمالي سوريا، عن الشاب ناصر شيخ عبد الحي، بعد أربعة أيام من اعتقاله على خلفية اعتراضه على كلام خطيب أحد الجوامع في مدينة الأتارب، بريف حلب الغربي.
وذكر ناصر عبر صفحته في “تويتر” اليوم، الثلاثاء 6 من أيلول، أنه خرج من السجن.
ويعمل الشاب عضوًا في المكتب الإعلامي لحزب “التحرير” (حزب إسلامي سياسي، لا يعترف بحدود الدول الوطنية، ويطالب بعودة الخلافة الإسلامية).
مصادر من مدينة الأتارب أوضحت لعنب بلدي، عبر مراسلة إلكترونية، أن “تحرير الشام” أفرجت عن الشاب منذ الاثنين 5 من أيلول، بعد مظاهرات شهدتها المدينة.
وفي 1 من أيلول الحالي، اعتقل عناصر يتبعون لـ”تحرير الشام” الشاب، وأشارت المعلومات الأولية إلى أن سبب الاعتقال انتقاد ناصر لكلام الخطيب بعد صلاة الجمعة بالمدينة، في 26 من آب الماضي.
وشهدت المدينة وقفات احتجاجية أمام مبنى “شرطة الأتارب”، ومظاهرات بعد صلاة الجمعة، طالبت بإطلاق سراح الشاب، ورفضت سياسة “تحرير الشام” وقائدها “أبو محمد الجولاني”.
ما قصة خطبة الجمعة في مدينة الأتارب؟
في 26 من آب الماضي، انتقد الخطيب في الجامع “الكبير” بمدينة الأتارب حال الناس، متسائلًا عن الخير بقوله، “من يقول إن في الأمة خيرًا، أين هو الخير”، وعزا مسؤولية ما حل من كوارث إلى بعض السلوكيات كـ”شرب النساء للأركيلة” وغيرها. وقف الشاب ناصر شيخ عبد الحي بعد الصلاة، وخاطب الناس وانتقد الخطيب، مشيرًا إلى أن هذه السلوكيات حالات استثنائية نادرة، وتعميمها على أنها صبغة ومعدن الأمة أمر غير صحيح، لافتًا إلى أن المشكلة ليست في الأمة التي لا تزال عازمة على إسقاط النظام، إنما في القادة. |
وتتكرر حالات الاعتقال التي تنفذها “تحرير الشام” في مناطق سيطرتها، أو الأجهزة الأمنية كـ”جهاز الأمن العام” الذي ينفي صلته بها.
وشهدت عدة مناطق واقعة تحت سيطرة “الهيئة” مظاهرات رافضة لسياسة الاعتقالات، ومطالبات بإطلاق سراح المعتقلين، وطالت “الهيئة” العديد من الاتهامات بممارسات “مجحفة” بحق المعتقلين، ومنع زيارتهم، وعدم توكيل محامين لهم.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وثّقت انتهاكات “تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقًا) منذ الإعلان عن تأسيسها في سوريا في كانون الثاني 2012 حتى نهاية عام 2021، وأحصت مقتل ما لا يقل عن 505 مدنيين على يد “الهيئة”، بينهم 71 طفلًا و77 سيدة، و28 قُتلوا تحت التعذيب، إضافة إلى ما لا يقل عن 2327 شخصًا لا يزالون قيد “الاحتجاز التعسفي” أو الاختفاء القسري في سجونها.
اقرأ أيضًا: اعتقالات الشمال السوري.. لا ضوابط ولا حلول
ووثقت “الشبكة“، خلال آب الماضي، اعتقال “تحرير الشام” تسعة أشخاص بينهم طفل واحد، أفرجت عن ثلاثة منهم، وتحوّل ستة أشخاص إلى مختفين قسرًا.
–