من يقود العمليات ضد مجموعات النظام في السويداء؟
تسارعت الأحداث في محافظة السويداء منذ نحو شهرين، حتى وصلت ذروتها في آب الماضي، عندما أعلن القائد العسكري في حركة “رجال الكرامة” (كبرى فصائل السويداء العسكرية) ليث البلعوس، عن توجه فصائل المحافظة المحلية لطرد القوات الأمنية التابعة للنظام المقربة من إيران.
وطالت الحملة الأمنية من قبل فصائل عديدة في السويداء، مجموعات عسكرية صغيرة تابعة لـ”الأمن العسكري”، كان أحدثها مجموعة “قوات الفهد” وقائدها سليم حميد.
“حركة رجال الكرامة” انقسمت إلى تيارين منذ نحو عدة أشهر إثر خلاف ضمني بين قيادييها، فأي تيار فيها يقود العمليات الأمنية ضد مجموعات مقربة من النظام في السويداء؟
من يقود العمليات
تستمر ملاحقة حركة “رجال الكرامة” مجموعة من المطلوبين التابعين لـ”الأمن العسكري”، بعد أن أفرج عنهم من قبل أحد الفصائل الحليفة بـ”الحركة”، حتى لحظة تحرير هذا الخبر، بحسب ما نشرته “الحركة” عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك“.
لكن اتهامات وُجهت للحركة من قبل جهات عديدة بانتهاكات نفذها مقاتلوها خلال الحملات الأخيرة، دفع بالحركة لنشر تسجيل مصور من قلب المداهمات.
الحركة انقسمت خلال الأشهر الماضية إلى تيارين، أحدهما يقوده يحيى الحجار، الذي خلف وحيد البلعوس في قيادة الحركة منذ عام 2017.
في حين بات القسم الآخر يتبع بشكل مباشر لليث البلعوس نجل مؤسس الحركة وحيد البلعوس، وتعود تبعية عناصرها لما يعرف باسم “مضافة الكرامة” التي تأسست قبل عدة سنوات.
يبدو واضحًا من خلال الظهور المتكرر للبلعوس للتعليق على العمليات الأمنية الأخيرة، أن التيار الذي يقوده من الحركة، هو المشارك في العمليات ضد “الأمن العسكري”.
أحدث ظهور لليث كان في 31 من تموز الماضي، خلال اجتماع لوجهاء من الطائفة الدرزية من “مضافة الكرامة” في بلدة المزرعة، غربي السويداء، إذ قال حينها إن الأحداث “اجتثاث للمد الإيراني وليست اجتثاثًا لراجي فلحوط (قائد مجموعة مقربة من الأمن العسكري)”.
وأشار خلال تسجيل مصوّر تداوله ناشطون عبر “فيس بوك” إلى أنه سبق وحذر “مما يُحاك في أروقة المخابرات”، في إشارة إلى “مشروع إيراني يستهدف المنطقة”.
الحجّار انشق عن “المضافة”
بات من الصعب التمييز بين شقي الحركة مع حديث الطرفين عن أنهما ممثلان لـ”رجال الكرامة”، إذ لم يغير أي منهما اسم الفصيل كما لم يُعلن بشكل رسمي عن الشرخ في الحركة.
فهد البلعوس، نجل الشيخ وحيد البلعوس والمطلع على عمل الحركة، قال لعنب بلدي، إن يحيى الحجار “انشق عن (مضافة الكرامة)”، وبالتالي فإن القسم الموالي للحجار بات خارج الحركة.
وعن أسباب الخلاف بين الطرفين، قال فهد البلعوس إن “الحجار وضع يده بيد جهات مشبوهة”، دون الإشارة إلى طبيعة هذه الجهات أو من هي.
وعلى عكس الشيخ وحيد البلعوس، لم يكن لدى يحيى الحجار عداء واضح مع النظام السوري خلال سنوات قيادته للحركة، على الرغم من أن النظام والقوات الحليفة له، هم المتهمون باغتيال البلعوس.
وسبق أن وجهت اتهامات لطرفين أساسيين باغتيال الشيخ وحيد البلعوس، هما “حزب الله” اللبناني والنظام السوري، إذ أوردت قناة “الجزيرة” مستندات تتحدث عن ضلوع “حزب الله” باغتيال البلعوس، وهو ما لم يرد عليه “حزب الله” أو النظام، بأي تصريح رسمي.
“رجال الكرامة” بين البلعوس والحجار
بعد اغتيال البلعوس، في أيلول 2015، عينت الحركة شقيقه رأفت البلعوس، الذي أصيب في تفجير اغتيال شقيقه أيضًا، قائدًا جديدًا للحركة.
وألقى كلمة اتهم فيها الاستخبارات باغتيال شقيقه، مؤكدًا أن الحركة ستستمر على نفس النهج مع حفاظها على “وحدة سوريا وانتمائها إليها، وتحريم التعدي على السويداء، وتحريم التعدي منها على الآخرين”.
وأشار رأفت البلعوس إلى أنه والحركة “عروبيون وطنيون”، مؤكدًا أن دم أخيه “أمانة في عنقه”، بحسب تعبيره، ومتعهدًا باستمرار الحركة بحماية أهالي السويداء.
وفي شباط 2017، عيّنت “رجال الكرامة”، قائدًا جديدًا بدلًا عن الشيخ رأفت البلعوس، بسبب حالة الأخير الصحية “السيئة”.
وجاء في بيان الحركة أن التعيين الجديد “جاء بسبب حساسية إصابة الشيخ رأفت البلعوس وتراجع صحته حيث طلب بعقد اجتماع لمجلس القيادة”.
البيان وصف البلعوس حينها بأنه “سيف الكرامة”، مؤكدًا أنه اتخذ قرارًا بتكليف الشيخ يحيى الحجار، “بمتابعة مهمة قيادة رجال الكرامة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :